رأي/ كرونيك

على هامش تصريح العزيز: سر الود والتوافق في وجهات النظر مع أخنوش العمود الفقري للحكومة السابقة

غريب ما نلاحظه من خلال هذا التصريح: لقاء ودي ” حضاري جدا” يعبر على علاقة عادية مع رئيس حكومة ديمقراطي ، أفرزته انتخابات نزيهة . رئيس منفتح على كل الأطراف بما فيها اليسار ” الراديكالي” . و بهذه الصفة ، تكلم ممثل تحالف الفدرالية ليعلق على الرئيس الجديد / القديم آمالا كبيرة في إصلاح ما لم تقم به الحكومة السابقة . ونسي معلق هذه الآمال أن السيد أخنوش كان العمود الفقري للحكومة السابقة!!).

فما هي دلالة هذا التصريح المتماهى مع رئيس حزب كان داخل الحكومة أقوى من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ، بل هو الذي أتى به بأمر من فوق بعد البلوكاج و إزاحة عبد الإلاه بن كيران.

ثم أين هي المواقف المبدئية اليسارية من طبيعة الانتخابات المغشوشة، ومن القاسم الإنتخابي الذي اعتبر من طرف تحالف الفدرالية على أنه عملية “ريع سياسي”.

ثم أين هو تقييم “اليسار” بأن الحكومة لا تحكم ، وموقف اليسار من عزيز آخنوش واعتباره واحدا من رجالات الدولة العميقة بامتياز.

العجب، لم تمضي على هذه الانتخابات إلا بضعة أيام حتي تبدلت اللغة ، وحل الود والتوافق في وجهات النظر مع نفس الشخص الذي دفعت به الدولة العميقة لتصنع منه وزيرا أولا !!

ولنسمع بعضا من بين ما صرح به منسق تحالف فدرالية اليسار الديمقراطي، وهو مبتهجا لحواره مع عزيز آخنوش بخصوص القضايا الإجتماعية . يقول منسق اليسار:

” والسيد الرئيس استمع لنا بجدية ، ووجهة نظره في هذه المسألة تتقاطع مع وجهة نظر اليسار”.

العجب العجاب ، وجهة نظر أول باطرون جمع ثروته من الريع، تتقاطع مع وجهة نظر اليسار في القضايا الإجتماعية !؟
عن أي يسار يتحدث منسق الفدرالية ؟

فهل هذا هو الإطار الذي أقام الدنيا ولم يقعدها باسم راية وحدة اليسار ، و هيج العديد من المناضلين المخلصين الوحدويين الذين يتطلعون إلى بناء يسار موحد قوي ؟

إذا كان هذا هو اليسار الذي تكلم باسمه هذا المنسق، فتبا وألف تب للوحدة داخل يسار يتماهى مع أحد رجالات الدولة العميقة، ويجد معه الجدية في الإنصات و التوافق في وجهات النظر .

فهل نسي هذا اليساري المزعوم بأن اليسار كان مع مقاطعة محطات إفريقيا لأن مالكها آخنوش سرق الملايير من جيوب الشعب ببيع الوقود بثمن زائد بشكل خيالي عن سعر المحروقات الذي انخفض في السوق العالمية ؟ وأن هذا الملف لا زال مفتوحا ، وآخنوش سيتابع قضائيا إذا كان عندنا قضاءا نزيها؟
هذا مثال للذكرى …

أتمنى أن يكون ما عبر عنه السيد المنسق لا يعبر عن الفصائل المكونة لتحالف الفدرالية، كما أتمنى أن يتم تبرأ الفدرالية وفصائلها مما عبر عنه السيد عبد السلام العزيز. كما أتمنى أن ينهض كل المناضلين والمناضلات اليساريات لإفشال أي محاولة تريد دفع الحركة اليسارية إلى أحضان المخزن كما حصل لمكونات أخرى لا داعي لذكر اسمها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى