مفاوضات التوصل لهدنة في غزة بـ”مراحلها النهائية” وواشنطن والقاهرة تدعوان لإبداء “المرونة اللازمة”
تتواصل المفاوضات بشأن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة الأربعاء، حيث تحتضن الدوحة اجتماعا بهذا الخصوص فيما تدخل المباحثات “مراحلها النهائية”. ودعت كل من واشنطن والقاهرة طرفي الصراع إلى إبداء “المرونة اللازمة” لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 15 شهرا وسط أنباء عن مباحثات الأنفاس الأخيرة حول “آليات تنفيذ الاتفاق وأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين ستشملهم صفقة التبادل”.
تدخل المفاوضات حول وقف لإطلاق النار في غزة “مراحلها النهائية” بحسب ما أعلنته الدوحة، حيث تتواصل الأربعاء بالعاصمة القطرية بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر إسرائيلي، وسط ترقب عربي ودولي لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 15 شهر.
ومن ضمن ما جاء في مسودة الاتفاق، قال مصدران مقربان من حماس إن الحركة ستطلق سراح 33 رهينة في مقابل إفراج إسرائيل عن نحو ألف معتقل فلسطيني في المرحلة الأولى، على أن يتم الإفراج عن الرهائن “على دفعات، بدءا بالأطفال والنساء”.
ومن جهتها، أكدت الحكومة الإسرائيلية أنها تسعى إلى إطلاق سراح “33 رهينة” خلال المرحلة الأولى، وأنها مستعدة لإطلاق سراح “مئات” المعتقلين الفلسطينيين.
وكانت قطر التي تقوم بدور الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، أكدت الثلاثاء أن المفاوضات باتت “في مراحلها النهائية” وأن العقبات الأخيرة التي تعترض التوصل إلى اتفاق “تمت تسويتها”، آملة التوصل إلى “اتفاق قريبا جدا”.
“آليات تنفيذ الاتفاق”
فلسطينيا، قال قيادي في حركة الجهاد الإسلامي الأربعاء إن وفدا قياديا رفيع المستوى من الحركة وصل إلى الدوحة الثلاثاء للمشاركة في المفاوضات النهائية، موضحا أن “المباحثات في المرحلة الراهنة تتركز حول آليات تنفيذ الاتفاق وأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تشملهم صفقة التبادل”.
وأفاد مسؤول إسرائيلي بأن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق ستبدأ في “اليوم السادس عشر” على دخول المرحلة الأولى حيز التنفيذ.
وأوردت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن المرحلة الثانية ستتناول “الإفراج عن باقي الأسرى، الجنود الذكور، الرجال في سن الخدمة العسكرية، وجثث الرهائن الذين قُتلوا”.
لكن مسؤولا في الحكومة الإسرائيلية حذر الثلاثاء من أن إسرائيل لن تغادر “غزة طالما لم يعد جميع الرهائن، الأحياء والأموات”.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه سيسمح لإسرائيل بالحفاظ على “منطقة عازلة” في قطاع غزة أثناء تنفيذ المرحلة الأولى.
وأفاد مصدر مقرب من حماس بأن الجيش الإسرائيلي سيبقى على “عمق 800 متر داخل القطاع، في شريط يمتد من رفح جنوبا حتى بيت حانون شمالا”.
“المرونة اللازمة”
وقبل أيام قليلة من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير، تكثفت المباحثات غير المباشرة في الدوحة من أجل التوصل إلى هدنة مصحوبة بالافراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 الذي تسبب باندلاع الحرب.
وفيما يستمر الطرفان في وضع الشروط، حثهما الرئيسان الأمريكي جو بايدن والمصري عبد الفتاح السيسي خلال اتصال هاتفي الثلاثاء على إبداء “المرونة اللازمة” في المفاوضات، وفق المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية محمد الشناوي.
ومنذ اندلاع الحرب لم يتم التوصل سوى إلى هدنة واحدة استمرت أسبوعا في نهاية نوفمبر 2023، واصطدمت المفاوضات غير المباشرة التي تجري منذ ذلك الحين بتصلب الطرفين.
لكن الضغوط الدولية اشتدت للتوصل إلى اتفاق مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وكان ترامب توعد بتحويل المنطقة إلى “جحيم” في حال عدم الإفراج عن الرهائن بحلول تنصيبه.
وأعرب الكرملين الأربعاء عن “تفاؤل حذر” بشأن التوصل إلى اتفاق معتبرا ذلك “ضروريا للغاية” إزاء “الكارثة الإنسانية” في القطاع.
وقالت جيل ديكمان قريبة الرهينة كارمل غات خلال تجمع مساء الثلاثاء في القدس: “الوقت يداهمنا والرهائن الأحياء سيموتون في نهاية المطاف. والرهائن الذين قضوا قد يفقد أثرهم. يجب التحرك الآن”.
على “إسرائيل أن تقبل إعادة توحيد قطاع غزة”
وفي سياق التنسيق الإسرائيلي الأمريكي، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أن الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة الوسطى الأمريكية التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط، في زيارة لإسرائيل وقد عقد مع رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي “اجتماعا استراتيجيا ركز على تقييم الوضع الإقليمي وبحث في التحركات المحتملة لمواجهة التهديدات فضلا عن المستجدات في الشرق الأوسط”.
واقترح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في كلمة ألقاها في واشنطن الثلاثاء إرسال قوة أمنية دولية إلى قطاع غزة ووضعه تحت إشراف الأمم المتحدة.
وقال كاشفا مع انتهاء ولايته عن خطة طال انتظارها لمرحلة ما بعد الحرب، إن على “إسرائيل أن تقبل إعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت قيادة سلطة فلسطينية إصلاحية”، مشددا على وجوب “التزام الجميع بالمسار المؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق شروط ومواعيد محددة”.
وصرح رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى الأربعاء في أوسلو خلال بدء الاجتماع الثالث لـ “التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين”، أن على المجتمع الدولي مواصلة الضغط على إسرائيل بعد الهدنة حتى تقبل بقيام دولة فلسطينية.
من جانبه، قال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي: “نحن بحاجة إلى المضي قدما الآن نحو حل الدولتين. وبما أن إحدى الدولتين موجودة، وهي إسرائيل، فنحن بحاجة إلى بناء الدولة الأخرى، وهي فلسطين”.
إسرائيل تواصل غاراتها الجوية
في الأثناء، تواصل إسرائيل شن غارات جوية على قطاع غزة حيث قتل 62 فلسطينيا خلال الساعات الـ24 الأخيرة حتى صباح الأربعاء، بينهم 24 قضوا في غارات ليل الثلاثاء الأربعاء استهدفت خصوصا دير البلح بوسط القطاع ومدينة غزة في الشمال حيث أصيبت مدرسة تؤوي نازحين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
وخطف 251 شخصا في الهجوم الذي شنته حركة حماس ما زال 94 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش عن مقتل أو وفاة 34 منهم. كذلك قتل في الهجوم 1210 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
في المقابل، قُتل أكثر من 46707 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.