ضحف عالمية..حماس تواصل فرض نفسها على الساحة و حريصة على إظهار أنها لا تزال صامدة
قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، انه ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تواصل حماس فرض نفسها على الساحة، رغم الضعف الشديد الذي أصاب الحركة نتيجة أكثر من خمسة عشر شهراً من الحرب، فحركة حماس التي صنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على أنها “إرهابية”، حريصة على إظهار أنها لا تزال صامدة وأنها احتفظت بالسيطرة على المنطقة.
واضافت يومية لوفيغارو ان أمس الاثنين، شوهد مقاتلون من كتائب عز الدين القسام، بملابسهم العسكرية، ووجوههم ملثمة، وهم يرحبون بالنازحين من الجنوب إلى غزة. وفي بيان صدر عن الحركة، وصفت حماس عودة الفلسطينيين إلى غزة بأنها “انتصار للشعب الفلسطيني وإعلان فشل وهزيمة الاحتلال وخططه التهجيرية”، اشارة تراها الصحيفة إلى الاقتراح الأخير الذي طرحه دونالد ترامب، يوم السبت، حول إفراغ قطاع غزة من سكانه، وإجلائهم إلى مصر أو الأردن، من أجل تمكين إعادة إعمار القطاع الفلسطيني.
وتقول صحيفة لوفيغارو إن الفكرة التي لاقت ترحيبا حارا في أعمدة صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ذات التوجه الوسطي معترفة بأن مثل هذا السيناريو من غير المرجح أن يتحقق.
فيما ذكرت صحيفة لومند انه بعد الإفراج عن أربعة رهائن إسرائيليين بدأ الفلسطينيون الذين هجروا قسراً الى جنوب القطاع في بداية الحرب بين حركة حماس واسرائيل بالعودة إلى منازلهم بعد إطلاق سراح أربع جنديات اختطفن في السابع من أكتوبر واندلاع نزاع بين الجانبين.
وتابعت الصحيفة الفرنسية انه في الساعات الأولى من فجر يوم أمس الاثنين، بدأت موجة بشرية تتجه نحو شمال غزة،
وكانت الابتسامات تظهر على وجوه الفلسطينيين الذين أنهكتهم خمسة عشر شهراً من الحرب والحرمان وسط ارتفاع صيحات الفرح والهتافات من الحشود التي تمتد إلى ما لا نهاية على طول الشاطئ الغزاوي.
فعودة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وربما المئات، إلى منازلهم كانت بعد أن فتح الجيش الإسرائيلي الطريق الساحلي، حيث كانوا ينتظرون فتحه منذ أيام، وتقدم الفلسطينيون عبر ممر نتساريم، وهي منطقة محظورة أنشأها الجيش الإسرائيلي لتقسيم القطاع إلى نصفين.
واضافت يومية لومند ان الغزويين كانوا يأملون في هذه العودة منذ أكتوبر 2023، عندما فرضت إسرائيل إخلاء شمال غزة، المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في القطاع، حيث يبلغ عدد سكانها مليون وثلاث مئة ألف 1.3 مليون نسمة. واجبرتهم على التجمع فيما يسمى بالمنطقة “الإنسانية” في الجنوب لمدة خمسة عشر شهراً.
من جانبها، أفادت “وول ستريت جورنال” بأن الدمار الواسع الذي خلّفه القصف الإسرائيلي يمثل تحديا أمام إعادة إعمار القطاع.
ونقلت الصحيفة عن سكان جباليا وصفهم لها بأنها أصبحت منظرا طبيعيا من الخرسانة المتناثرة وهياكل البناء المدمرة، في حين أضافت الخبيرة كارولين ساندز أن إزالة الأنقاض ستكون معضلة شديدة التعقيد.
وأشار تحليل لـ”فورن بوليسي” إلى الصعوبات التي تواجه تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة في ظل اعتراض إسرائيل والسلطة الفلسطينية على أي اتفاق جاد بشأن غزة.
وأضاف التحليل أن تعزيز نفوذ حركة حماس بعد الحرب يبدو أمرا مرجحا، في وقت تُحكم فيه إسرائيل قراراتها بمحددات السياسة الداخلية.
بدورها، كشفت صحيفة “تايمز” عن اعتقال إسرائيل جنديين من الاحتياط بشبهة التجسس لصالح إيران.
وأوضحت الصحيفة أن أحدهما خدم في نظام القبة الحديدية، ومرر معلومات سرية مقابل مبالغ مالية، ولفتت إلى أن هذه القضية تعكس تعدد قضايا التجسس الإيراني داخل إسرائيل، والتي شملت محاولات لاغتيال رئيس الوزراء نتانياهو.
وكتب آموس هارئيل في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن مشاهد الحشود الفلسطينية وهي تعبر محور نتساريم مشيا على الأقدام تعبّر عن نهاية الحرب.
واعتبر أن تسريع الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين من قبل حماس يعد تنازلا تكتيكيا لصالح خطوة إستراتيجية تتمثل في عودة السكان ومنع استمرار القتال بالشمال.