مجتمع

سكان دواوير عين السبع المهددين بالإفراغ يقررون اللجوء الإنساني إلى أوروبا

قرر سكان من الصفيح بالدار البيضاء، يوم الثلاثاء، اللجوء الإنساني إلى أوروبا، بعد تلويح السلطات بعمالة عين السبع الحي المحمدي بهدم الأكواخ التي يقطنون بها على رؤوسهم، نهاية الأسبوع الجاري، بعد تشريد سكان دوار الواسطي، السبت الماضي.
وقرر سكان ثلاث دواوير، هي “حسيبو” و”الريكي” و”الجديد” بعين السبع بالدار البيضاء، الانسحاب الكلي من تلك الدواوير والتنازل على البراريك والهجرة جماعة وعلانية نحو أوروبا، في مسيرة يوم الجمعة المقبل، مباشرة بعد صلاة الفجر.
وأفاد بيان لسكان الدواوير الثلاث “حسيبو” و”الريكي” و”الجديد” بعين السبع أن السكان قرروا اتخاذ هذه الخطوة الاحتجاجية، تفاديا لأي تصادم مع القوات العمومية وحفاظا على سلامة المواطنين والمواطنات، وكذلك حفاظا على الممتلكات العامة والخاصة.
وأضاف المصدر أن سكان الأحياء الصفيحية سيتوجهزن مشيا على الأقدام عبر الطريق الساحلية إلى مدينة سبتة كلاجئين، لأن اللجوء الإنساني، حسب المصدر، هو حق من حقوق الإنسان، تضمنه المواثيق الدولية، وهو من حق أي إنسان أو مجموعة لم تعد آمنة على سلامتها وسلامة أبنائها داخل وطن الإقامة.
وفي السياق ذاته، أكد السكان أنهم طرقوا كل الأبواب ونهجوا كل السبل قبل اتخاذ قرارهم، عبر مراسلة كل الجهات، بما فيها الديوان الملكي، لكن رفض السلطات المحلية الحوار حول الملف المطلبي وعوضته بإرسال تهديدات، تجسدت في هدم دواوير من ضمنها كاريان “زرابة”، ودوار “المومنية”، و”الغالية”، وأخيرا دوار “الواسطي”، السبت الماضي، وتشريد الآلاف، وتعريض حياتهم للخطر، حسب تعبير المصدر جعلهم يقبلون على هذه الخطوة “اللجوء الإنساني”.
يذكر أن السلطات المحلية بعمالة عين السبع الحي المحمدي، مدعومة بجيش من القوات العمومية، بمختلف تشكيلاتها شردت، السبت الماضي، مئات الأسر التي كانت تعيش في دوار الواسطي (حمان الفطواكي)، أحد أقدم الدواوير بالعمالة في إطار ما تعتبره السلطات “برنامج مدن دون صفيح”، فيما في حقيقة الأمر برنامج تشريد المواطنين، وخلق جيل من الشباب دون مأوى ولا عمل ما يهدد استقرار البلد.
وعاين “دابا بريس” هجوم القوات العمومية على المواطنين، واعتقال بعضهم، أثناء تنفيذ مخطط الإفراغ، دون احترام لإنسانيتهم.
وطوقت القوات العمومية والقوات المساعدة مدججة بسيارات الأمن، دوار الواسطي، والشوارع المحيطة بالدوار، القريب من حديقة الحيوان، خلف محطة القطار عين السبع.
وأمام الترهيب والقمع اضطرت العديد من الأسر إلى نقل أمتعتها المنزلية وأثاثها في شاحنات نقل البضائع لتفادي ضياعها بعد الهدم، واضطرت أسر إلى طلب اللجوء لدى أسر قريبة أو المبيت في الشارع، فيما ظل آخرون، الذين تعذر عليهم إيجاد وسيبة نقل أو مكان للمبيت، إلى جانب أمتعنهم في الخلاء.
وهدمت السلطات حوالي 400 براكة، أي تشريد أكثر من 400 أسرة من أصل 700 ، مستنكرين إخبارهم المتأخر أي في مدة قصيرة قبل تنفيذ الإفراغ، لإرغامهم على التنقيل التعسفي خارج عمالة عين السبع، بمنطقة نائية منطقة سيدي حجاج، لا تتوفر على بنيات تحتية مثل المدارس والمراكز الصحية.
وعلم من مصادر أن جل التلاميذ من سكان الدوار لم يلتحقوا بأقسامهم الدراسية، على الأقل يوم الاثنين، إذ شهدت مدرسة بن جلون غياب نصف التلاميذ تقريبا، لأن جلهم من سكان دوار الواسطي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى