الرئسيةسياسة

وزير العدل يجبر المغاربة الاختيار بين منع الجمعيات من تقديم شكايات أو رفع عقوبة الوشاية الكاذبة ل10سنوات

الغلوسي: اعتبر أن تصريح الوزير خطير و يحتقر المغاربة ويشجع على التمييز بينهم ويجعل من المواطنة درجتين، مؤكدا أنه، تصريح يفيد أن الكرامة المتأصلة في بني البشر هي نوعان

وضع وزير العدل المغاربة أمام الإجبارية على الاختيار بين منع الجمعيات من تقديم شكايات ضد المنتخبين الفاسدين لصوص المال العام، أو رفع عقوبة الوشاية الكاذبة إلى عشر سنوات.

جاء ذلك، في تدوينة لمحمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، حيث اعتبر أن تصريح الوزير خطير و يحتقر المغاربة ويشجع على التمييز بينهم ويجعل من المواطنة درجتين، مؤكدا أنه، تصريح يفيد أن الكرامة المتأصلة في بني البشر هي نوعان، نوع من الكرامة يخص جزء عريض وكبير من المغاربة ونوع تان يتعلق بالسادة المنتخبون المحترمون والمبجلون .

وأضاف الغلوسي في التدوينة ذاتها، أن تفكيك تصريح الوزير يفيد أن عقوبة الوشاية الكاذبة الواردة في الفصل 445 من القانون الجنائي، هي عقوبة هزيلة وضعيفة ولابأس أن تبقى كذلك مادام أن الأمر يتعلق بعامة الناس بجمهور واسع من المغاربة، ولايرى الوزير يضيف رئيس جمعية حماة المال العام، في تلك العقوبة أي حرج لكون الشكاية التي تم حفظها او صدر فيها حكم بالبراءة هي موجهة فقط ضد أي شخص من العموم ليست له أية مسوؤلية عمومية ولايتولى أية مهمة إنتدابية.

وتابع المتحدث ذاته، قائلا: أن المس بشرف واعتبار وكرامة مثل هذا النوع من البشر لايطرح أي ملحاحية في تعديل النص الجنائي المذكور، لكن مادام أن الأمر يتعلق بشكاية ضد النواب والمستشارين المحترمين بالجماعات والبرلمان وانتهت بالحفظ او البراءة فإن العقوبة الواردة في الفصل 445 من القانون الجنائي تعد غير كافية ويجب تعديل هذا الفصل ورفعها إلى عشر سنوات، أي أنها حسب منطق الوزير ستصبح جناية خطيرة !!!

واسترسل الغلوسي قائلا: لأن تلك الشكاية مست بشرف واعتبار وكرامة صفوة الناس لأنهم جديرون بالحماية أكثر من غيرهم وكرامتهم ثمينة جدا ، لذا فإن الأمانة والمسوؤلية تطوق عنق الوزير وتفرض عليه التدخل الحازم لتعديل هذا الفصل، إذا كان القانون سيحتفظ للجمعيات بحق تقديم الشكايات ضد المنتخبين الفاسدين !!! إنه ترهيب واضح للمجتمع بإسم ” القانون “وإستغلال فج لمواقع المسوؤلية للدفاع عن الفساد وحمايته واستعمال قاموس الوعيد والتهديد ورفع العصا في وجه الناس.

في السياق ذاته، شدد الغلوسي التأكيد، أن تصريح الوزير، لايمكن حتى أن يفكر فيه أو يخطر ببال إنسان عاقل يحترم نفسه، فمابالك أن يصدر عن مسوؤل دولة يفترض فيه الحرص على تطبيق الدستور والمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان ، تصريح ينظر إلينا كمغاربة بأننا :”رعاع” و”خروطو” و “بوزبال” والمغاربة أشرف الناس وأعزهم ينافحون عن كرامتهم وشرفهم ولايرضون أن يكونوا كما ينظر اليهم الوزير بإحتقار وإستهجان ،إنه تصريح خطير يحرض عل التمييز والكراهية وإحتقار المغاربة والأخطر أنه مرره عبر قناة عمومية.

الغلوسي ختم تدوينت، باقول: “رجاء لأولي الألباب والحكماء في هذا البلد العزيز على قلوبنا أن ينهوا عنا مهزلة هذا الوزير ،الوزير الذي يتحدث لغة التقاشير وكلامه يشبه رائحة التقاشير في عز القيض والحر ، رجاء تكلموا إليه ليدرك أنه وزير يمثل المغاربة جميعا ومطوق باليمين الدستورية التي أداها وملزم بإحترام منصبه كوزير للعدل ،المنصب الذي مرغه في الوحل !!”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى