رأي/ كرونيك

هذا سر غضب المغاربة على صور يتيم بباريس

حاتم أمزيل أستاذ بكلية الآداب بفاس ومؤلف كتاب العلمانية في الفلسفة المعاصرة

كثير من الصديقات والاصدقاء لم يفهموا سبب غضب المغاربة من صور الوزير في باريس… وذلك راجع إلى حداثة سنهم في الغالب.
ما لا يعرفه هؤلاء الأصدقاء و الصديقات هو حجم الارهاب النفسي الذي مارسه الاسلاميون عموما على المغاربة إبان عشرية التسعينات من القرن الماضي وبداية القرن الواحد والعشرين… إرهاب نفسي وفكري عنوانه الكبير الحجاب وعذاب القبر وجاهلية المجتمع المغربي… لقد منعوا الناس من عيش حياتهم العادية بخطابهم الدعوي التحريضي… والآن وبعدما وصلوا إلى مناصب التدبير والإدارة ساروا وراء غرائزهم بعدما نشروا في المجتمع قيما دخيلة مثل فصل المجتمع إلى مجالين مجال الذكور ومجال الاناث وما يتبع ذلك من عدم الثقة بين الطرفين والحذر والشك ….

كما نشروا في المجتمع حجابا دخيلا شرقيا رغم أن النساء المغربيات كن يرتدين اللثام… بعد سنوات من الارهاب النفسي هاهم الاسلاميون يمارسون الحب والجنس في الشواطئ والوزارات والمدن الغربية … في الاخير أقول: يتيم في باريس يمارس الحب !… من منا كان يظن في التسعينات وبداية الالفين أن واحدا من حزب العدالة والتنمية سيسافر مع صديقته إلى باريس ليسيرا يدا في يد…. بكل ما تحمله باريس في المخيال العالمي من معاني الجمال والحرية والجسد والعطر والأناقة…. الجرح أعمق أيها الصديقات والاصدقاء من مجرد حرية شخصية… إنها الخديعة في أسمى تعابيرها…. إنها الدناءة والحقارة… إن ما يقوم به هؤلاء أمام عيوننا لهو التحقق الفعلي للكائن الغريزي الذي لا أخلاق له…. عليهم أن يعتذروا عن سنوات الارهاب النفسي…

وربما منا من من حقه أن يطالب بالتعويض عن الأذى الذي لحقه منهم: ألم يسهم خطابهم العدائي تجاه كل ما هو جميل في انتشار إشاعة تقول أن نجاة اعتابو ونعيمة سميح مصابتين بالسيدا لأنهما تغنيان وأن ذاك انتقام إلهي؟ ألم تنشر جريدة التجديد مقالا يرجع التسونامي الذي ضرب أندونيسيا في العشرية الاولى من القرن الحالي إلى غضب إلهي بسبب الحرية الجنسية ملمحا – المقال- بأن الغضب الالهي سيمتد إلى كل بلد لا يلتزم بمبادئ الاخلاق التي ينشرها الاخوان؟ ألم ينظم أتباعهم لجان شعبية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأحياء الشعبية والاماكن المحيطة بالثانويات والجامعات؟ هذه وقائع وأخرى لا يعرفها الجيل الشاب الآن… نعم لقد كان يتيم ومن معه مصادر الفكر الذي مارس على الناس الكثير من التضييق مستغلا ما كانت تعرفه الجارة الجزائر من أحداث العشرية الدموية وما كانت تعرفه مصر من أعمال إرهابية…. إن أصحاب الحب في الشاطئ والحب في الوزارة والحب في البرلمان والحب في باريس ملزمون بتقديم اعتذار وطلب الصفح من ضحاياهم في التسعينات….ولهم بعد ذلك أن يعيشوا حياتهم كما يشاؤون، على أن يتركوا للناس حرية اختيار نمط الحياة الذي يرتضون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى