رأي/ كرونيك

نجاة زين الدين تكتب: الوطن و حسن النوايا…”استلهموا الدرس من الركراكي و أشباله”

بقلم نجاة زين الدين

الوطن مساحة جغرافية على امتداد كل هذه البسيطة، تؤثت بالأمن و الأمان و يتمتع فيها كل مواطنيها بنفس الحقوق و يتحمل فيها الجميع مسؤولية الواجب بضمير جمعي حي، دون أنانية و تصلب ذاتي أو تعصب شوفيني…

الوطن هو الموقع الذي تصان فيه كرامة الجميع و لا يظلم فيه أحد و من جانب الصواب يعاقب شر العقاب مهما كان موقعه و منصبه و شأنه….

الوطن أن نذوب أنا و أنت و هو و هي في نحن ليزدهر هذا الوطن و يتقدم و تخضر حقوله بما يحتاجه الشعب حقا من محصول الحبوب و الخضروات لا بانهاك تربته بزراعات جزافية تستنزف خيرات الأرض العليا و السفلى دون رحمة و بصورة فوضوية و افتراسية، و بتراخيص أحادية و تفضيلية…

الوطن هو عدالة إجتماعية، تؤسس على الحب و الإحترام و العطاء و التضحيات و تبنى على أسس تقدير الكفاءات و تشجيعها لتعطي أفضل ما عندها و ليس لثني عزيمتها و زرع الإحباط لديها و قتل روح الخلق و الإبداع عندها بعقود تقييدية و بشروط تعجيزية و بمعيقات استفزازية….

الوطن هو روح و انسجام و تقديس لكل شبر منه لا بيعه بالمزاد العلني للأجنبي الغاصب تحت يافطة الانفتاح الملغوم أو القرض المشؤوم…

الوطن هو إحتواء و هواء و عطاء بكل سخاء ليعم الخير و الرخاء و ليتم بذلك القضاء على الاستغلال و الغلاء….

الوطن هو إجماع على الأولويات قبل التفنن في اصطياد الفرص لحماية المصالح الضيقة للذوات…

الوطن، هو خصوبة و سمو في الفكر و تقديس لقيمة الحرف نعم الحرف الذي لن يتحرر و يرتقي إلا برد الإعتبار للمدرسة العمومية و التشجيع الدائم على القراءة و الحد من برامج السفه و التمييع و صدق في نقل الواقع وتشريحه، لتصحيح اعوجاج مساره و انحرافه للتمكن من تحقيق انطلاقاته التطورية القوية و المفعلة…

الوطن عزم و إرادة بكل بساطة، و نوايا صادقة مباركة، و نبل و مصداقية تنتزع بالإنجاز و بحسن الأداء و بالايمان بالنتيجة لدرجة التوحد مع المبتغى ليسهل كل عسير…

الوطن، تصميم و تنسيق و حكمة في التدبير لا إستبداد في القرار و التسيير…

امنحوا يا ساسة البلاد للوطن و لكل المواطنين حق الفرح بالتعالي عن الأنا و ذوبوا في المصلحة العامة للبلاد و كَونوا جزءا حقيقيا منها بصدق نواياكم…

راجعوا ضمائركم و ثقوا في كفاءات هذا الوطن، ليتحقق بالفعل ذلك النماء و الازدهار الذي نطبل له منذ سينين….

و استلهموا الدرس من الركراكي و أشباله في كل ثانية و حين…و كفانا تعنتا و صراعات جوفاء، و وعود و غوغاء…فمن حقنا أن نعيش في فرح كل الأوقات لأن الفرح يليق بهذا الشعب الطيب، البسيط…الذي أكد لنا اليوم أن المستحيل ليس مغربيا و لا حضور له في قاموسه و بين صفوفه، و بأن طموحه و إصراره على الإنتصار قريب المنال اذا حلمنا و أمنا فوثقنا بأمانينا بكل إصرار َو يقين عندها فقط سنجسد رؤيتها على أرض الواقع بكل تأكيد…

و عندها فقط سنوقف مسلسل الهزائم التي يحاول الغرب ترسيخها في أذهاننا بخطاباته السلبية التيئيسية و نؤكد للجميع أن هذه الأخيرة لم يعد لها بيننا وجود…و بذلك نعيد أمجاد البناء التي اعتمدت عليها أوروبا بسواعد أبناء الدول العربية و الإفريقية فيما بعد الحرب العالمية الثانية لتكون ما هي عليه الآن….

يا الله يا الله يا الله حرية جماعية لكل معتقلي الرأي لتكتمل فرحة كل الأمهات المغربيات و كل نساء و أطفال بلادي ليتحقق التصالح الحقيقي و لنستشرف أفاق الغد الرائع الذي ينتظرنا لا محالة بدون حزن و لا غبن و لا أسى…
إني اخترتك يا وطني حبا و طواعية…
إني اخترتك يا وطني سرا و علانية….
إني اخترتك يا وطني فليتنكر لي زمني ما دمت ستذكرني يا وطني الغالي يا وطنييييييي الغالي يا وطنييييي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى