الرئسيةبيئةفكر .. تنويرمجتمع

في محاولة لفهم اثار زلزال الأطلس الكبير…العلوم الاجتماعية والبيئية أية علاقة؟

بقلم علال بنور

عرف المغرب ليلة 8 غشت 2023 زلزالا، دمر سكان سفوح واقدام بعضا من جبال الاطلس الكبير بين الحوز وسوس، ولفهم اثار الزلزال، تدعو الضرورة معرفة الظواهر البيولوجيا و الفزيائي، التي تشكل القاعدة الطبيعية للبيئة الجغرافية و البشرية ،لذلك فإن الابعاد السوسيولوجيا و الاقتصادية و قيم الاخلاق ،تشكل محددات البيئة وتوجهاتها و أدواتها لفهم وتحديد كيفية استعمال الثروات الطبيعية بشكل عقلاني .

لقد أصبح من البديهي أن العلوم الاجتماعية ضرورية لدراسة إشكاليات البيئة و البحت عن حلول، فهناك علوم أساسية تقارب دراسة البيئة وهى: العلوم الاجتماعية والاقتصادية و السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا و التاريخ و الجغرافيا ،هذه العلوم ،بات من المؤكد ،ان حضورها أساسي لمعالجة مشاكل السكان، الذين عاشوا زلزال الاطلس الكبير في مجاليه الحوز وسوس ،فلا فهم وإعادة بناء المجال ،الا بحضور هذه العلوم السالفة الذكر.

*العلوم الاجتماعية الاقتصادية:

 

يمكنها أن تسمح بتحديد شكل تنظيم السكان لسيرورة الانتاج والتوزيع ثم الاستهلاك للخيرات والخدمات، التي تحقق حاجياتهم، وفي ذات الوقت، تحدد التعاقد حول البيئة، كذلك تبحث في الانتاج المرتفع الذي يعطى أرباحا آنية والتكلفة المباشرة واستعمال تكنولوجيا متكيفة مع الواقع، كما انها تقترح حلولا لتدبير المجال.

*السوسيولوجيا:

من بين اهتماماتها، دراسة القيم التي تستوعب السلوك الفردي والجماعي وجها لوجه مع البيئة، تعالج كذلك، كيفية تنظيم المجتمع وتحدد أسلوب الحياة الممكنة، ونظام القيم الإيجابي والسلبي حول خاصية البيئة، وتحقيق الحاجيات في علاقتها مع الاستهلاك وفي ذات الوقت تقدم حلولا.

*الأنثروبولوجيا الاجتماعية:

يمكن أن تزود الجانب الاجتماعي والاقتصادي بحلول مختلفة، كما أنها تعطى نماذج وتزودنا بدراسات حول علاقة الثقافة المحلية المادية والرمزية بالبيئة.

*التاريخ:

يعطينا تصورا يقوم حول الاستمرارية والنسبية للإنسان، حول الحقيقة من خلال الزمان في علاقته بالمكان، مع طرح أسئلة من قبيل، ما هي الظروف التاريخية التي جعلت مغاربة المنطقة المنكوبة، الاستقرار فيها، وما هي السياقات السياسية والاجتماعية التي ساهمت في تشكل العزلة؟؟

ففي إطار أفق التأمل والبحث، تدعو الضرورة، البحث والاهتمام بتاريخ البيئة البشرية للمنطقة المنكوبة، لفهم علاقة سكان سفوح وقدم جبال الاطلس ماضيا مع تلك البيئة المتضرسة والصعبة المسالك، وهل يمكن التنبؤ بأفق الاهتمام المستقبلي لسكان المجال الجبلي، والاستفادة من دروس ماضي نكبة اكادير والحسيمة للبحث عن حلول لإشكاليات البيئة الحالية؟ وبالتالي، إن الحلول لها بعد تاريخي يقطع الزمان الخلفي والأمامي، كما يدرس التدبير والارشاد العقلاني أو غير العقلاني للبيئة الآنية والماضية، كما له نتائج ليس فقط على مستوى الحياة الآنية، ولكن حول الحياة المستقبلية لساكنة الجبال والمجال الجاف.

*الجغرافيا:

تهتم بالتأمل البيئي في معناه المجال المتعدد الابعاد من الطبيعي والاجتماعي والاقتصادي الى التحول المجالي. تعد هذه الابعاد ضرورية لحصر وفهم أن البيئة البشرية جد معقدة. ففي إطار الجغرافيا الجديدة، ظهرت هذه التعقيدات كبعد مجالي له خاصيات منها: المجال البيوطبيعى، أقيم حول المحيطات والجبال والمجالات المهجورة، لكنها تختلف حسب التنوع المناخي، كما ان المجال الاقتصادي يحدد من خلال الانظمة الانتاجية وتبادل الخيرات والخدمات بين الجماعات البشرية، نموذج علاقة قبائل الاطلس فيما بينها.

عموما، يبقى الانسان، هو الكائن الوحيد في الطبيعة أكثر ذكاء، كما يشكل كائنا مندمجا مع البيئة بإرغاماتها الطبيعية، من مناخ وتضاريس، بل بارغاماتها المادية والثقافية كذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى