من 31% في 2022 ل13% فقط من المغاربة يؤيدون التطبيع..لوموند: المغرب يشتري قمرين صناعيين إسرائيليين من الجيل الجديد
ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية، أن الرباط اشترت قمرين اصطناعيين من طراز Ofek 13، الذي صممته الشركة العامة لصناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI)، وهي مركبة استطلاع فضائية يستخدمها الجيش الإسرائيلي، ويمكن أن تحل محل تلك التي حصل عليها المغرب من فرنسا في عام 2013.
وقالت “لوموند” إن رئيس شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق عمير بيريتس، سافر إلى المغرب في رحلة على طائرة خاصة من تل أبيب، حيث تم تعليق الروابط الجوية التجارية المباشرة بين البلدين منذ هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.
وأكدت الصحيفة الفرنسية إلى أن Ofek 13، الذي وصفته وكالة ناسا بأنه “قمر استخباراتي”، هو أحدث إضافة إلى عائلة مكونة من أحد عشر قمرا صناعيا للمراقبة الخفيفة في مدار منخفض، تم تطويره وبناؤه في إسرائيل ابتداء من عام 1988. ومن المقرر أن يتم تسليمه إلى المغرب في غضون خمس سنوات، ويمكن أن يحل القمران الصناعيان محمد السادس-أ ومحمد السادس-ب، اللذان اشتراهما المغرب من فرنسا سنة 2013، على هامش زيارة الدولة التي قام بها الرئيس فرانسوا أولاند.
وأفادت ّلومند” أنه خلال الفترة 2020-2023، صعدت إسرائيل إلى المركز الثالث بين مصدّري الأسلحة إلى المغرب، خلف الولايات المتحدة وفرنسا، وإذا تم تأكيد هذا العقد الجديد، فإنه سيرفع التعاون العسكري بين البلدين إلى مستوى غير مسبوق، تضيف “لوموند”، مؤكدة إلى أنه تم تفسير المصير المخصص لإيرباص وتاليس في هذا السياق على أنه نتيجة الركود الطويل للغاية الذي شهدته العلاقات الفرنسية المغربية في عامي 2022 و2023، على الرغم من أن الخارجية الفرنسية لعبت “دورا نشطا” في محاولة تجديد العقد الموقع مع الشركتين الفرنسيتين، كما تنقل الصحيفة عن مصدر مقرب من الأمر. وتشير صحيفة “لا تريبيون” الفرنسية إلى الشركتين انضمتا للمسابقة لكنهما خسرتا.
و في تقرير سابق، كانت نشرت “ليزيكو” تحت عنوان: “التحالف العسكري بين المغرب وإسرائيل يتعزّز رغم الحرب في غزّة”،
وقالت صحيفة “ليزيكو” الفرنسية إن إسرائيل تبدأ بجني ثمار “السلام” في أوج الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وذكرت اذات الصحيفة، أن الأقمار الصناعية الإسرائيلية ستحل محل تلك التي تنتجها شركة إيرباص حالياً، ما يعني إفلات هذا السوق من الكونسورتيوم الأوروبي.
وأوضحت “ليزيكو”، أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية لم تسمح بتأكيد الصفقة رسميا، في محاولة، بلا شك، لتجنب احتجاجات جزء من الرأي العام المغربي الغاضب جدا ضد إسرائيل بسب حربها في غرة.
لكن وجود هذا العقد لا شك فيه، تقول “ليزيكو”، موضّحة أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تغلّبت على العقبة من خلال الاستشهاد بمصادر أجنبية والكشف عن أن عمير بيرتس، رئيس شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، سافر سرا في الأيام الأخيرة إلى المغرب. وفق دليل آخر، أبلغت المجموعة بورصة تل أبيب بإبرام صفقة بقيمة مليار دولار، ولم تحدد سوى اسم المشتري، تضيف “ليزيكو”.
ومضت “ليزيكو” قائلة إن هذا الاتفاق لا ينزل من السماء.. فهو جزء من عملية التقارب بين البلدين. فوفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، أصبحت إسرائيل في السنوات الأخيرة المورد الثالث للمعدات العسكرية للمغرب بحصة تبلغ 11 % في هذا السوق.
وتابعت “ليزيكو” القول إن شهر العسل هذا بين البلدين تُرجم أيضا في الشهر الماضي، من خلال السماح لمركبة إنزال للجيش الإسرائيلي بالتوقف في طنجة لتخزين الوقود والغذاء. وعلى العكس من ذلك، منعت إسبانيا، التي تنتقد بشدة الحرب الدائرة في قطاع غزة، قبل بضعة أيام سفينة ترفع العلم الدنمركي وتحمل 27 طنا من المتفجرات من الهند متجهة إلى إسرائيل من التوقف في أحد موانئها، تُشير “ليزيكو”.
وأدى التوقف في طنجة إلى ظهور مظاهرة جديدة لآلاف المغاربة دعما لغزة، كما جرت العادة في شوارع المدن المغربية الكبرى منذ 7 أكتوبر. ويطالب المتظاهرون، بقيادة الأحزاب اليسارية والحركات الإسلامية، بتجميد التعاون مع إسرائيل، أو حتى التراجع عن تطبيع العلاقات بين البلدين. وأظهر استطلاع أجراه مركز أبحاث الباروميتر العربي مطلع يونيو الماضي أن % 13 فقط من المغاربة يؤيدون تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، مقارنة بـ 31% في عام 2022.