الرئسيةتكنولوجياحول العالم

أُعطيت للعناصر الأساسيين بالحزب بعد حظر الهواتف..كيف فجرت “إسرائيل” بعض أجهزة اتصالات “حزب الله”؟

في حادثة غير مسبوقة بالشرق الأوسط، شنت "إسرائيل" هجوماً سيبرانياً نوعياً على سوريا ولبنان أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 2800 شخص من عناصر "حزب الله" اللبناني.

ومن بين المصابين السفير الإيراني لدى لبنان، مجتبى أماني، الأمر الذي ينقل الصراع الحالي إلى مستويات جديدة وغير مسبوقة.

كما أن الهجوم السيبراني، الذي استهدف بشكل مباشر، أجهزة الاتصال “بيجر” المستخدمة من قبل الجماعة المسلحة، يمثل تحولاً جديداً في أدوات الصراع، معتمداً على القدرات السيبرانية الإسرائيلية لتعطيل خصومها العسكريين عبر تفجير الأجهزة عن بعد.

وذكرت «الشرق الأوسط» خبير اتصالات شرح كيف أن إسرائيل اخترقت موجة اتصالات «حزب الله» لتفجير مئات من أجهزة الاتصالات الخاصة بأعضائه في لبنان وسوريا بالتزامن، اليوم (الثلاثاء)، مخلفة مئات الإصابات.

وقال خبير اتصالات فضل عدم نشر اسمه، وفق ما ذكر المصدر نفسه، أن إسرائيل اخترقت النطاق الترددي (موجة الاتصال) الذي يستخدمه عناصر الحزب، ولم تخترق كل من يحمل جهاز بيجر pager أو لاسلكي، خصوصاً أن الأجهزة المماثلة مع قوى الأمن والمستشفيات لم تتضرر.

وأوضح أن كل نطاق ترددي تكون له قوة استيعاب محددة، وعبر الدخول على التردد يمكن تحميله أضعاف تلك القوة الاستيعابية، ما يؤدي إلى تسخين بطاريات الأجهزة المتصلة به، وبالتالي تفجيرها، وهو ما حدث للأجهزة المتصلة بالتردد المستخدم من قبل عناصر الحزب.

وذكرت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن درجة حرارة بعض الأجهزة المستهدفة بلغت 120 درجة مئوية،

ويشرح الخبير في تقنيات الاتصالات عامر الطبش، سيناريو للهجوم، قائلاً: إن إسرائيل «اكتشفت الموجة التي يستخدمها عناصر (حزب الله) وخرقتها فبعثت عدداً هائلاً من الرسائل أدت إلى تعطل وانفجار البطارية أو رسالة معينة أدت إلى ذلك»، موضحاً أن «معظم هذه البطاريات هي بطاريات ليثيوم، أي إن انفجارها مؤذٍ جداً ويؤدي لإصابات كبيرة، أو لمقتل الشخص في حال كان على خاصرته».

ما هي أجهزة البيجر؟

أجهزة البيجر (Pagers) هي نوع من الأجهزة اللاسلكية المستخدمة لإرسال واستقبال الرسائل النصية القصيرة بين المستخدمين.

ومنذ ظهورها في منتصف القرن العشرين، لعبت دوراً كبيراً في مجالات متعددة مثل الطب والأعمال قبل أن يتم استبدالها بالتقنيات الحديثة مثل الهواتف المحمولة.

ومع ذلك، لا تزال هذه الأجهزة تستخدم في بعض المجالات الخاصة، خاصة في الأوساط العسكرية والتنظيمات السرية التي تتطلب وسائل اتصال آمنة وسريعة.

كيف تم التفجير؟

الهجوم السيبراني الذي نفذته “إسرائيل” اعتمد على تقنيات متقدمة لاستهداف أجهزة البيجر التي يستخدمها “حزب الله”.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن الهجمات السيبرانية المشابهة غالباً ما تعتمد على استخدام برمجيات خبيثة (Malware) يتم إدخالها عبر شبكات الاتصال أو عبر استغلال الثغرات الأمنية في الأجهزة.

وفي حالة أجهزة البيجر، يمكن لـ”إسرائيل” أن تكون قد طورت تقنيات تسمح لها بالسيطرة على إشارات هذه الأجهزة عن بعد، مما يمكنها من إرسال أوامر إلكترونية لتفجيرها.

ومن بين الأساليب المستخدمة قد يكون اختراق الشبكة اللاسلكية التي تتصل بها هذه الأجهزة، أو التلاعب بالترددات المستخدمة لتشغيلها.

أستاذ علوم الكهرباء والكومبيوتر الدكتور زيد حمودات، يقول في تصريح لـ”الخليج أونلاين”، إن هناك عدة احتمالات للهجوم أيضاً، رغم أن المجهول في هذه العملية أكثر من المعلوم، موضحاً:

  • يُحتمل أن الهجوم استهدف البطاريات أو الدوائر الإلكترونية داخل الأجهزة، باستخدام النبضات الكهرومغناطيسية (EMP)، وهي تقنية متطورة يمكنها تعطيل الأجهزة الإلكترونية دون الحاجة إلى تدمير مادي مباشر.
  • النبضات الكهرومغناطيسية يمكنها أن تصدر طاقة كبيرة تتداخل مع الدوائر الإلكترونية، مما يتسبب في تلفها أو تعطيلها بالكامل.
  • تجارب سابقة أظهرت أن هذه النبضات يمكن أن تكون فعّالة للغاية في تدمير الأجهزة الإلكترونية دون تدخل مادي مباشر.
  • مع التقدم الكبير في الحرب الإلكترونية الإسرائيلية، قد تكون هذه التقنية هي التي استخدمت في تفجير أجهزة اللاسلكي.
  • قد تكون تقنيات التشويش المتقدمة قد لعبت دوراً في تفجير هذه الأجهزة عن طريق إرسال إشارات، فإذا تسبب التشويش في توليد حرارة غير طبيعية في البطارية أو الدوائر الكهربائية، فقد يؤدي إلى انفجار الجهاز.
  • قد تكون “إسرائيل” استخدمت هجوماً سيبرانياً مباشراً لاختراق شبكة الاتصال التي تعتمد عليها أجهزة البيجر.
  • هذه الأجهزة، التي تعتمد على تقنيات قديمة، قد تحتوي على ثغرات أمنية سهلت الوصول إليها. 
  • هذه العملية معقدة جداً من الناحية التكنولوجية، وربما تُسمع للمرة الأولى في العالم، وهي تختلف عن العمليات السيبرانية التي ترددت على مسامعنا في السنوات الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى