الرئسيةسياسة

يبدو أنها هي نفسها جزء من البنية السلطوية… السعيدي: وسيط المملكة يتبنى مقترحات الحكومة ويرمي بالثقل على طلبة كليات الطب والصيدلة

قال القيادي بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي كمال السعيدي، إنه وقل يوم أو يومين من إجراء آخر دورة استدراكية لإمتحانات الطب والصيدلة تواصل وسيط المملكة محمد بنعليلو مع الطلبة من أجل عقد إجتماع لتدارس الأزمة التي تعرفها الكليات.

الدكتور كمال السعيدي

وأضاف العضو القيادي اليساري الدكتور السعيدي، و مرت الدورة الإستدراكية بما لم يكن يشتهي وزير التعليم العالي، حيث أن نسبة عالية جدا قاطعت الإمتحانات، وبذلك أصبح لزاما عليه إما تقديم تنازل من أجل إيجاد مخرج أو ترسيب آلاف الطلبة مع ما يعني ذلك من تكلفة سياسية ومسؤولية تاريخية مرمية على عاتقه.

وتابع المتحدث ذاته، أن اللقاءات التي أجراها وسيط المملكة سواء مع الطلبة أو مع الجانب الحكومي، لم تفض إلى مقترحات جديدة بحيث أن الوسيط تبنى أغلب مقترحات الحكومة التي قدمت في شهر يونيو مع تعديلات بسيطة وظروف سيئة لإجتياز الإمتحانات في دورة واحدة عن كل أسدس وبدون ضمانات حول نقط الصفر، ورفع العقوبات وطالب الوسيط ممثلي الطلبة بالرد على هذا المقترح في أقرب فرصة وإلا فإنه يحملهم مسؤولية الرفض.

في السياق ذاته، اعتبر السعيد، أن الوسيط لم يقم الوسيط بنفس المقاربة تجاه الحكومة، أي أن ينقل لهم مقترحات الطلبة ويطلب منهم الرد عليها في أقرب وقت وإلا حمل الحكومة مسؤولية الأزمة، معتبرا أن ذلك، معناه أن الوسيط لم يأخد العصا من الوسط بين الطرفين، بل كان أقرب إلى مقترحات الحكومة وعونا لها، بل أكاد، يضيف السعيدي، أقول إن تدخله في آخر لحظة أنقد الوزير من الورطة التي أوقعته فيها المقاطعة الواسعة لآخر دورة استدراكية.

وأضاف، أن وسيط المملكة، و عوض أن يطالب وزير التعليم إيجاد حل بعد مقاطعة الدورة الإستدراكية، حول ثقل المسؤولية الآن إلى الطلبة، الذين أصبح عليهم بحكم مقترح الوسيط ( وهو مقترح حكومي في الواقع ) الحسم بقبوله أو رفضه وبالتالي تحمل المسؤولية التي كانت قبل أيام ربقة تحيط بعنق المسؤول الحكومي..

إلى ذلك، اعتبر السعيدي، أن رهان الطلبة كان كبيرا على أن يقوم وسيط المملكة بوساطة حقيقية وحيادية، تفضي إلى تقريب وجهات النظر والى تجاوز الأزمة، بما يرضي الجميع، ولكن يبدو أن هذه المؤسسة هي نفسها جزء من البنية السلطوية وفي خدمتها وبالتالي ما كان بإمكانها أن تقدم أكثر مما فعلت.

السعيدي عبر عن أسفه، أن يتم دفع الطلبة الى تقديم تضحيات كبيرة ودفع ثمن غالي من حياتهم وعلى حساب توازنهم النفسي لتحقيق جزء صغير من مطالب نضالية هي أصلا مطالب بسيطة، كما أنها يضيف القيادي بحزب فيدرالية اليسار،مؤسفا أن يكتشف الطلبة بعد شهور من المعاناة حقيقة صدح بها قبل أسابيع أحد ممثليهم عندما لخص الواقع بجملة معبرة : في الجهة المقابلة ، الناس هناك بدون رحمة.

جدير بالذكر، أن عددا كبيرا من طلبة الطب والصيدلة، قد تخلفوا عن اجتياز امتحانات الأسدس الثاني للسنة الجامعية الماضية (الدورة العادية)، التي كانت وزارة التعليم العالي قد برمجتها لتنطلق ابتداءً من يوم الأربعاء 26 يونيو 2024، وأن مقاطعة هذه الامتحانات تجاوزت نسبة 90% وفق ما أكدته اللجنة الوطنية لطلبة الطب، طب الأسنان والصيدلة بالمغرب.

وكانت ذكرت في وقتها، اللجنة أن هذه النسبة، التي بلغت 94% بجميع كليات الطب والصيدلة العمومية بالمغرب، صدرت بناء على نتائج الجموع العامة التقريرية والتصويت الوطني، كـ«تأييد للإرادة الطلابية القاضية بالاستمرار في المقاطعة، ردا على مجموع القرارات التعسفية التي لم يتم التراجع عنها ومواصلة الابتزاز عن طريقها».

وفي وقت سابق، كان أكد طلبة الطب أن الوساطة البرلمانية التي قادتها فرق الأغلبية والمعارضة في شهر يوليوز، لم تتمكن من إحراز أي تقدم في ملفهم المطلبي، مؤكدين على أن لجنة الوساطة لم تطلب لقاء لجنتهم الوطنية، ووجهت طلبا فقط لآباء وأولياء الطلبة، معتبرين أن استثناءهم من طاولة الحوار لا يمكن أن يفضي إلى حلحلة في الملف.

وطالب الطلبة الوزارة إلى تحمل المسؤولية والتحلي بالجدية في التعامل مع هذه الأزمة التي تهدد الاستقرار الجامعي بكليات الطب ومستقبل المنظومة الصحية بالبلاد. مؤكدين عن قبولهم كل سبل الحوار التي تقترحها الوزارة، واستعدادهم للجلوس إلى طاولة الحوار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من السنة الجامعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى