اختيار المملكة موقعًا رئيسيًا لتصوير فيلم كليوباترا بميزانية ضخمة
يواصل المغرب ترسيخ مكانته كوجهة سينمائية عالمية، حيث أعلنت شركة "يونيفرسال بيكتشرز" الأمريكية عن اختيار المملكة موقعًا رئيسيًا لتصوير فيلم تاريخي ضخم يتناول حياة الملكة المصرية الشهيرة كليوباترا، و يُعد هذا المشروع من بين أكبر الإنتاجات في تاريخ الشركة، مما يعكس الثقة المتزايدة في القدرات السينمائية والبنية التحتية المتطورة التي يوفرها المغرب.
هذا و من المقرر تنفيذ جميع مراحل تصوير الفيلم في مواقع مغربية متنوعة، مع تركيز خاص على مدن الجنوب المغربي، و تتميز هذه المناطق بمناظرها الطبيعية الخلابة التي تعكس أجواء مصر القديمة، مما يجعلها مواقع مثالية لتجسيد أحداث الفيلم، وقد قام فريق الإنتاج بزيارات ميدانية لاختيار المواقع الأنسب، حيث تم التركيز على مناطق مثل ورزازات، التي تُعرف بـ”هوليوود إفريقيا” نظرًا لاستضافتها العديد من الإنتاجات السينمائية العالمية.
يُعزى اختيار المغرب لتصوير هذا الفيلم إلى عدة عوامل، أبرزها التنوع الجغرافي والثقافي الذي يميز المملكة، بالإضافة إلى البنية التحتية السينمائية المتطورة، حيث يتوفر المغرب على استوديوهات تصوير مجهزة بأحدث التقنيات، فضلاً عن كفاءات بشرية مؤهلة في مختلف مجالات صناعة السينما، كما أن المناخ المشمس لأكثر من 300 يوم في السنة يوفر إضاءة طبيعية مثالية للتصوير.
و في هذا السياق، أشار عبد العزيز البوزدايني، مدير المركز السينمائي المغربي، إلى أن المغرب يُعتبر استوديو طبيعيًا مفتوحًا يوفر مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية، مما يجعله وجهة مفضلة للإنتاجات السينمائية الأجنبية، وأضاف أن البنية التحتية السينمائية ستتعزز من خلال إنشاء “مدينة السينما” في منطقة ورزازات، التي ستوفر كافة الخدمات اللازمة لإنتاج الأفلام السينمائية.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب حقق عوائد مالية تجاوزت 550 مليون دولار من تصوير الأفلام الأجنبية خلال السنوات التسع الماضية، مما يعكس النجاح الكبير الذي حققته المملكة في جذب الإنتاجات السينمائية العالمية.
كما يُتوقع أن يُسهم تصوير فيلم “كليوباترا” في تعزيز هذه العوائد، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للعديد من المهنيين المحليين في قطاع السينما، وتعزيز السياحة الثقافية من خلال الترويج للمواقع التاريخية والطبيعية التي ستظهر في الفيلم.
بهذا الاختيار، يواصل المغرب تعزيز موقعه كأحد أبرز الوجهات السينمائية العالمية، مستفيدًا من تنوعه الطبيعي والثقافي، وبنيته التحتية المتطورة، والدعم المستمر الذي توليه الجهات المعنية لتطوير هذا القطاع الحيوي.