الرئسيةسياسة

غائب تماما عن تحولات مجتمعية حدثت وتحدث..بن كيران: تعديلات في المدونة هدفها إصعاف الرجولة وهدم القوامة وتعميق العنوسة والطلاق

اعتبر عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن العديد من المقترحات الواردة بشأن مدونة الأسرة أدخلت الرعب إلى المجتمع.

جاء ذلك في كلمة له خلال لقاء داخلي لتقديم مذكرة الحزب للتعديلات المعلنة لمدونة الأسرة، أمس الأحد 12 يناير 2025 بالرباط، حيث قال إن هذه التعديلات يروم بعضها إعطاء المرأة أكثر من الرجال، بهدف إضعاف الرجولة والقضاء على القوامة.

وأضاف في الكلمة ذاتها قائلا:  إن “هذا يؤدي إلى تخريب وتدمير المجتمع، وظهور العنف ضد النساء، ومن ذلك ما نراه في فرنسا من قتل للنساء على يد أزواجهن أو شركائهن…”.

وأوضح ابن كيران أن الذمة المشتركة أمر غربي وغريب عن المجتمع، لأن مرجعيتنا تقول باستقلال ذمة كل من الزوج والزوجة، مشيرا بهذا الخصوص إلى إشكالات أخرى يطرحها موضوع احتساب الأموال المكتسبة.

وأشار الكتحدث ذاته، أن اشتراط قبول الزوجة بالتعدد حين كتابة العقد ليس مقبولا، وأن تبني وزير العدل له بما يخالف توجه المجلس العلمي الأعلى واختيارات الملك هي فضيحة كبيرة جدا.

واعتبر بن كيران كلام  الوزير يقصد وزير العدل عبداللطيف وهبي،  عن تعقيد الإجراءات القانونية أمام زواج البنات قبل 18 سنة، والتصريح بهذا دون حياء، هو أمر فظيع، داعيا إياه إلى معالجة المشاكل الحقيقية للمجتمع، من قبيل العنوسة والطلاق وانخفاض نسبة الخصوبة وغيرها.

وتعتبر الحركة النسائية والعديد من مناصريها من المجتمع، أن بن كيران، يقفز عن حقيقة تراجع مفهوم القوامة في المجتمع المغربي نتيجة تحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية عميقة، إذ أن  القوامة، كمفهوم اجتماعي وديني، كانت تقليديًا مرتبطة بدور الرجل كمسؤول رئيسي عن الأسرة، ماليًا واجتماعيًا. ويقفز عن السياق الحالي في المجتمع المغربي حيث شهد و يشهد تغييرات ملحوظة أثرت على هذا الدور.

ويرى الكثيرات والكثيرون من المجتمع المغربي، أن مفهوم القوامة يتطور بشكل يتماشى مع التحولات الاجتماعية، و يمكن أن يتم التركيز على بناء نموذج متوازن يقوم على الشراكة والاحترام المتبادل، حيث يُنظر إلى القوامة ليس كهيمنة أحد الطرفين على الآخر، بل كتحمل مشترك للمسؤوليات.

كما يقفز بن كيران، عن حقيقة أن أوضاع الأسرة المغربية في الوقت الراهن تعكس واقعًا معقدًا ومتشابكًا، تتداخل فيه الأسباب الاقتصادية والاجتماعية لتفرض تحديات قاهرة على الأسرة باعتبارها اللبنة الأساسية في المجتمع، ومنها ارتفاع نسبة الأسر التي تعيش تحت خط الفقر أو على حدوده نتيجة لتدني الأجور وارتفاع تكاليف المعيشة، فضلا عن عدم التوازن بين مستويات الدخل والإنفاق والذي ينتج عنه  عجز مالي دائم ينعكس على استقرار الأسرة.

ويقفز عن تفشي البطالة بين الشباب، بما في ذلك خريجي الجامعات، ما يضعف فرص الزواج والاستقلال الاقتصادي، وثقفز عن تفاقم البطالة بين أرباب الأسر الذي، يؤدي إلى تراجع القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية للأسرة، ويقفز عن ارتفاع أسعار السكن والمواد الغذائية والخدمات الصحية والتعليمية الذي يزيد من الأعباء على الأسر، وعن ضعف التخطيط الاقتصادي للأسر ذات الدخل المحدود الدي يعمق مشكلات العجز المالي.

إن بن كيران ومن يمشي في ركبه، يقفز عن حقيقة أن زيادة معدلات الطلاق هو نتيجة للضغوط الاقتصادية والاجتماعية، و لانتقال الأسر من القرى إلى المدن بحثًا عن فرص أفضل وما يترتب عنه من صدمات ثقافية واجتماعية، ويفضل أن يلجأ لدغدغة العواطف الدينية بغاية مزيد من الاستقطاب لفضاء حزبه وأطروحته، في تعامل سياسوي مع قضايا وتحديا حارقة أمام مجتمع كوابح نهوضه لا تعد ولا تحصى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى