توفي اليوم أحمد البخاري، ضابط المخابرات السابق المعروف بلقب “العلبة السوداء”، المزداد بمدينة آسفي عن عمر ناهز 87 عاما.
واشتهر أحمد البخاري بتأليفه كتابين بارزين، يتناول الأول منهما قضية المهدي بن بركة، وحمل عنوان “Le Secret” (السر)، فيما صدر الثاني تحت اسم “Raisons d’État” (أسباب الدولة) عام 2005، وفيه يحكي بالتفصيل جانبًا كبيرًا من عمليات المخابرات المغربية، مبرزا دوره في عدد من الملفات الحساسة. ومع ذلك، نفت جهات عديدة ما ورد في هذين المؤلفين، معتبرة إياه مجرد روايات مختلقة من قبله لا تعكس الواقع الفعلي للأحداث.
يشار في هذا الصدد، أن من أكثر القضايا التي اثارها البخاري، قضية الزعيم المغربي اليساري المهدي بن بركة الذي كان يعيش في المنفى واختفى في ظروف غامضة في باريس عام 1965. وفي سرد تفصيلي لساعات بن بركة الأخيرة، قال البخاري إنه توفي تحت التعذيب على أيدي مسؤولين كبار في الجيش المغربي قرب باريس، وإن جثته نقلت إلى الرباط وأذيبت في مادة حمضية.
و كان نفى ثلاثة من رجال المخابرات المغربية السابقين ممن أورد البخاري أسماءهم تصريحاته ووصفوها بأنها رواية مختلقة. حيث رفع هؤلاء الثلاثة ضده دعوى تشهير.
و اعتبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يومها توقيف البخاري إجراء “تعسفيا وغير مقبول”. وكان صرح نائب رئيس الجمعية انداك فؤاد عبد المومني إنه “من غير المقبول و(نحن) إزاء فظاعات على هذه الدرجة من البشاعة كتلك التي كشفتها شهادة أحمد البخاري بشأن عمليات الخطف والتعذيب والاغتيالات, ألا يجد القضاء المغربي شيئا أهم من القيام بتحريات لتوقيف البخاري في قضية شيك بدون رصيد”.
