الرئسيةثقافة وفنون

عبدالله ديدان يتألق في رمضان بأدوار مركبة تجسد أداء متميزا

ظهر الفنان عبدالله ديدان في الموسم الرمضاني من خلال مجموعة من الأدوار الدرامية التي تعكس تنوعه الفني وقدرته الفريدة على تجسيد شخصيات متباينة في أبعادها النفسية والاجتماعية، هذا الحضور اللافت يضعه في صدارة المشهد الدرامي المغربي، إذ يتقمص في كل عمل شخصية مختلفة تمامًا عن الأخرى، مما يمنح الجمهور تجربة فنية غنية ومليئة بالمفاجآت.

في مسلسل “الدم المشروك” للمخرج أيوب الهنود، يتقمص ديدان دور “العم قاسم”، الرجل البخيل والطماع الذي لا يرى في بنات عائلته سوى وسيلة لتحقيق مكاسب مادية، يجسد هذا الدور شخصية تحمل في طياتها الكثير من التناقضات، فهو في الظاهر فرد من العائلة، لكنه في العمق يُخفي أطماعًا قد تهدد استقرارها.

أما في مسلسل “رحمة” للمخرج علي المجبود، فإن عبدالله ديدان ينتقل إلى شخصية “داوود”، الزوج الخائن وعديم المسؤولية، الذي يجسد نموذج الرجل الذي يفتقر إلى الالتزام الأخلاقي والعائلي. تحمل هذه الشخصية تعقيداتها الخاصة، حيث يكشف ديدان من خلالها عن أبعاد متعددة للخيانة وتأثيرها المدمر على الحياة الأسرية.

و في مسلسل “الشرقي والغربي” للمخرج شوقي العوفير، يتقمص ديدان دور “إسماعيل الشرقي”، وهو الابن الذي يحمل على عاتقه مسؤولية عائلته لكنه يقودها، عن قصد أو دون وعي، إلى عالم الفساد والخروج عن القانون، حيث تقدم هذه الشخصية مزيجًا من القوة والضعف، و تجمع بين الطموح والرغبة في إثبات الذات وبين السقوط في دوامة الانحراف والدمار.

و في مسلسل” جرح قديم” للمخرج مراد الخودي، فيظهر ديدان بشخصية “الكولونيل التهامي”، الزوج الصارم والمهووس بزوجته شادية، في شخصيةٍ تعكس الجانب المعقد من الحب المفرط الذي يتحول إلى سيطرة وهوس، ما يجعل العلاقة بينهما متوترة ومشحونة بالكثير من الصراعات.

هذا التنوع الكبير في الشخصيات التي يؤديها عبدالله ديدان يؤكد براعته في تقمص الأدوار المركبة، ويعكس قدرته على تقديم أداء فني متجدد يلامس الواقع ويخاطب وجدان المشاهدين.
وبذلك، يبقى ديدان أحد الأسماء البارزة في المشهد الدرامي المغربي، حيث يثبت في كل مرة أن الفن هو مزيج من الإبداع، التحدي، والاستكشاف العميق للنفس البشرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى