
مع حلول شهر رمضان، تزداد التساؤلات بين الأمهات حول كيفية التوفيق بين صيامهن واحتياجات أطفالهن، سواء كانوا رضعًا أو في مراحل عمرية أخرى. ولكن التحدي لا يقتصر على الأمهات المرضعات فحسب، بل يمتد أيضًا إلى الأمهات الحوامل اللاتي يعانين من تساؤلات مشابهة بشأن قدرتهن على الصيام في فترة الحمل.
فما هي النصائح التي يجب على الأمهات اتباعها لضمان سلامتهن وسلامة أطفالهن خلال هذا الشهر الفضيل؟
يعتبر الصيام تحديًا مزدوجًا للأمهات الحوامل والمرضعات على حد سواء، إذ يتطلب الجمع بين متطلبات العبادة والحفاظ على صحة الأم والطفل في آن واحد، مما يجعل من الضروري أن تتبع الأمهات نصائح دقيقة ترتكز على حالة كل أم وظروفها الصحية.
في هذا السياق، يقدم الدكتور عمرو الحفناوي، أخصائي الأطفال وحديثي الولادة، توجيهاته القيمة حول كيفية التعامل مع الصيام في هذه الحالات الخاصة.
يؤكد الحفناوى أن كل حالة تختلف عن الأخرى، وأنه يجب مراعاة العمر الصحي للطفل وحالة الأم قبل اتخاذ قرار الصيام، فبالنسبة للأمهات المرضعات، يوضح الحفناوي أن هناك حالات مختلفة تستدعي التقييم الدقيق.
في حالة الأمهات اللاتي يرضعن أطفالًا في عمر أقل من شهرين، يحذر الدكتور الحفناوي من أن الصيام في هذه المرحلة ليس خيارًا مناسبًا، فالأطفال في هذا العمر بحاجة إلى الرضاعة بشكل متكرر وعلى فترات قصيرة، وبالتالي، تحتاج الأم إلى كميات غذائية كافية لدعم عملية الرضاعة وضمان إنتاج كمية كافية من الحليب.، و إذا صامت الأم في هذه المرحلة، فقد يؤدي ذلك إلى نقص في كمية الحليب أو في قيمته الغدائية، وهو ما يؤثر سلبًا على تغذية الطفل، ولذلك، يُنصح الإفطار في هذه الحالة من أجل الحفاظ على صحة الطفل.
أما إذا كان الطفل في عمر الشهرين أو أكثر، فيمكن للأم المرضعة أن تجرب الصيام، ولكن بشروط أساسية،حيث يجب أن تضمن التغذية المتوازنة عند الإفطار والسحور، والتي تتضمن البروتينات، السكريات، والدهون الصحية التي تعطيها الطاقة اللازمة لصيام اليوم، كما يجب الانتباه إلى شرب كميات كافية من السوائل بين الإفطار والسحور للحفاظ على ترطيب الجسم، ما يعزز من إنتاج الحليب، وفي حال لاحظت الأم أي نقص في حليبها أو تأثر صحة الطفل، يجب عليها الإفطار فورًا لضمان عدم التأثير على صحة الرضيع.
أما بالنسبة للأمهات الحوامل، فإن الصيام يمثل تحديًا مختلفًا بعض الشيء، حيث يعتبر الأمر أكثر تعقيدا في هذه الحالة،و يختلف تأثير الصيام على صحة الأم والجنين حسب عمر الحمل وحالة المرأة الصحية.
و يؤكد الدكتور الحفناوي أن المرأة الحامل يجب أن تتبع نصائح الطبيب قبل اتخاذ قرار الصيام، حيث قد تتعرض الحامل لبعض المخاطر إذا لم تكن في حالة صحية جيدة، على سبيل المثال، إذا كانت الحامل تعاني من مشكلات صحية مثل انخفاض ضغط الدم أو السكري، فإن الصيام قد يشكل خطرًا عليها وعلى الجنين، و في حال كانت الحامل في منتصف الحمل أو في الثلث الأخير، يجب أن يكون لديها فحص دوري للتأكد من أن الحمل يسير بشكل طبيعي وأن الجنين يتلقى التغذية المطلوبة.
في هذه الفترة، يمكن للحامل أن تأخذ بعين الاعتبار أيضًا حالة الغثيان أو القيء الذي قد يرافق بعض النساء في بداية الحمل، ما يجعل الصيام أمرًا صعبًا أو غير ممكن في بعض الحالات.
من جهة أخرى، إذا كانت المرأة الحامل في صحة جيدة ولم تعاني من أي مشاكل صحية تمنعها من الصيام، فيمكنها الصيام بشرط مراعاة تغذيتها بشكل جيد، خاصة في وجبتي الإفطار والسحور، والتركيز على تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تحتاجها هي وجنينها.
في الختام، تبقى الاستشارة الطبية هي المفتاح لضمان سلامة الأم والطفل، سواء كانت أمًا مرضعة أو حاملًا، يجب أن تأخذ كل امرأة قرار الصيام بناءً على حالتها الصحية، وبالتشاور مع الطبيب المختص، لضمان أن يتم الصيام بشكل آمن ومناسب لها ولطفلها خلال شهر رمضان المبارك.