الرئسيةرأي/ كرونيكمجتمع

هل أصبح العيد موسما لنهب المسافرين

بقلم: بثينة المكودي

تتطلع الأسر المغربية مع اقتراب عيد الاضحى،  الى فرصه اللقاء وصلة الرحم  في اجواء دينيه واسريه دافئه،  غير ان هذه المناسبة التي يفترض ان تكرَس للتقارب والمحبه، تحولت لدى كثيرين الى مصدر عناء، بسبب الارتفاع الكبير في اسعار تذاكر السفر وحتى الوقود والغازوال، والذي يتكرر كل سنة بدون حسيب او رقيب.

العديد من شركات النقل، سواء البري او الجوي، بل حتى سيارات الأجرة التي تتنقل للضواحي، تستغل تزايد الطلب خلال ايام العيد، فترفع الاسعار بنسب خياليه، غالبا من دون سند قانوني واضح، ودون مراعاة للقدره الشرائيه للمواطنين، طبعا ولما لا  في ظل غياب آليات صارمه للمراقبه والتدخل، حيث يجد المواطن نفسه فريسه سهله لمنطق السوق،  وتعلق قيم التضامن والحق في التنقل في جدول خبر كان.

صمت رسمي وغضب شعبي

ما يثير الاستغراب، بل القلق، هو الصمت الرسمي ازاء هذه الممارسات المتكرره، فهل من المقبول ان تتحول مناسبه تقليدية كانت أو دينيهhttp://مدته شرعاً أربعة أيام على عكس عيد الفطر الذي مدته يوم واحد الى فرصه للربح الفاحش، على حساب كرامه المواطن وأمنه الاجتماعي؟

إن غياب الرقابه وترك السوق يشتغل وفق منطق العرض والطلب في خدمه النقل العمومي، يفتح الباب امام تجاوزات ترقى الى مستوى الاستغلال الممنهج.

الفئات المتضرره

والذي يدفع الفاتوره الاكبر الأسر ذات الدخل المحدود، والطّلبه، والعمال الموسميون، والمهاجرون الذين ينتظرون هذه المناسبه للعوده الى حضن الوطن، حيث أن الكثيرون منهم يضطرون الى إلغاء سفرهم أو تحمل اعباء ماليه مرهقه، فقط من اجل لقاء عائلي قد لا يتكرر الا بعد سنة كاملة.

في هذا السياق، يبدو ان العيد لم يعد للجميع، فبينما يزداد التباعد بين الجهات والفئات، يستمر الغلاء في تقويض ما تبقى من معاني المناسبه، ويطرح اسئله حقيقيه حول دور الدوله في حمايه المواطنين من جشع السوق، خصوصا حين يتعلق الامر بحق اساسي كالتنقل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى