مجتمع

عدنان الجزولي يدون : علاقتي بالحركة النسائية المغربية… و شرف الانتماء

أنا أيضاً أنتمي إلى جيل تعود وتربى على قيم التواضع وعدم التهليل بالمسارات الفردية والجماعية، التي كان لها كبير تأثير على عدد من التحولات التي سيعرفها المجتمع المغربي ..

لكن إلى متى ؟..

لقد حان الوقت ومنذ سنوات لكي نتكلم، بل لكي نكتب ونوثق وننشر للأجيال الشابة تجاربنا وما ساهمنا به في عدة فترات وبخصوص عدة قضايا.
إذ أن ما يحدث اليوم من سطو من لدن البعض على تاريخ هذا البلد، وما يقع من تزوير أو تحريف يجب أن يدفعنا أكثر للكتابة والتوثيق بموضوعية ودون غرور أو مبالغة .

مناسبة هذا التقديم هو علاقتي الخاصة جداً بهذا اليوم العالمي لحقوق النساء، الذي جعلني أرتبط مبكرا بقضايا المرأة المغربية سياسيا وجمعويا وإعلاميا وأكاديميا .
لذلك جعلت العنوان يتحدث عن شرف الانتماء ..
حيث آمنت منذ بدايات شبابي بأن حل القضية النسائية هو المخرج الرئيس نحو الديمقراطية والتنمية. وسيكون لي مبكرا شرف الانتماء من خلال تأطير استاذتي ومعلمتي الكبيرة فاطمة المرنيسي التي اكتشفت انشغالي بهذه القضية وبدأت في تشريفي بالمشاركة الفعلية في مبادرات ستسمح لي بلقاء باحثات وباحثين من العيار الثقيل، وأنا الشاب المجاز حديثا في علم الاجتماع من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ..


وقتها أيضا كنت اشتغل على واجهة العمل الجمعوي المتخصص بمعية أستاذي محمد جسوس الذي كان معلما حقيقيا لنا كشباب بخصوص ضرورة النهوض بأوضاع النساء والشباب، لكي تنطلق دينامية التغيير في المجتمع ..
وقتها كذلك كنت واحدا من الشباب المساهمين في تأسيس وبناء وتجسيد خط منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، التي كان شعارها المركزي ضرورة دمقرطة الدولة ودمقرطة المجتمع ..

باختصار مؤقت أقول ..


هذه الروافد الأساسية ستكون مساعدة لي على انتمائي التلقائي للأنوية الأولى للحركة النسائية الناشئة وتشريفي بعضوية هيأة تحرير أول جريدة نسائية متخصصة أي جريدة 8 مارس، التي لعبت أدوارا توازي بل أحيانا تتجاوز ما كانت قد ساهمت به الجريدة الخالدة أنوال ..
فإذا كانت مدرستي السياسية الأصيلة وظلت كذلك هي منظمة العمل الديمقراطي الشعبي فإن مدرستي الإنسانية وتكويني الحقيقي الذي ساعدني على تنزيل كثير من قناعاتي كانت هي الحركة النسائية التقدمية المغربية .. والتي ظلت في اعتباري حركة منفتحة إلى درجة أنها أتاحت لي أن أكون من بين مؤسسات ومؤسسي اتحاد العمل النسائي والوصول إلى عضوية مكتبه التنفيذي في سابقة من نوعها ..

هذه بضع شذرات من تاريخ حافل وغني جداً حول شرف الانتماء الى الحركة النسائية المغربية والتي لا زلت أتمنى أن نعمل كل من جهته على توثيقه ونشره كجزء من ذاكرة مجتمع وتاريخ حركة ساهمت ولا زالت في الورش الكبير من أجل العدالة والمساواة وتحقيق المناصفة في مختلف المجالات ليتحقق حقا ازدهار هذا المجتمع وانطلاقته الديمقراطية المنشودة ..

إنها بداية حديث أتمنى أن تتواصل من طرف آخرين وأخريات حتى يأخذ شرف الانتماء معناه الواسع .. والمتعدد…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى