الرئسيةسياسة

رضيعة ضحية الإهمال تشعل احتجاجا من أكادير لمراكش ضد منظومة صحية مهترئة

في مشهد صادم يفضح هشاشة منظومة الصحة العمومية بالمغرب، أثارت حالة طفلة رضيعـة ظهرت خلال احتجاجات أكادير موجة من التعاطف الشعبي والغضب الاجتماعي، بعد أن فشلت المؤسسات الصحية المحلية في الاستجابة لاحتياجاتها العلاجية الأساسية..

الطفلة التي ولدت نتيجة اغتصاب تعرضت له والداتها

و أصبحت الطفلة، التي وُلدت نتيجة اغتصاب تعرضت له والدتها، وهي امرأة تعاني اضطرابًا نفسيًا حادًا، رمزًا للمعاناة التي يواجهها الأطفال في وضعيات هشة. (يُذكر أن الجاني أجنبي الجنسية ولا تزال القضية قيد التحقيق،،).

أخيراً وبعد مشاركتها في الاحتجاج وصلت الرضيعة لتلقي العلاج بالمستشفى الجامعي بمراكش، بعد موجة ضغط شعبي لم تستطع السلطات تجاهلها.

الاحتجاج الشعبي يكشف العجز الطبي

حضرت الطفلة رفقة خالها إلى الوقفة الاحتجاجية، وسط دهشة وحنق المشاركين، الذين رأوا في حضورها رمزًا لفشل منظومة يفترض أن تحمي أضعف فئات المجتمع،َ و كشفت المصادر المحلية أن المستشفى المحلي رفض استقبال الرضيعة في أكثر من مناسبة، وهو ما أثار موجة غضب واسعة، ودفع العديد من المواطنين إلى وصف الأمر بـ”الإهمال الطبي الممنهج”..

و في ذات السياق، كان كشف تقرير لوزارة الصحة لسنة 2024، أن أكثر من 40٪ من المرافق الصحية العمومية في المناطق النائية تواجه نقصًا حادًا في الأطباء والمعدات الأساسية، مما يعكس الفجوة بين القانون المعلن وبين التطبيق الفعلي على الأرض.

خلفية مأساوية تكشف هشاشة الحماية الاجتماعية

القصة الإنسانية للرضيعة تتجاوز الإهمال الطبي لتصل إلى شُبهات ضعف منظومة الحماية الاجتماعية.. فالرضيعة وُلدت في ظروف مأساوية، ويواجه والدتها تحديات نفسية واجتماعية حادة، في وقت لا توفر فيه الدولة الدعم النفسي والاجتماعي الكافي للأمهات ضحايا العنف، و وفق بيانات رسمية صادرة عن وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية، فإن 42% من النساء اللواتي يتعرضن للعنف الجنسي يفتقدن إلى الدعم القانوني والنفسي الكافي، ما يجعل أطفالهن في حالات تهدد حياتهم وصحتهم بشكل مباشر.

شعارات الاحتجاج: من الغضب الفردي إلى النداء الجماعي

خلال الوقفة، التي حضرها المئات من المواطنين وممثلي المجتمع المدني، رفعت شعارات تندد بالإهمال الطبي واللامبالاة تجاه النساء والأطفال في وضعيات هشة، مطالبة السلطات بمساءلة المسؤولين وتوفير الحد الأدنى من الرعاية والكرامة داخل المستشفيات العمومية..

فيما أشار بعض المتظاهرين إلى أن استمرار مثل هذه الحالات يُعد “وصمة عار” على منظومة يفترض أن تحمي الأرواح، في حين وصف ناشطون الوضع بأنه نتيجة سياسة تقشفية قلصت الاستثمار في الصحة العمومية بنسبة 12% خلال السنوات الأخيرة .

مفارقة الواقع: بين التعاطف الشعبي والتجاهل الرسمي

ما يجعل هذه القصة أكثر مرارة هو التناقض بين التعاطف الشعبي الفوري والرد الرسمي البطيء.. فعندما يكشف المواطنون قصص المأساة بأنفسهم، تتجه الأنظار فجأة نحو حل المشكلة، فيما يظل الإطار الرسمي غائبًا أو مترددًا، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول جدوى خطط الدولة في حماية الفئات الهشة، وفعالية منظومة الصحة الاجتماعية في المغرب، وسط أرقام تتحدث عن أكثر من 15 ألف رضيع سنويًا يولدون في ظروف حرجة دون رعاية كافية.

اقرأ أيضا…

وفيات غامضة ل5 نساء حوامل بمستشفى الحسن الثاني بأكادير

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى