
توقفت حركة السير بشكل كامل أمس السبت على الطريق الوطنية رقم 1، الرابطة بين مدينتي أكادير والصويرة، إثر انهيار جديد لقنطرة تقع على واد تسوكة في منطقة ادصانبا بجماعة تمنار، التابعة لإقليم الصويرة.
سبب الحادث يعود إلى الفيضانات العنيفة التي شهدتها المنطقة
ويعود سبب الحادث إلى الفيضانات العنيفة التي شهدتها المنطقة خلال الساعات الماضية، والتي أدت إلى تضرر القنطرة المتضررة سابقاً من الإصلاحات المؤقتة، في انتظار إنجاز مشروع قنطرة مهيأة بشكل دائم، وقد أصبح مرور جميع أنواع المركبات في الاتجاهين مستحيلا.
وعلى الفور، تدخلت مصالح الدرك الملكي التابعة لسرية أكادير لتأمين الموقع وتعزيز المراقبة على نقطتي تامري وامسوان، من أجل توجيه مستعملي الطريق وإعلامهم بانقطاع هذا المحور الطرقي الحيوي، خصوصا مع اقتراب الليل، لتجنب أي حوادث وضمان سلامة المسافرين.
السلطات تدعو مرتادي الطريق إلى اعتماد الطريق السيار أكادير – مراكش
من جهتها، أعلنت السلطات أن فرق الأشغال ستباشر إصلاح المقطع المتضرر فور تحسن الأحوال الجوية، مع توقع إعادة فتح الطريق في أقرب وقت ممكن.
وفي انتظار ذلك، دعت مرتادي الطريق إلى اعتماد الطريق السيار أكادير – مراكش عبر شيشاوة كمسار بديل مؤقت لتفادي الانقطاع.
كما شددت السلطات على أهمية توخي الحذر أثناء التنقل في المناطق المنخفضة والمجاورة للوديان، مشيرة إلى أن استمرار الأمطار قد يزيد من خطورة الوضع ويؤخر أعمال الإصلاح.
فيضانات تكشف الهشاشة
تواصل موجات الأمطار الغزيرة في مناطق متعددة من المغرب اختبار قدرة السلطات على مواجهة الكوارث الطبيعية وضمان استمرارية حركة النقل والحياة اليومية.
إن حادث انهيار قنطرة واد تسوكة في تمنار ليس مجرد نتيجة طارئة، بل مؤشر واضح على هشاشة بعض البنى التحتية أمام التقلبات المناخية المتزايدة التي تشهدها البلاد.
ومع كل فيضان أو عاصفة، تتكشف الحاجة الملحة لتطوير مشاريع إنشائية متينة وطويلة الأمد، بدل الاعتماد على الإصلاحات المؤقتة التي لا تصمد أمام الظواهر المناخية القاسية.
إن تجربة الصويرة اليوم تكشف كذلك أهمية التنسيق بين مختلف القطاعات: المصالح الأمنية لضمان سلامة المسافرين، وفرق الأشغال العمومية للإصلاح الفوري، والسلطات المحلية لتوجيه المواطنين نحو بدائل آمنة.
كما تعكس هذه الأحداث ضرورة وضع خطط استباقية للتنقل خلال الفيضانات، وتعميم مسارات بديلة وتوفير إشارات تحذيرية واضحة، لضمان ألا تتحول الأمطار الغزيرة إلى أزمات حقيقية تؤثر على حياة المواطنين وسير الاقتصاد المحلي.
في هذا السياق، يدعو الخبراء إلى تبني استراتيجية شاملة للجودة والمراقبة المستمرة للبنية التحتية، إلى جانب برامج توعية موجهة للمواطنين حول مخاطر الفيضانات والتصرفات الصحيحة عند حدوثها، حتى تصبح التجربة المناخية فرصة لتعزيز الجاهزية وليس مجرد اختبار للعجز والتقصير.





