سياسة

PSU: بمناسبة مجلسه الوطني..هل يوسع حلم اندماج مكونات فيدرالية اليسار من الاختلافات وسطه؟+(صور)

تداول الحزب الاشتراكي الموحد، عبر مجلسه الوطني، في موضوع اندماج مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي، وعرف النقاش، الذي امتد لساعات، تباينا في المقاربة والتشخيص وزاوية النظر، وإن لم يبتعد كثيرا عن حيوية وأهمية وضرورة اندماج مكونات الفيدرالية ،في حزب يساري واحد.

كان بارزا منذ اللحظات الأولى لانطلاق دورة المجلس الوطني، الذي انعقد في مدينة بوزيقة، يومي السبت والأحد 30 نونبر والفاتح من دجنبر، أن الموضوع المهيمن والذي سيطغى على دورة مجلس حزب الشمعة، هو موضوع الاندماج، لكن كان واضحا أن نقطة الخلاف الجوهرية، ستكون هي التوقيت الذي سيعلن فيه على الاندماج، هل قبل الانتخابات القادمة، أم بعدها.

أشارت كلمة نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد،  وهي تفتتح الدورة الخامسة لمجلس هذا الحزب، والتي ألقتها يوم السبت 30 دجنبر ضمن ما يعرف بالتقرير السياسي، أن “الدخول إلى مرحلة التحقيق العملي للاندماج في الحزب اليساري المطلوب لا يلزم أن ينسينا أن ربح رهانات الانتخابات أمر مهم وحيوي وضروري، لهذا يلزم أن يعمل الجميع على تجسير العلاقات والسير بها نحو انسجام أفضل لتحقيق نتائج انتخابات في مستوى التطلعات”.

في نفس السياق بسط تقرير للمكتب السياسي المهام التي ينبغي إنجازها للدخول في العملية الاندماجية، والتي أكد التقرير نفسه، أنها لم تنجز كاملة، وأن عدة نواقص مازالت قائمة، وأن هذه النواقص تتمثل في عدم استكمال البرنامج والشروط التي من شأنها تسريع الاندماج. حصرها في استمرار الخلافات بين مكونات الفيدرالية في الفضاءات الموازية لمؤسسات الفيدرالية، وخاصة النقابات والجمعيات والنضالات الميدانية والأنشطة الحزبية.

هؤلاء مع الاندماج قيل الانتخابات:

يقف كل من الأمين العام السابق محمد مجاهد، والبرلمانيان عمر بلافريج ومصطفى الشناوي، إضافة للقياديين أخرين وأعضاء من المجلس الوطني ومحمد حفيظ، مدافيعن وبقوة على الاندماج قبل المؤتمر، وحجتهم في ذلك أن سيرورة الاندماج قطعت أشواطا مهمة، وراكمت رصيدا سياسيا وميدانيا وتنظيميا وأدبيا يسمح بذلك.

النائب البرلماني، عمر بلافريج، تدخل في النقاش الحر، الذي عرفه المجلس الوطني للاشتراكي الموحد، ليؤكد أن الفيدرالية قدمت للمواطنين وعدا أثناء الانتخابات، أنها ستأتيهم في الانتخابات القادمة في حزب واحد مندمج، وأن الأخلاق في السياسية، تقتضي الالتزام بهذا الوعد وتحقيقه.

إلى ذلك دهب محمد حفيظ، والذي اعتبر أن الاندماج في حزب واحد من شأنه أن يدلل الصعوبات، وهو إشارة واضحة للمجتمع أننا ماضون في سياسية مختلفة، على حد تعبير المتدخل نفسه.

محمد مجاهد، الأمين العام السابق، كان صرح لجريدة”دابا بريس” لحظات قبل انطلاق المجلس الوطني، أن النقاش اليوم ليس حول أهمية الاندماج، وإنما حول الإعلان عن تاريخ له، قدره في أقصى التقديرات في الخمسة أشهر القادمة.

هؤلاء مع الاندماج لكن ليس بالضرورة قبل الانتخابات:

عبر تيار اليسار المواطن والمناصفة، وهو مكون داخل الحزب الاشتراكي الموحد في بيان له، والذي صدر عن اجتماع عقده هذا الأخير قبيل  اجتماع المجلس الوطني للاشتراكي الموحد، أول أمس السبت 30 نونبر 2019، أنه إذا كنا  “فعلا حريصين على بناء الحزب اليساري الكبير الذي يسع كل اليساريات و اليساريين من أجل ترجيح موازين القوى لصالح قوى التغيير الديمقراطي، علينا أن نلح على هياكل الفيدرالية  إنجاز المهام التي سبق ذكرها في الزمن المنظور، مشددا التأكيد أنه  وأمام أي  “محاولة لتجاوز هذه المعطيات و الشروط يعتبر بالنسبة لنا في تيار اليسار المواطن و المناصفة مغامرة غير مقبولة وغير محسوبة العواقب، و نعتقد أن المرحلة تستدعي الاشتغال الفعال و المنتج بما يخدم تقوية الذات الحزبية، الامر الذي يعتبر في نهاية المطاف تقوية للفيدرالية”.

المكتب السياسي واتجاه عام غالب، اتضح من خلال أشغال المجلس الوطني، ليس هو الأخر معارض للاندماج، ولكنه متمسك بعدم التسرع، وبعدم القفز على الشروط والمهام التي ينبغي إنجازها قبل الدخول في عملية الاندماج في حزب واحد.

تصوير: فؤاد الترابي المكتب السياسي للاشتراكي الموحد

هذا وفصل المكتب السياسي، في وجهة نظره من خلال التقرير الذي قدمه للمجلس الوطني في دورة سماها دورة الفقيد خالد الشجاعي، حيث عرض لمجموعة من المهام في تقديره لم تنجز  أو أنجز بعضها، لكنه ليس على الوجه الأكمل.

يقف اتجاه واسع من داخل المجلس الوطني للاشتراكي الموحد، كما عاينت جريدة “دابا بريس” وهي تتابع نقاشا غنيا حرا وبكل ديمقراطية، موقفا حذرا من الاندماج بسبب وجود، اختلافات بين مكونات الفيدراية فيما يخص فلسلفة التنظيم، فبينما حزب الطليعة والمؤتمر الاتحادي يتبنى المركزية الديمقراطية، يتبنى الاشتراكي الموحد حزب بالتيارات، وبينما تتسع مجالات واسعة للجهات والهيئات التقريرية لا تتمتع هذه الهيئات لدى المكونات الأخرى بنفس القدر من الاتساع والصلاحية، توجد أيضا، في تقدير هؤلاء خلافات في الرؤية والفكر والهوية والنظرة للثقافة والمشروع المجتمعي المتعدد، ومن هنا تبرز

اختلافات في قضايا الأمازيغية والمسألة العروبية أو القومية، وغيرها من القضايا الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى