حواراتسياسة

راضي في الجزء 2 من الحوارمعه: يتحدث عن الفساد الذي يتحرى فيه وعن الريف..وعن مخاطر صحافة الاستقصاء

في هذا الحوار الذي تنشره “دابا بريس مترجما من الانجليزية للعربية، و الذي جرى بين الموقع الإعلامي للمركز الحقوقي “الديمقراطية الان” المتواجد بنيوريوك، يقدم الصحافي الراضي، توضيحات حول سبب متابعته، ويتحدث عن حراك الريف، وعن قضايا أخرى…ننشر فيما يلي جزئه الثاني..

المصدر: https://www.democracynow.org/2020/2/26/meet_omar_radi_the_moroccan_journalist?fbclid=IwAR3GeCnGpsTIfx7xulpKeMfZykyB3E7IXkBgAf_v8XwX–QjqicwUdpRKVE

عمر راضي  مرحبا بكم في” الديمقراطية الآن”

إيمي جودمان:

هل يمكن لنا  التحدث عن سبب سحق محسن فكري بائع السمك في شاحنة لجمع القمامة، دلالته وما يرمز إليه بالنسبة للشعب المغرب؟

عمر راضي: نعم إنها درجة من الإهانة لم يعد بمقدور الناس تحملها، إذ بعد سنوات من الصمت وقبول الوضع وبالرغم من تأثير الربيع العربي فإن  الشعب المغربي، الذي كان طالب بمزيد من الديمقراطية،  قد خسر في عام 2011 قوة تلك المطالب ووهجها،  وكان ينتظر فقط فرصة سياسية أخرى للمساهمة في خلق توازن جديد في ميزان القوى بغاية عقد صفقة جديدة مع الدولة تمنح الشعب المغربي مزيدا من الحقوق، إن منطقة الريف انتفضت ، لاعتقادي أن هذا الشكل من القتل الذي مورس ضد محسن فكري حيث تم سحقه في شاحنة لجمع القمامة بموجب أمر ضابط من الشرطة، إن هذا الأمر كان في مقدمة الذل الذي أحسه هؤلاء السكان، و الذين يراكمون شعورا  بالإهانة منذ قرن من قبل الدولة المركزية في المغرب، حيث تخضع هذه المنطقة، كل 20 عامًا، للعنف ولعنف الدولة وللقمع.

في عام 1958، في عام 1965، في عامي 1984 و 2004، كل عقدين ، كانت هناك حملة كبيرة على سكان هذه المنطقة. لهذا السبب أعتقد أنهم شعروا بالإهانة الشديدة ، ودعوا إلى النزول إلى الشوارع ، ودعوا جميع السكان إلى النزول إلى الشوارع بغاية طرح مطالب أساسية للغاية.

لم يطلبوا أي شيء سريالي. طالبوا بمستشفى ومستشفى للسرطان، لأن معدلات الإصابة بالسرطان مرتفعة للغاية هناك، لأن هذه المنطقة سبق وأن استخدمت فيها الأسلحة الكيماوية ضد السكان،   طالبوا بالوظائف، هذا مجمل ما طالبوا به,

علينا أن نعلم أن  هذه المنطقة تعاني من معدل بطالة لدى الشباب يبلغ 40٪ ، وهو أعلى معدل بطالة ، في المغرب. وهذا يفسر أيضًا سبب وحدة هؤلاء الأشخاص بقوة في الشوارع.

إيمي جودمان:

هل يمكنك التحدث عن الكتاب الذي تكتبه الآن عن الفساد في المغرب؟ وهل تعتقد أن هذا يلعب دور في مواجهة عقوبة السجن الآني؟ أعني، حين قمت بالتغريد في أبريل، وتم اعتقالك في ديسمبر -بعد عدة أشهر- بسب تغريدة واحدة. هل كان بوعي بما كنت تفعل وما الذي أنت بصدد الخروج به؟

عمر راضي:

أنا لا أعمل على الفساد في المغرب هكذا بشكل عام، أنا أعمل على جانب من جوانب الفساد يتعلق بانتهاكات حق الأرض في المغرب وبمزيد من الافتراس على الأراضي والاستيلاء علىها من طرف الدولة، وبالتالي فإن الأشخاص المتورطين في هذه العملية، يلجأون لاستخدام القوانين واستخدام الصلاحيات الحكومية للحصول على الأراضي بسهولة و بأسعار أرخص، أنا اشتغل على هذه الظاهرة ، وأحاول أن أركز – وأن أشرح وأوضح الظلم الشديد الذي يتعرض له السكان، النازحون ، والمصادرة أراضيهم، والذين طردوا من أراضيهم حيث عاشوا فيها لقرون، وبهذا الخصوص أنا أركز على المناطق القبلية في المغرب، وفي خطاب الملك الأخير، قرر وضع حد لشكل الملكية الجماعية للأراضي، بحيث يجعل كل أرض ملكية خاصة، وهذا يشكل خطراً على الكثير من الناس في المغرب الذين يعيشون من هذه الأراضي، والذين لا تملك الدولة حلاً آخر لهم، ولا بديل آخر.

علينا أن نعلم أن معظم هؤلاء المزارعون يعانون من نسبة مرتفعة من الأمية بحيث لا يستطيعون تغيير وظائفهم، والعيش في المدينة، وما إلى ذلك، ومعناه أنهم  يتم دفعهم إلى الفقر دون أي بديل، وبدون مساعدة، ودون حتى أرضهم. والأنكى أن في هذه العملية تضيع حتى أصولهم ، ويجري في كل ذلك  تعويضهم بتعويض هزيل للغاية لا يمكن أن يجعلهم يتحملون امتلاك  أرضًا مماثلة أو طريقة حياة مماثلة من ذي قبل. هذه هي الظاهرة التي أركز عليها في الدراسة التي أكتبها الآن.

إيمي جودمان:

وما نوع المخاطر التي ذهبت لفضحها؟

عمر راضي:

علينا أن نعلم أنه توجد دائما مخاطر في  إجراء الصحافة الاستقصائية في المغرب وفي عدة مواضيع  من هذه الشاكلة، وليس هذا الموضوع فقط، لأن الأن الأمر يتعلق بمواضيع تشمل أشخاصًا رفيعي المستوى في البلاد ، خاصة نفوذ الملك والمحيطين به، و لأن الملك، علاوة على حقيقة أنه هو الملك، هو أيضا شخصية سياسية، كما أنه رجل أعمال، و رجل أعمال يشارك في الكثير من القطاعات الحيوية في المغرب – الطاقة، البنوك، التأمين، قطاع التعدين ، إلخ. لذا، من الصعب التحقيق في موضوعات في هذا الجانب دون العثور على علاقات مع الشركات ذات الصلة، أو التي تنتمي إلى الملك أو العائلة المالكة أو الجهات الكبيرة الفاعلة و الرأسمالية، التي ترتبط جميعها، بدورها، بالسياسة الملكية في المغرب.

 إيمي جودمان:

إذن، تم القبض عليك وتواجه مدة تصل إلى عام في السجن. وكما أشرت،  هناك مئات الأشخاص الآخرين في السجن أو بعضهم متابعين، هؤلاء تم سجنهم للتعبير عن رأيهم و أنت تقود حملة للكشف عنها ، لعرض قصصها ، كما هو معروف أكثر. اشرح ما الذي تفعله، وأخبرنا عن قصة بعض من تعرضوا للسجن؟

عمر راضي:

نعم ، هناك حملة. هذا العام ، نريد أن يكون عام 2020 هو عام بدون أي معتقل سياسي في المغرب، لقد تم  أثناء وجودي في السجن، إعادة توجيه حملة التضامن المذهلة هذه في المغرب والخارج مع  السجناء السياسيين الآخرين. أشعر بأنني محظوظ وحالفني الحظ في كل حملة التضامن هذه، ولكن للأسف  الحملات الأخرى لم تحضى بنفس قوة  الاهتمام من طرف الرأي العام الوطني والدولي، ومن هذه الزاوية و لهذا السبب أعمل على إعادة توجيه كل حملة التضامن معي إلى حملة تضامن  مع  أشخاص آخرين ممن جرى وضعهم في السجن ظلماً،  وممن بعضهم تبدأ بعام سجنا ، إلى  بعضهم التي تصل لمدة 20 عامًا.

الصورة

نحن ندفع الدولة لإطلاق سراح كل هؤلاء السجناء كعلامة أولى -كعلامة أولى لإظهار حسن النية تجاه السكان ، لأن  لدينا اليوم أكبر عدد من المعتقلين السياسيين في عهد محمد السادس برمته، لدينا أكبر عدد من السجناء السياسيين والصحافيين في السجن، وهذا أمر مقلق للغاية،. ونحن لا نريد بلدًا كهذا، لا نريد مغربًا محتجزًا سياسيًا ومع أشخاص -مع مراهقين في السجن لقيامهم بكتابة كلمات أغاني الراب على صفحتهم على فيسبوك. هذا سخيف ، وهذا عار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى