جواد بنعيسي: المقاربة الأمنية هي الاختناق… و ها نحن نختنق بمشيئة المخزن و إرادته!
المقاربة الأمنية هي التشكيك في جميع الإرادات و المبادرات. و هي أيضا مساءلة النوايا ما خفي منها و ما ظهر.
المقاربة الأمنية هي أن تعتبر المجتمع بكل فئاته و نخبه و سياسييه و كتابه و مثقفيه و عماله و فلاحيه و طلبته و عاطليه…. كمجرم إلى حين إثبات براءته.
المقاربة الأمنية هي عندما يتمكن بعض المسؤولين من إقناع الحاكمين بأن الشعب يكن لهم حسيفة و أنه لا يجب “تفشيش” الرعاع بل لا بد من إعادة تربيتهم و مصادرة حقهم في الكلام و التفكير.
المقاربة الأمنية هي عندما نرفض أن يصل أولاد الشعب إلى أعلى المراتب عن طريق الشفافية و التباري النزيه و الكفاءة. لأننا نفضل أن يصلوا إلى تلك المناصب عبر الاستجداء و السعاية حتى يظلوا مدينين للحاكمين!
المقاربة الأمنية هي عندما يسعى البعض إلى صناعة جيل من الضباع(الله يرحم السي محمد كسوس) و من همج الهمج تحكمهم ثقافة المسكنة و المذلة و أخلاق العبيد !
المقاربة الأمنية هي عندما تريد من شعب بأكمله أن يعترف للدولة بجميل أفضالها عليه و أن يسبح بحمدها بكرة و أصيلا لأنها تتركه يتنفس الهواء و لا تحرمه من رؤية الشمس.
المقاربة الأمنية هي أن تمارس التهميش و الاضطهاد الاجتماعي على الأصوات الحرة و تتعامل معهم بمنطق: اللي ما عجبوا حال يقلب ليه على بلاد أخرى!
المقاربة الأمنية هي أن تجد مكاتب الهجرة إلى كندا صعوبة بالغة في معالجة عشرات الآلاف من الملفات لأطر عليا مابقاتش قادرة تتعايش مع الوضع…
المقاربة الأمنية هي تغييب العلوم الانسانية و الاجتماعية في محاولة استيعاب تطور المجتمع و حاجياته المعقدة و تعويض هاته العلوم بالمسطرة الجنائية.
المقاربة الأمنية هي الاختناق… و ها نحن نختنق بمشيئة المخزن و إرادته!