في الواجهة

تصريحات رئيس جمعية المصحات الخاصة تحقير للمغاربة واستعلاء فوق القانون وإعلانا واضحا لوبيا متعاليا

“الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلّا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم”. وينستون تشرشل

يأتي التصريح الذي أدلى به البروفيسور رضوان السملالي ، رئيس جمعية المصحات الخاصة ضمن برنامج “أدخلوا الضيف” على أثير اذاعة دوزيم، ليؤكد وبالملموس على أن المصحات الخاصة تشكل وبالفعل لوبيا متعاليا فوق كل القوانين.

كما اتضح أيضا على أن الضمير المهني والحس الوطني في ظل الأزمة الصحية والاجتماعية التي تجتازها بلادنا هي في حكم الغائب وذلك بعد أن اعتبر أن المصحات الخاصة لا يمكنها تحمّلُ وتدبير بؤس وفقر المغاربة، ومن لم يتمكن من المرضى من أداء المبالغ المجحفة التي تشترطها المصحات الخاصة للمرضى المصابين بفيروس كوفيد19 ولا قدرة له على تحمل التكاليف، فما عليه وحسب ما أدلى به وتناقلته وسائل إعلام مختلفة ، إلا “التوجه إلى الرباط “، في إشارة للعبارة الدارجة الشهيرة “يطلع للرباط يشكي”.

مواجهة تفشي الفيروس اللعين ببلادنا هو بمثابة حرب ضد عدو يتربص بكل ابناء وبنات هذا الوطن دون التمييز بين الفقير والثري أو مدن القصدير والفيلات الفخمة والبلاطات. عدو يهدد كياننا ومجتمعنا برُمّته و قد يعيدنا لا قدر الله إلى غابر العصور .

تجنّدت كل الهمم في بلادنا لمواجهة هذا العدو الشرس خاصة أولئك الذين يتواجدون منهم في الصفوف الامامية ، وعلى رأسهم الاطقم الطبية في المستشفيات العمومية المدنية منها والعسكرية وفيالق الامن والدرك ونساء ورجال التربية التعليم المداومين على تعليم ابناء وبنات المغاربة .

الكل يدرك حدود الإمكانيات التي تمتلكها بلادنا وعجز الموازنة الذي تجاوز 55.5 مليار درهم بارتفاع بلغ 25 بالمئة مقارنة مع السنة الماضية ، نتيجة تداعيات فيروس كورونا المستجد وتوقعات انخفاض الناتج الداخلي الخام بنسبة 5 بالمئة والارتفاع الكبير على مستوى النفقات لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية، للأزمة الصحية المرتبطة بفيروس كورونا.

ورغم كل هذه الظروف التي تمر منها بلادنا ، فهناك تجار الأزمات الذين يتربصون الفرص للاغتناء ويتقمصون ادوار الطيور الجارحة التي تترقب الفرائس ، لا همّ لهم سوى تكديس الأرباح ولو على حساب دموع المكلومين بالفيروس اللعين وصرخات اليتامى والأرامل الذين فقدوا ذويهم .

تصريح رئيس جمعية المصحات الخاصة يسائل بالدرجة الأولى الحكومة المغربية ، باعتبار تصريحاته هي بمثابة تحدي صارخ للقوانين الجاري بها العمل في بلادنا والتي تجرّم التعامل بشيكات الضمان ، حيث اعتبر أن التعامل بهذه الشيكات من طرف المصحات الخاصة أمر طبيعي رغم عدم قانونيتها كما أقرّ بذلك .

إن الحجج التي أدلى بها رئيس جمعية المصحات الخاصة لتبرير فرض شيكات الضمان باعتبار هذه المصحات لديها فاتورات ومصاريف تؤديها ، هي في واقع الامر تبخيس للقوانين الجاري بها العمل في هذا الاطار ، ومقتضياته لها تفسير خاص لدى هذه المصحات يفصّلونه حسب مقاسهم ومصالحهم.

إن أحد التحديات الأساسية التي يجب مواجهتها في مثل الظروف التي تجتازها بلادنا تكمن في كسب ثقة المجتمع ، وبالتالي ففضائح المصحات الخاصة وتجاوزاتها المتنوعة التي تناولتها مختلف وسائل مختلف الاعلام والتي أكد جزء منها رئيس جمعيتهم بتصريحاته ، لا يمكن إلا ان تساهم في فقدان الثقة في المؤسسات وفي إشاعة ثقافة الإفلات من العقاب، وسيادة التسيب والاستهتار بالمسؤولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى