حملة التلقيحكورونا

البروفيسور الإبراهيمي:حق المغاربة في المعلومة لا يقل عن حقه في اللقاح ضمن مقاربة تشاركية شجاعة

قال البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا بالرباط، إنه لكي نحافظ على مصداقية مقاربتنا الاستباقية والتشاركية في مواجهة جائحة “كورونا”، يجب أن يبقى المواطن المغربي على اطلاع على جميع المعطيات العلمية الخاصة بالحالة الوبائية ببلادنا، وأن نتواصل معه بكل هدوء وشفافية.

وأضاف الإبراهيمي، أنه ولكي نحافظ على مصداقية المقاربة المغربية التشاركية والاستباقية والاستشرافية يجب أن لا ندبر هذه الأزمة من منطلق ومنطق الخوف بل بشفافية كاملة وتواصل هادئ وصراحة جارحة إذا اقتضى الأمر.

وتابع الإبراهيمي في تدوينه لها بحسابه بفيسبوك، مساء الأحد 18 أبريل 2021، أن الجمهور العريض المغربي طور خلال هذه السنة وعيا علميا وصحيا “عظيما”، يفرض علينا أن نمده بكل المعلومات العلمية والطبية، وتابع، “كلي ثقة في ذكائه الجماعي لتحليلها مما يجعلنا نتواصل كشركاء بشفافية كاملة”.

حتى نحافظ على مصداقية مقاربتنا الاستباقية و التشاركية…
لنتواصل بهدوء و شفافية….

في الأسابيع الماضية طرح سؤال مهم عن حق الجمهور العريض في التعرف و الإطلاع على جميع المعطيات العلمية دون تصرف فيها؟ و هل يجب الإقتصار بإعطائه المعلومة التي نراها صالحة له في ظرفية معينة؟ و جوابي و بدون تردد، أن الجمهور العريض المغربي و خلال هذه السنة طور وعيا علميا و صحيا “عظيما” يفرض علينا أن نمده بكل المعلومات العلمية و الطبية و كلي ثقة في ذكائه الجماعي لتحليلها مما يجعلنا نتواصل كشركاء بشفافية كاملة… كيف يمكنني أن لا أثق في شعب استوعب مفهوما كبيرا كالجينومات و أثره على صحته اليومية و القرارات المتخدة… …سعيد بأن جدي ذو 95 ربيعا، و كسائر المغاربة، يتحدث عن السلاسة المتحورة و عن أثر الخاصيات الجينومية المغربية على الاستجابة الشخصية للإصابة بالمرض و تطوير أعراض دون أخرى و قابلية مختلفة للعلاجات و البروتوكولات لكل فرد منا…..
لذا أظن و لنحافظ على مصداقية المقاربة المغربية التشاركية و الاستباقية و الاستشرافية يجب أن لا ندبر هذه الأزمة من منطلق و منطق الخوف بل بشفافية كاملة و تواصل هادئ و صراحة جارحة إذا اقتضى الأمر…..و في هذه التدوينة وددت الرجوع و بكل صراحة إلى هذا السؤال الذي أصبح لازمة في ظل هذه الأزمة…..

أين اللقاح…..؟

مما نحمد الله عليه و نفتخر به كثيرا أننا سنتمكن قريبا إن شاء الله من تلقيح أكثر من 13 في المئة من المواطنين المغاربة و في ظروف وبائية مثالية مما يجعل المغرب بخاصيات هرمه السكاني الشاب يقارن بالوضعية البريطانية….و هنا وجب الـتأكيد أن المغرب و في ظل الإجراءات التي يشتكي منها البعض يتمتع مواطنوه بحرية أكبر من البريطانيين … فكم كان منظر الملكة “إيليزابث” محزنا و هي في زاوية وحدها بكمامتها في كنيسة “قاهرة” و هي تأبن زوجها لأكثر من سبعين سنة في احترام تام للإجراءات الإحترازية…. و تجدنا نحن بلا كمامات و لا تباعد جسدي… و في اختلاط تام كل اليوم، نشتكي من قسوة الإجراءات الاحترازية و “نكفر” يمينا و شمالا لأن الدولة ضيقت على حرياتنا….

و هكذا و في غياب تام بأي الالتزام أو انضباط شخصي للإجراءات الاحترازية يبقى الأمل أولا في القرارات الاحترازية المؤسساتية التي يشتكي البعض منها لأسباب معقولة و كثيرا لأسياب لا يعلمها إلا الله…. وثانيا بالتمكن من التسريع من وتيرة التلقيح الجماعي في سباق مع الزمن و مع انتشار السلالات المتحورة. و لكن هذا التسريع يبقى مشروطا بالتوفر على كميات كبيرة من هاته اللقاحات…. و هنا “مربط الفرس” ، فللأسف فقراءة سريعة في المعطيات الدولية تبين أن الحرب استعرت للوصول إليها و و تفرض على المغرب أن يكون مرنا و أخذها بعين الاعتبار ببراغماتية. و في مواجهة هذه الظروف المتقلبة لسوق اللقاحات، أظن أنه حان الوقت لمزيد من تنويع مصادره و هنا سأدلي برأيي الشخصي في مسألة اللقاحات المتوفرة في السوق…

أبدأ بالخبر المفرح، الذي لم يأخذ حقه في الإعلام، و هو توصل المغرب ب 300 ألف جرعة من أسترا زينيكا كدفعة أولى من 1.6 مليون جرعة المخصصة للمغرب في إطار برنامج كوفاكس لمنظمة الصحة العالمية. فالمغرب وبإعطائه كل التراخيص اللازمة لاستيراد هاته اللقاحات المصنعة بكوريا تمكن من تحصين هذا العدد السنوي…. مما مكن من استهداف الفئات العمرية أقل من 60 سنة و هو إنجاز كبير… و عالميا… و أأسف أننا لم نثمنه … فالحصول على هذا العدد من اللقاحات بل و على أي جرعة، يعتبر إنجازا في الظروف الحالية…

أما بالنسبة لللقاحات المستعملة حاليا بالمغرب، يظهر و كما كنا نخشاه فإن الضغط الكبير على لقاح أسترازينيكا سيزداد و لاسيما أن الحالة الوبائية بالهند ستجعلها توقف تصدير أي لقاجات و لفترة. و مع تراجع الدول الأوروبية عن قررراتها بخصوص هذا اللقاح سيرتفع طلب هذه الدول عليه… وهذا ما يدل عليه التغير الملموس للمواقف الأوروبية و الإشارة الواضحة التي يرسلها تلقيح كل من الرئيس و المستشارة الألمانيين و رئيس وزراء فرنسا…و بلقاح أسترازينيكا… و أترك لكم التعليق على القرارات السابقة لهذه الدول…

أما بالنسية للتزود بلقاح سينوفارم و سبوتنيك، فقرائتي لوضعيتهما لم تتغير. أظن أن الدولتان المصنعتان ستلتزمان باستراتجيتهما التي تعتمد على “تقطير” و “تقتير” بعض الجرعات هنا وهناك للحفاظ على جميع التوازنات الجيوسياسية الإقليمية. و أظن أنهما ستبقيان وفيتان لسياسة ال500 ألف جرعة ….. من حين لأخر….

أظن أنه حان الوقت، و نظرا للنجاح التي تعرفه عملية التلقيح بأمريكا، أن نصب كل جهدنا للحصول على اللقاحات الأمريكية التي ستكون متوفرة قريبا إن شاء الله…. أظن أن اللوجستيك المغربي تطور كثيرا خلال الأشهر القليلة الماضية و يمكننا من الناحية العملية التطعيم بهاته اللقاحات…. نعم إننا نحتاج اليوم لكل لوبياتنا و كفاءاتنا و معارفنا من أجل رفع هذا التحدي….

هذه القراءة الشخصية للأمور توضح بالملموس أنه يجب أن نبقى أوفياء لمقاربتنا الإستباقية و المرونة البراغماتية و التي تمكن من مواجهة أي مستجد في “سوق اللقاحات المتحور” كفيروسه حتى نصل إلى بر الأمان قريبا إن شاء الله.

وفي الأخير أعود لأؤكد على التعاقد المواطنتي الذي يجمعنا… فكما أني كلي ثقة في مدبري الشأن العمومي وبأنهم سينجحون في اقتناء أعداد كبيرة من هاته اللقاحات و رغم التسابق الجنوني الحالي….. كلي أمل أن نعود إلى احترام كل الإجراءات الاحترازية و الوقائية في مواجهة هذا الوباء… رغم أننا “عيينا”…. من أجل العودة إلى حياتنا الطبيعية قريبا إن شاء الله…..

حفظنا الله جميعا…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى