سياسة

الساسي يعلن رسميا استقالته من الاشتراكي الموحد ويبسط مسبباتها

قال محمد الساسي العضو القيادي السابق بالحزب الاشتراكي الموحد: “عندما نخرق قوانين الحزب بدون شعور بأدنى قلق، فكيف نقنع الناس بأننا نناضل من أجل دولة القانون؟ عندما تتحوّل مبادرة إنشاء تيار داخل الحزب إلى جريمة، عندما تتوالى الدعوات إلى مغادرة المخالِفين لرأي القيادة للحزب، وعودتهم من حيث أتوا، ولا يحرك المكتب السياسي ساكنا”، “عندما لا تحترم التعاقدات بين المناضلين، ومع حليفَينا في الفدرالية، فكيف سنحترم غدا تعاقداتنا مع المواطنين؟”.

جاء ذلك، في نصر رسالة استقالة بعثها منسق سكرتارية المجلس الوطني للاشتراكي الموحد، معلنا عن انسحابه من الحزب والتحاقه برمز الرسالة، والتي تضم في عضويتها حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بغير أن يحدد لأي من الحزبين التحق.

وأضاف الساسي في رسالة الاستقالة، “عندما توضع جميع أنواع العراقيل في وجه كافة محاولات رأب الصدع، وتحسين الأجواء، وتحقيق مصالحة داخلية، منذ سنتين، ويتحول أولئك الذين عاينوا جهود رفاقهم المضنية من أجل تجنب الحالة التي نحن عليها اليوم إلى التملص من مسؤولية قول الحقيقة، لأن الذين أتعبتهم تلك العراقيل وقيل عنهم إنهم أقلية أرادوا تأسيس تيار لتنظيم أنفسهم كـ”أقلية”، يصبح من الصعب قبول هذا الوضع”.

وتابع قائلا في نص رسالة الاستقالة بعد أن بسط ما يراه أسبابا كافية لمغادرة سفينة حزب الشمعة: “لهذا أعلن استقالتي من الحزب (الاشتراكي الموحد)، وانضمامي إلى صف “الرسالة” الذي كنا فيه جميعا. أحترمكم جميعا، وأتمنى أن نستطيع يوما مراجعة أخطائنا جميعا وتدارك ما يمكن تداركه”.

جدير بالذكر، أن الحزب الاشتراكي الموحد قد عاش منذ نهاية مؤتمره الأخير توترات عميقة كانت ساحة الفضاء الأزرق مجالها، فضلا عن تصريحات وحوارات هنا وهناك، دخلت في حرب تأويلات مخرجات المؤتمر فيما يخص قضية الاندماج في حزب واحد لمكونات الفيدرالية، بين رأي يقول بأن شروط الاندمج لم تنضد بعد، وبأن الاندماج وحتى يحدث لا يصادر استقلالية الأحزاب اليسارية الذاهبة إليه، وبين الرأي الذي يتزعمه محمد الساسي ومحمد مجاهد وأخرين ممن يرون أن شروط الاندماج متوفرة وناضجة ومؤطرة بتعاقدات وخريطة طريق لا يجوز القفز عليها.

أيضا، كانت نبيلة منيب الأمينة العامة للاشتراكي الموحد، قد أكدت في سلسلة خرجات أن كل من قيادة المؤتمر الوطني الاتحادي، وحزب الطليعة فتحت تنسيقا مع بعض من أعضاء الاشتراكي الموحد وباتت تتدخل في شؤون الحزب، وتفرض عليه أشياء ومخرجات خارج مؤسساته الرسمية,

هذا، وكان المنسحبون والمستقلون من الاشتراكي الموحد تقدموا بأرضية سموها أرضية اليسار الوحدوي، بغاية تشكيل تيار وسط الحزب، مؤكدين فيها “أننا غير مستعدين البتة للعودة إلى الوراء، ونرفض التمترس في دائرة خط انعزالي خلفي، ونعيد تأكيد تشبثنا بالمسار الوحدوي، وحرصنا على مواصلة ما بدأناه بمعية حليفينا وعلى الوفاء بتعهداتنا المعلنة والموثقة، والتزامنا الدائم بتغليب إرادة التجميع على إرادة التشتيت والبلقنة، وانتصارنا لمنطق إعادة البناء الجماعي الواعي والمنفتح”، وهي الأرضية التي اعتبرها غالبية أعضاء المكتب السياسي والكثيرون من مؤسسي الاشتراكي الموحد، إما ليست في وقتها وليست مفيدة في توقيتها بل مقدمة لإضعاف الحزب، أو اعتبرتها أرضية تيار انشقاقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى