حول العالم

تقرير:في قمة إفريقية فرنسية غاب عنها الرؤساء والزعماء..ماكرون يرفض الاعتذار عن الماضي الاستعماري لبلاده

رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجددا تقديم اعتذار بشأن التاريخ الاستعماري الفرنسي في القارة الإفريقية.

جاء ذلك، في قمة تختلف عن القمم التقليدية، والتي تحتضنها فرنسا منذ أمس الجمعة 8 أكتوبر، القمة الفرنسية الإفريقية الـ28 بحضور وفود شبابية من 53 دولة إفريقية يوجد فيها مثقفين ورواد أعمال وفنانين ورياضيين شباباً، عدا جمعيات من المجتمع المدني الإفريقي والفرنسي، ولا يحضرها أي رئيس، باستثناء الرئيس الفرنسي.

قمة قمة

وفي خطابه خلال القمة الإفريقية الفرنسية، اعترف ماكرون “بالمسؤولية الجسيمة لفرنسا لأنها نظمت التجارة الثلاثية والاستعمار”، غير أنه رفض الاعتذار، وفق ما نقلته مجلة “لو بوان” الفرنسية.

الرئيس الفرنسي قال في الكلمة ذاتها، “لا يمكن لفرنسا أن تبني روايتها الوطنية الخاصة إذا لم تأخذ دورها في إفريقيا، وإذا لم تنظر في هذه الصفحات المظلمة أو السعيدة.

وأضاف قائلا: “كلنا في هذه القاعة لم نختار تاريخنا وجغرافيتنا.. نحن ورثة كل هذا”، داعيا إلى اختيار “كيفية بناء المستقبل”.

وأشار ماكرون، استنادا للمصدر ذاته، أن قرابة 7 من الفرنسيين مرتبطو بإفريقيا، واسترسل قائلا”نحن مدينون لإفريقيا.. هي القارة التي تبهر العالم بأسره، والتي تخيف الآخرين أحيانا”، في إشارة إلى النقاشات حول الهجرة التي تمثل بداية الحملة الرئاسية.

في السياق ذاته، قالت جريدة “ميدي ليبر” الفرنسية، إن الرئيس الفرنسي هو من كان خلف اختيار شكل القمة؛ وأنه يسعى من خلالها “إعطاء الأولوية لشباب هذه الدول الإفريقية، ولكل الذين يصنعون التغيير في القارة السمراء وفي فرنسا ومن أجل الإنصات لهم والخروج من الصيغ والشبكات البالية”.

والقمة التي رغب الرئيس إيمانويل ماكرون، استنادا لما نقلته وسائل إعلام عن الإليزي، إعطاء الفرصة للشباب من المجتمع المدني الإفريقي والفرنسي لتبادل الآراء والمواقف حول قضايا عديدة، من أجل التغيير الذي يطمحون إليه.

الكامروني مبيمبي
الكامروني مبيمبي

وذكرت، فرنس 24، أنه و في تقرير قدمه الثلاثاء إلى الرئيس الفرنسي، قال مبيمبي إن فرنسا منفصلة جدا عن واقع “الحركات الجديدة والتجارب السياسية والثقافية” التي يقوم بها الشباب الأفريقي.

وأكد أيضا أنه من بين كل الخلافات “ليس هناك ضرر أكبر من دعم فرنسا المفترض للاستبداد في القارة”. على سبيل المثال ما حصل مؤخراً في تشاد، عندما دعم الرئيس الفرنسي فوراً المجلس العسكري الذي وضعه نجل إدريس ديبي بعد اغتيال والده في نيسان/أبريل الماضي.

وصرح الإليزيه أن “كل المواضيع التي تثير الغضب ستطرح على الطاولة” من التدخلات العسكرية الفرنسية إلى السيادة والحوكمة والديمقراطية، معترفا بأن “الأجواء السياسية الحالية تجعل المناقشات حساسة”.

علاقات جديدة

مبيمبي، وفق المصدر ذاته، أشار أول أمس الخميس عبر أثير إذاعة “فرانس أنتر” أن أفريقيا تسيرها قوتان: قوة الابتكار وقوة الإغلاق أي قوة الموت. السؤال الرئيسي الذي سيطرحه الشباب على ماكرون هو: أنتم في أي جهة؟”.

ووفق ما نشرته الوكالة الفرنسية فإن هذه القمة التي جرى وضعها رعاية المفكر الكاميروني أشيل مبيمبي، و الذي أشرف منذ شهور على تنظيم هذا الحدث الذي “قد يغير بعض ملامح العلاقات الفرنسية الإفريقية في المستقبل”، كما تؤكد فرانس برس.

القمة ستحتضن خمس ورشات يجري خلالها تبادل الأفكار حول خمسة مجالات، وهي الاقتصاد والرياضة والتعليم العالي والبحث العلمي والديمقراطية، إضافة إلى الميادين الثقافية.

تجدر الإشارة بهذا الخصوص، أنه وجهت إلى المفكر مبيمبي انتقادات لاذعة من جانب مثقفين أفارقة لأنه وافق على إدارة القمة، ويحمل مبيمبي الجنسيتين الكاميرونية والفرنسية، ويقال إنه “الرجل الذي يعرف إفريقيا جيداً وهو دائماً يسعى لصياغة مستقبل القارة السمراء في العالم”.

وقال الكاتب السنغالي بوبكر بوريس ديوب في مقال نُشر أول أمس الخميس على موقع senegalactu.info، أن “اللقاء وجهاً لوجه بين ماكرون والمجتمع المدني الأفريقي سيكون موثوقاً أكثر أو حتى مثمراً، لو شعرنا على الأقل في الواقع بوجود مؤشرات ملموسة على نيّته في التغيير”.

جدير بالذكرأيضا، أن القمة تعقد أياما بعدما اثاره ماكرون من غضب الجزائر بحديثه عن “النظام السياسي العسكري” الذي “أعاد كتابة التاريخ الرسمي بالكامل” على أساس “كراهية فرنسا”، والذي ردت عليه الجزائر بإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية، وأيام بعد إعلان فرنسا أنها ستخفض عدد التأشيرات الصادرة في الجزائر والمغرب وتونس ما لم يتعاون الثلاثي في استعادة المهاجرين غير الشرعيين المطرودين من فرنسا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى