رأي/ كرونيك

أخازي يكتب:علينا أن نكتب حتى لا نختفي..فهو يريدوننا أن نختفي..ولا يبقى غير كذبا..وزيفا..

علينا أن نكتب حتى لا نختفي…
فهو يريدوننا أن نختفي…
ولا يبقى غير ما ومن يصنعون وهما وزيفا وكذبا..

إنهم تافهون لكنهم كبارا… يقررون الحياة والموت… الجميل والقبيح.. الكناية والعناية… الاستخارة بالاستعارة… الخيال غير المزعج… النص العاهر الذي يليق خطابا في وليمة من القرون الوسطى

يحددون خرائط القول الجميل… ويبيعون أسِرتهم للعابرين في الوجع العربي..

إنهم تافهون … مهما تناسلوا إعلاميا و احتكروا المنابر والأبواق..فهو قاسون كتجار الأسلحة… لكنهم كالخرفان في أسرة النساء.. فارغون.. يحتاجون لكل النبيذ الغربي، وموسيقى موزار و سقط المورسكيين لكتابة جملة جامحة…
مدعون على البهاء كآلاف المهديين اللامختارين…

مهما كتبوا… فالنصوص لهم وليس لهم…إنهم يجيدون سرقة الكلمات ويلبسونها كل نزقهم…

إنهم يتشبهون بكل ماهو جميل ونقي… وهم في الحقيقة قتلة مأجورون للأمل … للجمال…. للبهاء…

إنهم مستعدون لتقديم شهادة مزيفة من أجل مؤخرة…

يبكون مع الشهداء… ويبيعون القضية في سوق النخاسة..

علينا أن نكتب… ونكشف أنهم ليسوا غير حفاري قبور في النص الآخر… ويكتبون نصوصا رمموها من رفات منسية…
يريدوننا أن نختفي…

تبا لهم… فالكتابة لا يتوجها القوادون وتجار المخدرات والمرتشون.. وعصية على أبناء الكلبة… مع تقديري للكلاب…

الكتابة هبة نادرة محاطة بالقتلة المأجورين من أشباه الكتبة وتجار الحبر… بتربص بها حاقدون باسم الثقافة… ينحرونها ويقدمون بديلا عنها نصوصا لا تمانع ولا تخالف ولا تجازف ولا تختلف…

النص الفارغ نص محظوظ في زمن مافيات الثقافة شرط أن يكون صادما شكلا… كالأطباق الصينية..

علينا أن نحاصرهم بنصوصنا… ببهائنا… فحبل التفاهة قصير، وريع الكتابة نفسه قصير…

علينا أن نصحو على عبق المداد، فنصوصنا تسبب لهم الأرق…

هم خائفون على منصاتهم…

ونحن لا نشك في انهيارهم الوشيك….

لا تحزنوا… فالفساد لا يعمر مهما طال… لابد أن تفضحه جيفه… ومهما تلون بالفكر والقيم المزيفة … يفضحه شعاع بسيط يتسلل فجأة لدهاليز المكيدة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى