رأي/ كرونيكفي الواجهة

شهيدات/اء الفساد ..طنجة الجريحة التي كشفت من جديد الغياب التام ل”ربط المسؤولية بالمحاسبة”

طنجة …. لك الله يا غالية…. لم أكن أعلم أنك متوارية عن الأنظار في الغابات المطرية
لك الله يا وطني…؟

بقلم الصحافي والروائي خالد أخازي

فعلا …. طنجة أثبتت أن الاستثناء المغربي…قائم..

فالمغربي هو الوحيد الذي يمكن أن يغرق في مقر عمله…

رغم أنه غارق أصلا في الديون والهم والغم…

لكن طنجة الجريحة كشفت عورة الفساد الجديد..

فالمغرب هو الوحيد الذي يمكن أن يوجد فيه معمل سري للنسيج يشتغل عماله وعاملاته صباحا ومساء بالعشرات في قبو فيلا … في حي راق… ولا عين ترصده…. من المقدم إلى مفتش الشغل… من مفتش الضرائب الى رئيس الجماعة من القائد إلى كل العيون المنتشرة هنا وهناك… عذر أقبح من جرم…

لك الله يا وطني…
رحم الله غرقى قبو الرق الأبيض…. رحم الله شهداء الزنازين الجديدة… عبيد الزمن الجديد….
هل سمعتم عبر التاريخ…. من مات غرقا في قبو…؟
فقط يقع هذا في المغرب…
المغرب الذي ينخره الفساد والرشوة…

المغرب الذي لا زال عاجزا عن ربط المسؤولية بالحساب… والضرب بقوة على رؤوس الفساد… بل مترددا في تفعيل أهم القوانين التطهيرية للفساد…يا ترى من يخاف من قوانين تطارد الفساد في بؤره وتجرم كل اغتناء لا يعرف له مصدر ولا أساس غير ما نعرفه جميعا ونسكت عنه، كأن قدرنا أن نتعايش ونطبع مع القتلة والمجرمين ومصاصي الدماء وتجار الازمات ومن يستثمرون في البؤس والهشاشة…؟

المغرب الذي رفض برلمانيوه لحد الساعة تجريم الإثراء غير المشروع…

هو المغرب الذي يسمح بوجود معامل تحتجز العمال وراء أبواب موصدة من حديد، في فضاءات بلا نوافذ… وإن وجدت فهي كوات من حديد وإسمنت…

يا سادة… الأمن الاجتماعي من الأمن العام… فلا شيء هناك …خفي ولا شيء سري في البلاد إلا ما أراد له قراصنة الوطن أن يكون سريا… كمغارة علي بابا….

المغرب…. لن يحتمل كل هذا العبث… واستغباء المغاربة… فقط قولوا الحقيقة أمام الشعب… وحاكموا الفساد بشجاعة الفرسان…. لا بالهروب كالجبناء….

المغرب الذي يدخله شلة من برلمانيه ليغتنوا ويصيروا أثرياء بلا عناء… المغرب الذي يسمح لبعض المنتخبين أن يحولوا المال العام إلى مال خاص…. المغرب الذي لم يملك الشجاعة بعد لمحاربة الفساد، كأنه قدv محتوم…

المغرب… الذي مازال يسمح للفاسدين بالترشح….

المغرب الذي مازال الفساد ينخره… حتما قتلاه غرقى على اليابسة… وفي أقبية الفيلات التي تحولت إلى تجمعات للرق الأبيض…. أمام سلطات مشبوهة و منتخبين متورطين… ومؤسسات الدولة الغارقة في الصمت…

كلهم متورطون في الرق الأبيض… في الإبادة الجماعية…. في شهداء الرغيف والعرق…. شهداء الجشع والاستهتار والفساد…

حققنا فعلا الاستثناء يا خونة…

حين سمحتم بكل وقاحة بموت جماعي لعاملات وعمال غرقى في دهاليز معامل تسمونها سرية… كأن طنجة توجد في أدغال الأمازون…

السرية…. هي المافيا الذي تتقاسم الغنيمة وتسمح بامتصاص دم الشعب….
رحم الله غرقى الرق الأبيض….

فقط أيها القتلة…. اصمتوا… فطنجة ليست في أدغال إفريقيا…
الفيلا… التي غدت قبرا جماعيا ليست في عمق السافانا….
اصمتوا… خير لكم وللوطن…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى