الرباط: اختتام فعاليات الدورة الـ 26 لمهرجان الجاز بشالة
أسدل، مساء أمس الأحد بالرباط، الستار على فعاليات مهرجان الجاز بشالة في دورته الـ 26، بعد ثلاثة أيام من الحفلات الموسيقية الفريدة والمميزة، التي قدمت لعشاق الموسيقى تجربة فريدة تجمع بين إيقاعات الجاز الأوروبي بمختلف الألوان الموسيقية التي يزخر بها المشهد الفني المغربي.
واختتم المهرجان بأنغام الجاز من أداء مجموعة “إليز إينارسدوتر”، التي مزجت بين الجاز الحديث والفولكلور السويدي والصوت الفريد للمغنية من أصول الإنويت، لينا ويلمارك، حيث زاوجت بشكل متناغم بين الجاز الحديث والموسيقى التقليدية السويدية.
وقد رافقت مجموعة “إليز إينارسدوتر”، فوق الخشبة، الفنانة المغربية زهرة الركراكي، التي زينت هذه الرحلة الموسيقية الإسكندنافية بالإيقاعات المغربية الدافئة.
واستمتع الجمهور العريض والمختلف الجنسيات، الذي ملأ جنبات فضاء شالة التاريخي بعرض موسيقي آخر من إحياء مجموعة “جيم” الإيطالية، التي تضفي لمسة فريدة من نوعها على موسيقاها المستوحاة من التاريخ الغني لموسيقى الجاز والأصوات الإفريقية والكاريبية والمعاصرة.
ورافق الفرقة الإيطالية في المنصة المعلم الكناوي “كانيا”، وهو الأخ الأصغر للمرحوم محمود كانيا، الذي كان يلقب بـ”معلم المعلمين”، وابنيه حسام وحمزة كانيا، ما أعطى للعرض طابعا ساحرا، سافر بالجمهور في رحلة موسيقية تمازجت فيها إيقاعات الجاز الأوروبية بسحر موسيقى “كناوة” المغربية بجذورها الإفريقية الممتدة والمتأصلة.
وأكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، باتريسيا يومبارت كوساك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بهذه المناسبة، أن مهرجان الجاز بشالة هو موعد للقاء والتواصل والحوار بين ثقافات مختلفة، في أحضان هذا الموقع التاريخي بشالة.
وأعربت المسؤولة الأوروبية عن سعادتها بالحضور الجماهيري الكبير من عشاق موسيقى الجاز وإيقاعات العالم، الذي شهدته الحفلات الموسيقية التي نظمت على امتداد ثلاثة أيام، “وهو أمر يدل على أن هذه التظاهرة الفنية صارت موعدا بارزا في المشهد الثقافي المغربي”.
كما أشارت يومبارت كوساك إلى أن دورة هذه السنة من هذا المهرجان تميزت كذلك بتزامنها مع احتفال بلدان الاتحاد الأوروبي بـ “يوم أوروبا”، مشيرة إلى رمزية هذا التاريخ بالنسبة لأوروبا، وما يتقاسمه مع مهرجان الجاز بشالة فيما يتعلق بمبادئ السلم والحوار.
وتضمن برنامج مهرجان الجاز، إضافة إلى العروض الموسيقية، محاضرات تكوينية خارج أسوار شالة، مفتوحة للمهتمين، ألقاها فنانون موسيقيون ومغنون، ضمنهم كليمين زركان، مغنية مجموعة (سراب)، وعزيز السحماوي، المغني والعازف على عدة آلات من موسيقى كناوة، وأدريان لامبيني، العازف على آلة الترامبون.