الرئسيةمنوعات

الفنانة هند صبري…عندما يصبح الضمير تهمة

في زمن تتداخل فيه المواقف السياسية مع مسارات الفن والإنسانية، تجد الفنانة التونسية–المصرية هند صبري نفسها في قلب عاصفة غير مسبوقة، عنوانها: “ارحلي من مصر”، لا بسبب دور تمثيلي مستفز، ولا بسبب تصريح ضد الدولة، بل لأنها اختارت أن تعبّر عن تضامن إنساني مع ضحايا العدوان في غزة، من خلال دعم قافلة مساعدات انطلقت من تونس تحت اسم “قافلة الصمود”.

من المساندة إلى المطاردة الرمزية

لم تمر ساعات على إعلان القافلة حتى انطلقت حملة شرسة ضد الفنانة المعروفة بولائها العميق لمصر، وصلت حد الدعوة لسحب جنسيتها المصرية وترحيلها، معتبرين أنها خرقت “السيادة الوطنية” بموقفها، رغم أن مشاركتها لم تكن فعلًا ميدانيًا في معبر رفح، بل دعمًا رمزيًا لقضية عادلة لطالما جمعت العرب.

أحد الأصوات البارزة في الهجوم، كان الدكتور أشرف صبري، والد الممثلة ياسمين صبري، الذي كتب عبر حسابه الشخصي منشورًا يدعو فيه صراحةً إلى سحب الجنسية المصرية من هند صبري، قائلاً إنها “أهانت مصر بموقفها من معبر رفح”.

الفنانون المصريون يتفاعلون

لكن الهجوم قوبل بموجة دفاع قوية من زملاء المهنة،

إلهام شاهين كتبت: “هند صبري فنانة محترمة ومحبة لمصر أكثر من بعض المصريين أنفسهم”، وأضافت أن من يهاجمها “يعاني من انفصام في المبادئ”.

كما عبر فنانون ومثقفون من طينة هالة صدقي، مدحت العدل، يسري نصر الله، أمير رمسيس وغيرهم عن رفضهم القاطع لمحاكمة فنان بسبب رأي إنساني لا يمس بمؤسسات الدولة.

النقابة توضح… ولا إدانة رسمية

من جهته، نفى محامي نقابة المهن التمثيلية، الأستاذ شعبان سعيد، صدور أي قرار بشطب الفنانة أو سحب عضويتها، مؤكدا أنها لا تزال عضوة بالنقابة وتحمل الجنسية المصرية التي اكتسبتها قانونيًا بعد سنوات من الإقامة والزواج والعمل داخل مصر.

كما لم يصدر أي موقف رسمي من وزارة الداخلية أو الخارجية المصرية، ما يجعل الحملة ضد هند صبري تبدو في الوقت الراهن مجرد حملة ضغط رقمي مدفوعة بالعاطفة السياسية.

وتجدر الاشارة الى أن المقطع الفيديوي المتداول حول “ترحيل هند صبري من مصر” هو مضلّل تماما، وفق مواقع التحقق الموثوق، حيث أشارت منصة مسبار للتحقق إلى أن الفيديو قديم، ولا علاقة له بأي عملية ترحيل لهند صبري من مصر، ولاعلاقة له بالموقف الراهن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى