في الواجهة
كريمة نادر تكتب في رحيل الجامعي: كيف أرثيك..فحزني طويل كشجر الحور مثلما قال الماغوط
كيف أرثيك يا صديقي وأبي وأخي ومعلمي..لا الكلمات تسعفني ولا الدمع يشفي ولا كل عبارات الصبر، فحزني طويل كشجر الحور مثلما قال الماغوط.
كيف لا، وقد اجتمعت فيك قيم الحق ومبادئ الشرف وصفات الأمانة. وكان يطيب لك أن تمازحني؛ جيتي معطلة واحد 15 عام -براءك اللثغاء الجميلة- وأجيبك: ما عندي زهر والله..
لا أومن مطلقا أنك ممن يموتون، أنك مثلنا نحن الأشخاص العاديون، نرحل ونأخذ معنا ذكرانا وحيواتنا بسلام.
مطلقا لست كذلك، أنت خالد فعلا، وتسميتك لم تك اعتباطية، خالد الروح وخالد الكلمات وخالد النضال وخالد العبرة والعطاء وخالد الحب والود وخالد الصدق والصداقة..
لن أنسى يا خالد؛ لن أنسى كل ما قلناه، كل ما ضحكناه، لن أنسى وصيتك الكبيرة الكبرى: قاومي!
ولو أني اليوم حيرى كيف أقاوم ألم الفقد، وندمى على الكثير من المرات والساعات التي كنت أود بشدة أن أكون بجنبك وأكلمك.. فتلهيني الحياة وأؤجلها إلى حين.. وقت كثير كان لا يزال يلزمني، وكل الوقت لا يكفي معك.
سأقاوم، وأتذكر في كل يوم إرادة الحياة وعزيمة الحرية اللتين كانتا تشعان من نظرتك وصوتك بل وحتى صمتك.
لن أقول وداعا يا صديقي، سنلتقي يا خالد!