حول العالم

قتلى وجرحى في غارات للتحالف العسكري بقيادة السعودية على اليمن

كثف التحالف العسكري بقيادة السعودية غاراته ليل الخميس الجمعة على مناطق تحت سيطرة المتمردين في اليمن موقعا قتلى وجرحى ودمارا، فيما انقطعت الانترنت عن معظم أنحاء البلاد.

اتهم المتمردون الحوثيون طيران التحالف بارتكاب “جريمة” في صعدة.

ووزعوا صور فيديو ملتقطة من الجو للمكان الذي قالوا إنه مقر “السجن الاحتياطي” في المدينة الواقعة في شمال اليمن وتعد معقلًا لهم، بدا فيها مدمرا تماما.

كما أظهرت صور أخرى جثثا وبقع دماء بين الأنقاض، فيما كان أشخاص يساعدون على رفع الركام. كما أمكن رؤية جرافة وآليات تنظف المكان، وسيارات إسعاف، وجثث أخرى ممدة على الطريق.

وأكد المتحدث باسم الصليب الأحمر في اليمن بشير عمر لوكالة فرانس برس “استهداف مركز اعتقال في محافظة صعدة”، مشيرا الى أن فرق اللجنة “تقوم حاليا بمعاينة الموقع للتأكد من عدد القتلى والجرحى”.

ولم يشر التحالف الى أي قصف على صعدة، لكنه تحدث في بيان عن استهداف الحديدة في غرب اليمن.

وأعلن البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية “بدء ضربات جوية دقيقة لتدمير قدرات الميليشيا الحوثية بالحديدة” الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، واستهداف “أحد أوكار عناصر القرصنة البحرية والجريمة المنظمة بالحديدة”.

وقالت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين إن “العدوان” استهدف “مبنى اتصالات” في المدينة، مشيرة الى سقوط قتلى وجرحى.

وأفادت مجموعة “نت بلوكس” التي تتعقب أعطال شبكات الانترنت على حسابها على تويتر عن “انقطاع الاتصال بالانترنت في كل اليمن” بعد الغارات. وأكد مراسلو فرانس برس في صنعاء والحديدة الانقطاع.

وتأتي هذه الغارات بعد أيام قليلة على استهداف الحوثيين بصواريخ وطائرات مسيّرة أبو ظبي في الإمارات، ما تسبّب بسقوط ثلاثة قتلى وإصابة ثلاثة صهاريج محروقات واندلاع حريق قرب المطار. وتعهدت الإمارات التي تشارك في التحالف والسعودية بالرد.

وكان ذلك الاعتداء الأول من نوعه ينفذه الحوثيون المدعومون من إيران على الإمارات.

وصادر الحوثيون في الثالث من يناير، باخرة في البحر الأحمر ترفع علم الإمارات، وتنقل، وفق التحالف، تجهيزات لمستشفى. وقال الحوثيون إنها تنقل أسلحة.

ومنذ الاثنين، تاريخ وقوع الاعتداء على الإمارات، كثف التحالف الذي يدعم الحكومة اليمنية غاراته الجوية على مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.

وتدور منذ 2014 حرب في اليمن بين القوات الحكومية والمتمردين الذين شنوا هجوما واسعا وسيطروا على مناطق كثيرة بينها العاصمة صنعاء. وتدخل التحالف لدعم القوات الحكومية منذ 2015. وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة، بينما تعاني البلاد من أزمة إنسانية حادة.

الجبهات

ويسعى الحوثيون منذ أشهر طويلة لاستكمال سيطرتهم على الشمال اليمني، عبر هجوم على مدينة مأرب، آخر منطقة تسيطر عليها القوات الحكومية في الشمال.

في العاشر من يناير، استعادت قوات “ألوية العمالقة” الموالية للحكومة السيطرة على محافظة شبوة الغنية بالنفط من المتمردين الحوثيين، والقريبة من مأرب.

و”ألوية العمالقة” مدعومة من الإمارات.

كما اشتد القتال مؤخرا في محافظة البيضاء المحاذية لمأرب.

وتعدّ الحديدة في جنوب غرب البلاد نقطة عبور مهمة لإيصال المساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها ثلثا السكان في اليمن. ويقول التحالف إن الحوثيين يستخدمونها لنقل السلاح. وتم التوصل الى وقف لإطلاق النار بوساطة أممية في الحديدة في 2018، لكنه ظل هشا.

على الجبهة الدبلوماسية، طلبت الإمارات من مجلس الأمن الانعقاد للبحث في الاعتداء الحوثي على أراضيها.

ونشرت وكالة أنباء الإمارات اليوم أن المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة الإماراتية أنور قرقاش تلقى اتصالاً هاتفياً مساء الخميس من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ.

وأكد قرقاش خلال الاتصال أن “الإمارات تمتلك الحق القانوني والأخلاقي للدفاع عن أراضيها وسكانها وسيادتها، وستمارس هذا الحق للدفاع عن نفسها ومنع الأعمال الإرهابية التي تنتهجها جماعة الحوثي التي … ترفض كل دعوات وقف إطلاق النار والانخراط في الحل السياسي للأزمة”.

ودعا الى “موقف قوي وحازم من المجتمع الدولي تجاه تعنت وتوسع الأعمال الإرهابية للميليشيات الحوثية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى