حول العالم

تقرير إخباري: موسكو تهدد باقتحام 5 مدن أوكرانية محاصرة بينها كييف وأكرانيا تؤكد أنها كبدت الجيش الروسي خسائر فادحة

أ ف ب: هددت روسيا أمس، باقتحام خمس مدن أوكرانية محاصرة بينها العاصمة كييف، وقالت إن قواتها ستركز على استكمال السيطرة على إقليم دونباس، في حين أكدت أوكرانيا أنها كبدت الجيش الروسي خسائر فادحة وأجبرته على التراجع، وفيما تحدثت تركيا عن إمكانية أن تسفر جهودها الدبلوماسية عن التوصل إلى تسوية، استبعدت كييف حدوث انفراجة قريبة.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه يجب ضمان سيادة بلاده وسلامة أراضيها في المفاوضات مع روسيا، لذلك يجب أن تكون الشروط عادلة، وإلا فلن يقبل الشعب الأوكراني بذلك. وذكر زيلينسكي في رسالة بالفيديو، امس، أن القوات المسلحة الأوكرانية ألحقت خسائر كبيرة بالجيش الروسي، وتواصل القتال ضد الهجمات في دونباس وخاركيف وكييف.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوة الجوية الأوكرانية ومنظومات الدفاع الجوي قد دمرت بالكامل تقريباً، وأن سلاح البحرية لم يعد موجوداً لدى أوكرانيا. وقالت هيئة الأركان الروسية إن قواتها ستركز جهودها على السيطرة على إقليم دونباس، مضيفة إن مدن كييف وخاركيف وتشيرنيهيف وسومي وميكولايف محاصرة، ولم تستبعد إمكانية اقتحامها.
واتهم زيلينسكي روسيا بتأجيج سباق تسلح خطير بتلويحها باستخدام السلاح النووي، خلال مداخلة عبر الفيديو أمام مؤتمر سياسي في الدوحة. وطالب الرئيس الأوكراني بزيادة إنتاج الطاقة وخصوصاً الغاز للتعويض عن إمدادات الطاقة الروسية والتصدي للتهديدات الروسية باستخدام الطاقة “لابتزاز العالم”.
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب ناري ألقاه في بولندا امس، إن الزعيم الروسي فلاديمير بوتين “لا يمكن أن يظل في السلطة”، لكن مسؤولاً بالبيت الأبيض قال في وقت لاحق إن هذا التصريح قصد منه تجهيز النظم الديمقراطية الغربية لنزاع طويل حول أوكرانيا ولا يستهدف الدعوة لتغيير النظام في روسيا.
وتعد تعليقات بايدن امس، بما في ذلك تصريح في وقت سابق من أمس يصف بوتين بأنه “جزار”، تصعيداً حاداً للنهج الأميركي تجاه موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.
وفي خطاب رئيسي ألقاه في القلعة الملكية في وارسو، أعاد بايدن التذكير بأربعة عقود أمضتها بولندا خلف الستار الحديدي، في محاولة للتأكيد على ضرورة أن تواجه النظم الديمقراطية في العالم روسيا كدولة استبدادية تمثل تهديداً للأمن العالمي وللحرية.
لكن التصريح الذي جاء في نهاية الخطاب أثار شبح التصعيد من جانب واشنطن التي تجنبت التورط العسكري المباشر في أوكرانيا وقالت بشكل محدد إنها لا تدعم تغيير النظام.
وقال بايدن لحشد من الحضور في وارسو، بعد أن ندد بحرب بوتين على أوكرانيا المستمرة منذ شهر “لأجل الرب .. هذا الرجل لا يمكن أن يظل في السلطة”.
لكن مسؤولاً في البيت الأبيض قال إن تصريحات بايدن لا تمثل تحولاً في سياسة واشنطن.
وتابع المسؤول “قصد الرئيس أن بوتين لا يمكن السماح له بالاستقواء على جيرانه في المنطقة… (الرئيس) لم يكن يناقش سلطة بوتين في روسيا أو تغيير النظام”.
ورداً على سؤال عن تعليق بايدن قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لرويترز “هذا أمر لا يقرره بايدن. رئيس روسيا ينتخبه الشعب الروسي”.
وانتقد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بشدة تصريحات بايدن بشأن الرئيس الروسي، وقال: إن مثل هذه “الإهانات الشخصية” تحد من إمكانية إجراء اتصالات ثنائية مع الحكومة الأميركية، مضيفاً إنه “من الغريب على الأقل” سماع مثل هذه الكلمات من بايدن، الذي دعا إلى قصف صربيا في حرب كوسوفو عام 1999.
ووصف رئيس البرلمان الروسي فياتشيسلاف فولودين تصريح بايدن بأنه “هستيري”.
ووصف بايدن الحرب ضد بوتين بأنها “معركة جديدة من أجل الحرية”، وقال إن رغبة بوتين في “السلطة المطلقة” بمثابة فشل استراتيجي لروسيا وتحدّ مباشر للسلام الأوروبي الذي ساد إلى حد بعيد منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال بايدن “الغرب الآن أقوى وأكثر اتحاداً مما كان عليه في أي وقت مضى… هذه المعركة لا يمكن أن تكسب في أيام أو أشهر. داعياً العالم إلى الاستعداد “لمعركة طويلة”.
داعيًا العالم إلى الاستعداد “لمعركة طويلة”.
جاء الخطاب بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات في أوروبا مع مجموعة السبع والمجلس الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، كما جاء في نفس الوقت تقريباً الذي تساقطت فيه الصواريخ على مدينة لفيف بغرب أوكرانيا التي تبعد نحو 60 كيلومترا فقط عن الحدود البولندية.
وفي وقت سابق من أمس، أجرى بايدن محادثات مع وزيري الخارجية والدفاع الأوكرانيين دميترو كوليبا وأوليكسي ريزنيكوف أثناء لقائهما مع وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين أنتوني بلينكن ولويد أوستن.
وقال كوليبا للتلفزيون الأوكراني “قال الرئيس بايدن إن ما يحدث في أوكرانيا سيغير تاريخ القرن الحادي والعشرين وسنعمل معاً لضمان أن يكون هذا التغيير في مصلحتنا ولصالح أوكرانيا ولصالح العالم الديمقراطي”.
كما زار بايدن في وارسو مركزاً لاستقبال اللاجئين في الاستاد الوطني. واصطف الناس وكان بعضهم يلوح بالعلم الأوكراني في الشوارع أثناء توجه موكب بايدن نحو الاستاد.
وفر أكثر من مليوني شخص من الحرب إلى بولندا. وفي المجمل، فر نحو 3.8 مليون شخص من أوكرانيا منذ بدء القتال في 24 فبراير.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن متحدث باسم الكرملين قوله امس، إن التصريحات الجديدة التي أدلى بها بايدن بشأن نظيره الروسي تضيق آفاق إصلاح العلاقات بين البلدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى