صحةمجتمع

52 ألف مصاب بالسرطان في المغرب والمرض سيحصد أرواح أكثر من 9 ملايين شخص في 2018

كشفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، أن أكثر من 52 ألف شخص مصاب بداء السرطان في المغرب تتنوع إصابتهم بين سرطان الثدي والرئة والبروستات.
وأبرز تقرير للوكالة، أن المغرب يسجل إصابة 139 شخصا بالسرطان بين كل 100 ألف نسمة، ليحل بذلك في الرتبة 145 عالميا في عدد المصابين بهذا الداء، بعدد بلغ السنة الجارية 52 ألفا و783 شخصا.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع عدد حالات الوفاة نتيجة الإصابة بالسرطان في عام 2018، وأشارت إلى أن أوروبا بها 23.4 %من مجموع حالات السرطان العالمية و20.3 %من حالات الوفيات المرتبطة بالمرض، بينما تتجاوز نسبة وفيات السرطان بكل من آسيا وأفريقيا عدد حالات الإصابة في باقي القارات.
وتوقع التقرير أن 18.1 مليون شخص سيصابون بمرض السرطان، بينما سيحصد المرض أرواح 9.6 ملايين شخص، خلال العام الجاري 2018.
وأرجع التقرير هذا الارتفاع، مقارنة بـ14.1 مليون حالة إصابة و8.2 مليون حالة وفاة بسبب المرض عام 2012، إلى عدة عوامل أبرزها نمو عدد السكان وارتفاع معدل الشيخوخة.
وتشير الأرقام إلى أن 1 من بين كل 5 رجال وواحدة من بين كل 6 نساء سيصابون بالمرض خلال حياتهم.
وأشار الباحثون إلى أن إجمالي عدد الأشخاص الذين يبقون على قيد الحياة بعد خمس سنوات من تشخيص إصابتهم بالسرطان في جميع أنحاء العالم، يقدر بنحو 43.8 مليون شخص.
وعزوا أسباب الزيادة في معدل الإصابة بالسرطان إلى عدة عوامل، منها شيخوخة السكان، في بعض المناطق في العالم فضلا عن تغير انتشار بعض أسباب السرطان المرتبطة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية. فمع تحول العديد من الدول لتصبح أكثر ثراء، سيصاب بعض الأشخاص بالسرطان، بسبب نمط الحياة أكثر منه بسبب الفقر.
ويقول باحثون إنه بينما تطورت طرق قياس وجمع البيانات حول مرض السرطان، عبر السنوات الماضية، إلا أن الاتجاه العام يفيد بتزايد معدلات الإصابة، والوفيات الناجمة عن السرطان عاما بعد عام.
وقال الدكتور إتيان كروغ، مدير إدارة مكافحة الأمراض غير المعدية والإعاقة والعنف والوقاية من الإصابات بمنظمة الصحة العالمية “هذه الأرقام الجديدة ينبغي أن تكون دعوة إلى العمل، وهي تظهر أن لدينا أزمات كبيرة على مستوى الصحة العامة على نحو متزايد مع السرطان تنمو في كل أجزاء العالم تقريبا حتى في أفقر البلدان حيث تعد الأمراض المعدية هي النوع السائد من المرض”.
وأضاف الدكتور كروغ أن هناك “الكثير الذي يمكن القيام به من حيث الوقاية وتقليل استخدام التبغ واستهلاك الكحول وزيادة النشاط البدني، والتطعيم ضد بعض أنواع السرطان وكذلك تعزيز النظم الصحية وكشف السرطان مبكرا وتسهيل العلاج وزيادة وتحسين فرص الحصول على الأدوية اللازمة”.
وأشار التقرير إلى أن أوروبا تحتوي على 23.4 بالمئة من حالات السرطان العالمية و20.3 بالمئة من حالات الوفيات المرتبطة بالسرطان. أما نسبة الإصابة بالسرطان في الأميركيتين فتبلغ 21 بالمئة أما نسبة الوفيات فتبلغ 14.4 بالمئة من الحالات في جميع أنحاء العالم.
أما في آسيا وأفريقيا وعلى النقيض من مناطق أخرى من العالم، فإن نسب وفيات السرطان أعلى من حالات الإصابة بالمرض حيث تبلغ 57.3 % و7.3 % على التوالي. ويعود السبب في ذلك، بحسب منظمة الصحة العالمية، إلى أن هذه المناطق ومن بين أمور أخرى لديها محدودية في الوصول إلى التشخيص والعلاج في الوقت المناسب.
ويقول الباحثون إن سرطان الرئة هو السبب الرئيسي، للوفيات الناجمة عن السرطان بين النساء في 28 دولة.
ومن أكثر الدول المتضررة من المرض الولايات المتحدة، المجر، الدنمارك، الصين، ونيوزلندا.
والتدخين هو أكبر سبب منفرد، في تزايد إصابة النساء بمرض سرطان الرئة حول العالم، أكثر من أي وقت مضى حسب أبحاث بريطانية
يوضح جورج باتروورث، من معهد أبحاث السرطان في بريطانيا “التدخين هو أكبر سبب منفرد، في تزايد إصابة النساء بمرض سرطان الرئة حول العالم، أكثر من أي وقت مضى”.
وأضاف “في بريطانيا أصبح التدخين بين النساء أكثر تزايدا مؤخرا، مقارنة بالرجال، لذا ليس مفاجئا بالمرة أن نرى معدلات متزايدة لسرطان الرئة الآن”.
وتابع “تدخين السجائر الآن أصبح أكثر تزايدا بين النساء، في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، كما أن التسويق القوي لصناعة التبغ يؤثر على ذلك”.
كما قال الدكتور فريدي براي من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان إن “النتائج تؤكد على ضرورة الاستمرار، في تنفيذ سياسات مكافحة مستهدفة وفعالة لتدخين التبغ، في كل دولة حول العالم”.
تزامن ذلك مع نتائج دراسة أميركية أثبتت خطورة السجائر الإلكترونية على الرئة، فقد حذر باحثون أميركيون من أن الجهاز التنفسي يمتص كمية كبيرة من المواد الكيميائية المسببة للسرطان، عند تدخين السجائر الإلكترونية.
الدراسة أجراها باحثون في مختبر التحاليل العضوية التابع لجامعة نيفادا الأميركية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (توكسيكس) العلمية.
وعادةً ما يلجأ بعض الأشخاص، للسجائر الإلكترونية طمعًا في قلة آثارها الجانبية أو كمحاولة للإقلاع عن التدخين.
وتعمل السجائر الإلكترونية عن طريق سخان حراري لتسخين سائل يحتوي على النيكوتين الموجود داخلها، ليتحول السائل إلى بخار النيكوتين الذي يستنشقه المدخنون بدلًا عن حرقه كما يتم في السجائر المعتادة.
وكانت دراسات سابقة كشفت أن أبخرة السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد كيميائية مسببة للسرطان وهي “الألدهيد” وهي مواد كيميائية مثل “الفورمالديهايد” معروفة بأنها تسبب السرطان لدى البشر، لكن الدراسات لم ترصد الكميات التي قد تشكل خطرًا على المستخدمين.
وخلال الدراسة، قام الفريق برصد الكمية التي يتعرض لها مدخنو السجائر الإلكترونية، من خلال تحليل تنفس 12 مستخدمًا، قبل وبعد جلسات لتدخين السجائر الإلكترونية.
ومن خلال هذه العملية، حدد الفريق مقدار تركيز “الألدهيد” في التنفس، ثم قام الباحثون بقياس تركيز المواد الكيميائية في الزفير، لحساب الكمية المتبقية من تركيز تلك المواد الكيميائية في الرئتين نتيجة تدخين السجائر الإلكترونية.
وأظهرت النتائج أن الجهاز التنفسي يمتص كميات كبيرة من المواد الكيميائية المسببة للسرطان مثل “الفورمالديهايد” أثناء تدخين السجائر الإلكترونية، ما يؤكد المخاطر الصحية المحتملة الناجمة عن تدخينها. وقالت البروفيسور فيرا سامبوراوفا، قائد فريق البحث “حتى الآن كان البحث الوحيد عن امتصاص الرئتين للألدهيد أثناء التدخين قد تم على مستخدمي السجائر التقليدية”.
وأضافت “الدراسة كشفت أن متوسط تركيز الفورمالديهايد في التنفس بعد تدخين السجائر الإلكترونية كان أقل بمئات المرات من النسبة الفعلية الموجود في أبخرة السجائر الإلكترونية المباشرة، ما يشير إلى أنه يتم الاحتفاظ بكمية كبيرة من تلك المواد الكيميائية في الجهاز التنفسي للمستخدم”.
ويقدر التقرير الحديث النشر للمنظمة أن نحو نصف حالات الإصابة وأغلب حالات الوفيات، الناجمة عن السرطان في العالم خلال العام الجاري، ستحدث في آسيا.
ويرجع ذلك جزئيا إلى ارتفاع عدد السكان في تلك القارة، وإلى أن بعض أنواع السرطان المميتة أكثر شيوعا في تلك المنطقة.
ويشمل ذلك، على سبيل المثال، معدلات عالية من الإصابة بسرطان الكبد في الصين. وعلاوة على ذلك، يقول معدو التقرير إن هناك “تنوعا غير عادي” في أنواع السرطان وأنماط المرض حول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى