الرئسيةثقافة وفنون

المغرب ضيف شرف النسخة الـ14 لمعرض الكتاب بكوناكري

معرض الكتاب "72 ساعة من كتاب كوناكري"

افتتحت النسخة الرابعة عشرة لمعرض الكتاب “72 ساعة من كتاب كوناكري” في قصر الشعب، بمشاركة المغرب كضيف شرف.

وأقيم حفل الافتتاح، أول أمس السبت لهذا المعرض، الذي يسدل ستاره اليوم، تحت عنوان “الحفاظ على التراث والسلم الاجتماعي”، وذلك بحضور أعضاء الحكومة، ونواب، وممثلي البعثات الدبلوماسية، والقنصلية المعتمدة بغينيا، ووفد مغربي هام، بالإضافة إلى العديد من الفاعلين في صناعة الكتاب.

وشهد حفل افتتاح هذا الحدث الثقافي المنظم بمبادرة من دار النشر “لارماتان غيني”، والذي يشارك فيه المغرب كضيف شرف، حضور سفير المغرب في غينيا، عصام الطيب، وأمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية السيد عبد الجليل الحجمري .

ويضم الوفد المغربي المشارك في هذه النسخة الرابعة عشر، ممثلين عن أكاديمية المملكة، ووزارة الثقافة والشباب والاتصال، وستة ناشرين، ومحاضرين، إلى جانب رواقين أحدهما لأكاديمية المملكة، والثاني لوزارة الثقافة والشباب والاتصال.

وتخلل حفل الافتتاح العديد من المداخلات، أشاد خلالها المتدخلون، بأواصر الصداقة القائمة بين المغرب وغينيا، والعلاقات القوية التي تجمع بين البلدين.

وفي تدخله بهذه المناسبة، أشار وزير الثقافة والسياحة والصناعة التقليدية الغيني، ألفا سوما، إلى أن تنظيم المعرض يكتسي أهمية بالغة بالنسبة لبلاده، اعتبارا لدوره الطلائعي في الترويج للكتاب، وفي التنمية الاجتماعية والاقتصادية لغينيا، مبرزا أن الاعتراف، والحماية، وتثمين التراث الثقافي الحضري بجميع أشكاله، يظل تحديا أمام تعزيز السلم، وعنصرا هاما في التنمية المستدامة للشعوب والمجتمعات، وللدول وأيضا للمجتمع الدولي.

وأعرب، من جانب آخر، عن شكره للمغرب على قبوله دعوة غينيا للمشاركة، كضيف شرف، في النسخة الرابعة عشرة لهذا المعرض.

أما السفير المغربي لدى غينيا، فأعرب من جهته عن شكره لدعوة المملكة لهذا الحدث الثقافي، مشيرا إلى أن “هذه المبادرة ستظل راسخة إلى الأبد في ذاكرتنا الجماعية”.

وقال الدبلوماسي المغربي إن اختيار المغرب “لم يكن صدفة أو مجرد فرصة، بل هو انعكاس يجسد تاريخا فريدا من الصداقة المتميزة التي تربط المملكة المغربية بجمهورية غينيا الشقيقة منذ أكثر من ستة عقود”، مشيرا إلى أن “هذه الشراكة المتعددة الأوجه، ما فتئت تنمو وتتعمق وتتنوع، خاصة في مجالي الثقافة والتعليم ، لتجمع بين شعبينا الشقيقين ضمن عائلة واحدة”.

وأكد السفير أن التكريم الذي حظيت به المملكة، “يثني بشكل كبير على الجهود الحثيثة التي يبذلها المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، من أجل النهوض الثقافي، بهدف خلق رافعة حقيقية للنمو، وللتنمية الثقافية والفكرية في المملكة وأفريقيا”.

ورحب الدبلوماسي المغربي، في هذا الصدد، بحضور شخصيات مغربية بارزة، مثل عبد الجليل الحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، ومدير المدرسة المولوية، الذي قال إنه يعتبر “أحد ركائز ومهندس عملية هذا التحول، ليس فقط في المغرب، ولكن أيضا على مستوى القارة الأفريقية، إلى جانب كفاءات ذات مستوى عالي يتضمنها الوفد المرافق له في كوناكري”.

وأضاف الطيب، من جهة أخرى، أن هذه النسخة من المعرض، ستتوج بالنجاح وستمكن، على غرار النسخ السابقة، بتعزيز القراءة والفكر، وبناء جسور جديدة، وتقوية الجسور القائمة بين المثقفين والكتاب، والفنانين، وتيسير التفاهم المتبادل، عبر تبادل رفيع المستوى للآراء حول موضوع “الحفاظ على التراث والسلم الاجتماعي”، وهما قضيتان أساسيتان لمستقبل إفريقيا.

وأعرب، من جهة أخرى، عن أمله في أن تكون هذه النسخة “فرصة للمشاركين لاكتشاف عبر تبادل مختلف الآراء، بين الكتاب والناشرين والمحاضرين، والوفد المغربي الرسمي ، ثقافة المملكة التي تستمد قوتها من تاريخها العريق وهويتها المتعددة”، مبرزا أن “هذه الهوية هي ثمرة مزيج فريد من نوعه عربي – إسلامي ، أمازيغي وصحراوي – حساني، تمت تغذيته وإغناؤه على مر القرون بروافد أفريقية وأندلسية وعبرية ومتوسطية، كما هو منصوص عليه في ديباجة الدستور المغربي”.

وأشار السفير المغربي، إلى أنه وعلى غرار النسخ السابقة، تتميز نسخة 2022 من “72 ساعة من كتاب كوناكري” بالمبيعات، والإهداءات، وبالموائد المستديرة، وبحلقات النقاش، وورش العمل التدريبية، والاجتماعات المهنية.

وتجدر الإشارة إلى أنه على هامش النسخة الرابعة عشرة لمعرض الكتاب، منحت الجامعة العامة “لانسانا كونتي” بسونفونيا بغينيا، الدكتوراه الفخرية لأمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، عبد الجليل الحجمري.

وأكد الحجمري، في كلمة له خلال هذا الحفل، الذي ترأسه رئيس ديوان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ثييرنو حميدو باه، بحضور سفير المغرب بغينيا، عصام الطيب، وعدد من الشخصيات البارزة، على أهمية تعزيز السلم الاجتماعي بهدف تيسير انتشار المعرفة بين مختلف البلدان.

وأعرب عن امتنانه لغينيا، والجامعة العامة “لانسانا كونتي” بسونفونيا، لمنحه هذه الدرجة، مقترحا فكرة اجراء لقاءات بين الجامعات الغينية ونظيرتها المغربية، من أجل العمل انطلاقا من افريقيا على محو الصورة النمطية التي يروج لها في العالم حول القارة.

من جهته أكد ثييرنو حميدو باه باسم وزارة التعليم العالي الغينية ، أن منح الدكتوراه الفخرية لهذا البروفيسور البارز ، “الذي حظينا جميعا بشرف الاستماع اليه، هو ما دفعنا الى التفكير في مغزى الثقافة والتفاعل الثقافي بين الشعبين”.

وجدير بالذكر أن معرض “72 ساعة من كتاب كوناكري ” ومنذ إحداثه سنة 2009، أصبح حدثا ثقافيا مرجعيا في غينيا، وأكبر حدث أدبي في غرب إفريقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى