
اشرت مصالح الأمن الوطني بمدينة الدارالبيضاء، بتعليمات من النيابة العامة المختصة، مساء أمس الاثنين، إجراءات إيداع شخص تظهر عليه علامات الخلل العقلي مستشفى الأمراض العقلية والنفسية، لتهديده الأمن العمومي وتعريض سلامة الأشخاص والممتلكات للخطر.
وكانت مصالح الأمن بمدينة الدارالبيضاء، يؤكد مصدر مطلع، أوقفت المشتبه فيه بعد تعريضه لأربعة أشخاص من المارة لاعتداء جسدي بواسطة أداة راضة، مما تسبب في إصابتهم بجروح استدعت نقلهم للمستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، كما تسبب كذلك في إلحاق خسائر مادية بثلاث سيارات خاصة كانت مستوقفة بالشارع العام.
وأفاد المصدر نفسه أن التدخل الفوري لعناصر الشرطة مكن من ضبط المعني بالأمر، الذي أوضحت المعاينات الأولية المنجزة أنه في وضعية غير طبيعية وحالة اندفاع حادة، وهو ما استدعى إيداعه مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بأمر من النيابة العامة، لإخضاعه لخبرة طبية للتحقق من وضعه العقلي والنفسي.
ويتجوّل في عدد من المدن المغربية مجموعات المختلين عقليًا بكل حرية، منهم من يعيش في الشوارع، ومنهم من يأوي ليلا لبيت أسرته، وصار عاديا أن يطالع الناس مشاهد مريض عقليًا وهو يقوم بتصرفات غريبة في الشوارع العمومية، بل إن بعضهم يعتدي أحيانًا على المارة، ويشكل هؤلاء خطرا حقيقيا على مستعملي شوارع المملكة.
وتؤكد الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة، عجز السلطات المغربية عن التحكم في ظاهرة المختلين عقليًا وإيواء الحالات الصعبة منهم في المراكز الصحية، فقد كشف تقرير صادر عن مندوبية الصحة بمدينة الدار البيضاء عام 2013، وجود 3 آلاف مختل عقليا يعيشون في شوارع المدينة دون أي عناية، بينما يبلغ عدد الذين يعانون من الأمراض العقلية في المدينة 21 ألف مختلف.
ويظهر أن حتى المراكز الصحية المخصصة لإيواء المختلين عقليًا تعاني هي الأخرى، فالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، كان قد نشر تقريرًا عام 2012، جاء فيه أن المراكز الاستشفائية الخاصة بعلاج المرضى عقليا ويبلغ عددها 27 في المغرب، تعيش الكثير من المشاكل، فهي في حالة مزرية، ولا تنتشر في عموم التراب المغربي.
كما تعاني هذه المراكز من خصاص مهول في عدد الأسرة وفي التجهيزات الطبية وكذا في الأطقم الطبية، فعدد الأطباء النفسيين في القطاع العام لا يتجاوزون 172، وعدد الممرضين 740، كما أن هذه المراكز لا تعرف أي متابعة للوضع الاجتماعي للمريض، وتعيش حالة من الاكتظاظ، فضلًا عن أنها لا تتوفر على الأدوية المطلوبة ولا تقدم وجبات كافية للمرضى.