الرئسيةثقافة وفنونشواهد على التاريخ

رحيل الشاعر الذي أمضى 5 عقود طريدا بين المنافي..رحيل صاحب “القصيدة المهربة” مظفر النواب

شكلت القضية الفلسطينية، هما وحضورا قويا في جل كتاباته الشعرية، إذ كتب عنها عشرات القصائد منها قصيدة "القدس عروس عروبتكم" التي هاجم فيها القادة العرب بقسوة وبسببها منعته معظم الدول العربية من دخول أراضيها

أعلنت وزارة الثقافة العراقية، اليوم الجمعة، وفاة الشاعر مظفر النواب عن عمر ناهز 88 عاما، وقال مدير عام دائرة الشؤون الثقافية عارف الساعدي لوكالة الأنباء العراقية “النواب توفى في مستشفى الشارقة التعليمي بالإمارات”.

ولد مظفر النواب في (يناير) 1934 في العاصمة بغداد، ودرس في كلية الآداب التي تخرج فيها عام 1956 قبل أن يتم تعيينه مفتشاً فنياً في وزارة التربية.

تعود الشرارة الأولى لموهبة النّواب بإكمال بيت شعري أعطاه شطره الأوّل أحد أساتذته في المرحلة الابتدائية، معتمدا على ما كان يحفظه من اختيارات جدّه في منزلهم من قصائد ومختارات أدبية، أهّلته رويدا رويدا لبناء عوامل بنائه الشعري، إلى أن بات ناظما للقصائد في المرحلة الثانوية، وناشرا لها بالدوريات والمجلات الجدارية المدرسيّة، وفق تقرير للجزيرة.

انتمى في بداية شبابه للحزب الشيوعي العراقي وناضل في صفوفه إلى أن دخل السجن في نهاية عام 1963 حيث كتب قصيدته الشهيرة “البراءة” التي تعد واحدة من أهم ما كتب.

شكلت القضية الفلسطينية، هما وحضورا قويا في جل كتاباته الشعرية، إذ كتب عنها عشرات القصائد منها قصيدة “القدس عروس عروبتكم” التي هاجم فيها القادة العرب بقسوة وبسببها منعته معظم الدول العربية من دخول أراضيها فكان يلقب “شاعر القصيدة المهربة”.

كان مظفر النواب يخصص لكل قمم جامعة الدول العربية قصيدة يهاجم فيها المواقف السياسية لقادة المنطقة ومن هذه القصائد “دوامة النورس الحزين” و”القمة الثانية” و”تكاثرت القمم”.

أمضى النواب، فترة فى سجن “نقرة السلمان” الشهير بمحافظة المثنى جنوب البلاد، ثم نقل إلى سجن الحلة الواقع جنوب بغداد، وهناك تمكن من الهرب والاختفاء جنوبي العراق حيث عمل بشركة هولندية، عام 1969 صدر عفو عن المعارضين فرجع إلى الوظيفة في مجال التعليم مرة ثانية بعد أن كان قد فُصل منها.

اعتبر بيان صدر عن وزارة الثقافة العراقية أن “رحيله يمثل خسارة كبيرة للأدب العراقي لما كان يمثله كنموذج للشاعر الملتزم، كما أن قصائده رفدت المشهد الشعري العراقي بنتاجٍ زاخر تميز بالفرادة والعذوبة”.

وأضاف أن “وزارة الثقافة وهي تنعى النواب فإنها تؤكد أن منجزه سيظل ماثلاً في ذاكرة الأجيال، كما تؤكد عزمها على إعادة طباعة كتبه ودواوينه لتشكل منهلاً للقراء والمهتمين”.

يشار، أن قصائد النواب السياسية الهجائية فرضت عليه أن يكون “شاعر الغربة والضياع” فعاش نحو 5 عقود طريدا بين المنافي العربية والأجنبية، متوزعا في أسفاره بين دمشق وبيروت والقاهرة وطرابلس والجزائر والخرطوم، وسلطنة عُمان، وإريتريا وإيران وكذلك فيتنام وتايلند واليونان، وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، فضلا عن فنزويلا والبرازيل وتشيلي.

‎نعاه عارف الساعدي ، مدير دار الشؤون الثقافية العراقية، قائلا: مظفر النواب الشاعر الذي يسكن في داخله شاعران، الأول للجمال والحب وهو الشاعر الشعبي الذي أثّث جيل السبعينات الغنائي، حلقت قصائده الشعبية في حناجر المطربين العراقيين، فكانت جزءاً من ثقافة العراقيين وأحلامهم وتطلعهم لبناء حياة تليق بهم. كان هذا الكلام نهاية الستينات حتى أواخر السبعينات حين حلّت نصوص النواب الشعبية في بيوت كل العراقيين.

وأضاف، ولعلّ رحيله اليوم يفتح نافذة للمراجعة النقدية لهذه التجربة التي تحتاج أكثر من وقفة وأكثر من مراجعة وقراءة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى