الرئسيةمجتمع

الدورة الثالثة لمعرض “سافيمير”.. إبراز الأهمية التاريخية والاقتصادية لميناء آسفي ودوره في نشر قيم السلام والتسامح

شكل موضوع الأهمية التاريخية والاقتصادية لميناء آسفي، ودوره الرئيسي كفضاء للتبادل والتقاسم، في تنمية المدينة عبر قرون طويلة، محور النقاشات خلال مؤتمر دولي، نظم، أمس السبت، بحاضرة المحيط، في إطار الدورة الثالثة لمعرض “سافيمير”.

كما تم التركيز، خلال هذا اللقاء، الذي تميز بحضور تلة من المهنيين والأكاديميين والجامعيين وخبراء من المغرب وإسبانيا، ضيفة شرف هذه الدورة، على خصوصية هذا الميناء كفضاء اجتماعي وإنساني، ساهم بشكل كبير في النهوض يقيم السلام والتسامح والحوار بين الثقافات والحضارات.

وشكل هذا المؤتمر، الذي نظم تحت شعار “المدينة المينائية، ثقافة السلام والحوار”، فرصة للمشاركين لمتابعة سلسلة من العروض العلمية والأكاديمية، معززة بتقديم وثائق تاريخية تشهد على عراقة هذا الميناء وأهميته خلال حقبة معينة، في النهوض بالتجارة الدولية، و الدور الذي يلعبه في مجال الصيد، ولا سيما صيد الأسماك السطحية، بما فيها سمك السردين، مساهما، بذلك، في تطوير صناعة حقيقية لتصبير السمك.

وقال رئيس اللجنة المنظمة ل”سافيمير”، حسن السعدوني، في كلمة بالمناسبة، إن الاحتفال بالبحر، وهو موضوع معرض “سافيمير”، ما هو إلا احتفاء، كما ينبغي، بقيم السلام والتسامح والانصاف والحوار والتقاسم .

وأضاف أن “البحر فضاء مشترك للبشرية جمعاء. ويشكل نقطة التقاء ثقافات وحضارات”، معبرا عن تأييده لتوحيد كل الطاقات الإيجابية لمباشرة تفكير جماعي حول هذا الفضاء الاستراتيجي.

من جهته، قال جان أتياس، وهو كاتب افتتاحية ورئيس المركز الإقليمي للفنون والثقافة اليهودية لفال دو مارن (فرنسا)، إن “قوتنا تكمن، بغض النظر عن دياناتنا، في مغربيتنا وتشبثنا الراسخ بمملكتنا، وبصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.

وتوقف عند تاريخ مدينة آسفي ومينائها، الذي لا يمكن “فصله” عن حياة المغاربة من الديانة اليهودية، وعن اندماجهم الاجتماعي بهذه المدينة وفي مجتمعها.

وخلص إلى القول إن التعايش الأخوي، الذي لطالما ميز العلاقات بين اليهود والمسلمين، ساهم بشكل كبير في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لحاضرة المحيط، بمساهمة شخصيات يهودية منذ حقبة الاستعمار البرتغالي، انطلاقا من ميناء آسفي، الذي كان يعد، في الماضي، بوابة دخول استراتيجية إلى المملكة.

من جانبه، شدد مانويل فيليبي غارونا توريسانو ، وهو رئيس مكتب محاماة دولي متخصص في التنقل والهجرة، على دور التنقل في التقريب بين الثقافات وتكريس قيم السلام والتسامح.

وأشاد، في هذا السياق، بالعلاقات الممتازة بين إسبانيا والمغرب، قائلا إن “إسبانيا والمغرب تجمعهما علاقات ثقافية ودبلوماسية ممتازة ومصالح اقتصادية مشتركة ينبغي تنميتها وتحصينها”.

وأشار إلى أن بلاده تستعد لإجراء تغييرات إيجابية على مستوى القوانين المنظمة للهجرة والتي ستمنح المزيد من التسهيلات، من شأنها أن تخول لرجال الأعمال إقامة مشاريعهم في إسبانيا.

إثر ذلك، تابع الحضور عرضا ألقاه محمد كلاد، وهو أستاذ بالكلية متعددة التخصصات بآسفي حول”حريق الفرقاطة الدنماركية فالستر في ميناء آسفي سنة 1753، وتأثيره على العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والدنمارك.

بدورهما، تطرق كل من سيباستيان مارتين، ودافيد كماتشو، عن تجمع مهنيي الصيد في إسبانيا، إلى تجربة إسبانيا من أجل التنمية المستدامة والمندمجة لقطاع الصيد في محيطه الشامل، مع وضعه، في نهاية المطاف، في خدمة النهوض بالنشاط السياحي.

وجددا، في هذا السياق، انخراطهما بتمكين مدينة آسفي من الاستفادة من تجربتهما وخبرتهما المؤكدة، معبرين عن سعادتهما بالتواجد في حاضرة المحيط التي تزخر بمؤهلات كبيرة ومتنوعة ينبغي الحفاظ عليها وتثمينها من أجل أجيال الحاضر والمستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى