اقتصادالرئسية

أزمات الديون أسعار الطاقة التنافس الصيني الأمريكي.. أبرز الملفات المطروحة على طاولة اجتماع قادة الدول 20

الملفات الاقتصادية التي ستفرض نفسها على قادة دول العشرين تتمثل بشكل أساسي في أزمة الديون والتضخم العالمي وأزمة الطاقة العالمية وتباطؤ الاقتصاد العالمي، وسط تقديرات بأن الاقتصاد العالمي على وشك الدخول في مرحلة ركود خلال وقت لاحق من 2023.

وستلقي هذه الملفات، أزمات الديون  والتضخم وأسعار الطاقة،فضلا عن تاثير  التنافس بين أمريكا والصين على هذه الملفات الاقتصادية الصعبة، بأعباء وجهود إضافية على مستوى القادة واللجان الفنية من أجل تشخيصها وإيجاد حلول لإدارتها في الفترة المقبلة، ما يشير بوضوح إلى أن الظروف السيئة التي يمر بها العالم هذا العام قد تكون مجرد البداية لقادم أسوأ.

فحول العالم، تنجرف بلاد كثيرة نحو أزمة ديون متفاقمة، إذ أدى التباطؤ الاقتصادي وارتفاع التضخم إلى زيادة الطلب على الإنفاق، ما يجعل من الصعب على العديد من الحكومات سداد الأموال التي تدين بها، بحسب تحليل لوكالة الأناضول.

في الأوقات العادية، يمكن لهذه البلدان ببساطة أن تأخذ على عاتقها ديوناً جديدة لتحل محل الديون القديمة؛ لكن الظروف الدولية جعلت القيام بذلك أكثر صعوبة، وسط زيادات حادة في أسعار الفائدة العالمية.

نتيجة لذلك، لن يتمكن بعض أولئك الذين يقتربون من مواعيد السداد النهائية ببساطة من الوفاء بها؛ لقد فوّتت سريلانكا وزامبيا مدفوعات بالفعل، ما أوقع كلا البلدين في حالة من الانهيار الاقتصادي.

أحد الأسباب الرئيسية لهذا السيناريو المقلق هو أن البلدان في جميع أنحاء العالم مضطرة أساساً إلى اقتراض الأموال بالدولار الأمريكي أو اليورو، والاحتفاظ باحتياطيات العملات الأجنبية لسداد الديون في المستقبل. لكن هذه الاحتياطيات تواجه مطالب حيوية أخرى، فهناك حاجة إلى شراء النفط والواردات الأخرى، وكذلك الحفاظ على القيمة الموثوقة لعملتهم المحلية.

أزمة الطاقة.. كارثة أخرى مرشحة للتفاقم

كشف تقرير الأسبوع الماضي لوكالة الطاقة الدولية أن آفاق الطاقة العالمية 2022 تظهر أن أزمة الطاقة يمكن أن تكون نقطة تحول تاريخية نحو مستقبل أنظف وأكثر أماناً، لكنه مكلف ويحتاج وقتاً.

وتسببت أزمة الطاقة العالمية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية في حدوث تغييرات عميقة وطويلة الأمد، لديها القدرة على تسريع الانتقال إلى نظام طاقة أكثر استدامة وأماناً.

أزمة الطاقة اليوم تتسبب في صدمة ذات اتساع وتعقيد غير مسبوقين؛ إذ تم الشعور بأكبر الهزات في أسواق الغاز الطبيعي والفحم والكهرباء، مع اضطراب كبير في أسواق النفط أيضاً. وبسبب أزمة النفط، استلزم إطلاق مخزون نفط لا مثيل له من قبل الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية لتجنب المزيد من الاضطرابات الشديدة.

الحرب الباردة الجديدة بين الصين وأمريكا

في ظل هذه الأجواء الاقتصادية الملبدة بغيوم كثيفة، يحتاج العالم بلا شك إلى تعاون مكثف للبحث عن حلول سريعة وجذرية لتفادي كارثة الركود التضخمي على المدى القصير، ووضع الأسس لاستعادة التعافي الاقتصادي تدريجياً على المدى البعيد.

لكن المؤشرات الجيوسياسية التي تغلف المسرح العالمي الآن ترسم صورة مغايرة تماماً لهذه الأجواء المطلوبة للمرور من عنق الزجاجة. فالتنافس بين أكبر اقتصادين في العالم، أي الصين وأمريكا، قد تخطى مرحلة التعايش السلمي ودخل مرحلة الحرب الباردة شكلاً ومضموناً، ولم يعد هذا الأمر سراً أو مجرد توقعات أو تحليلات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى