اقتصادالرئسية

مقرات اجتماعية “صورية” لشركات كبرى بالصحراء المغربية من أجل التهرب الضريبي

قالت نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية، إن المديرية العامة للضرائب لاحظت أن هناك بعض الشركات تتخذ إحدى مدن المنطقة الجنوبية (الصحراء المغربية) عنوانا لمقرها الاجتماعي، بينما تمارس نشاطها التجاري أو الصناعي أو الخدماتي خارج الأقاليم الجنوبية.

وأوضحت فتاح العلوي، في رد عن سؤال كتابي رقم 657، المتعلق بأثر الإعفاءات الضريبية الممنوحة للشركات المسجلة بالأقاليم الجنوبية على تنمية المنطقة، أن هذه الوضعية دفعت المديرية العامة للضرائب إلى تشديد الرقابة على هذه الفئة من الملزمين الذين يتهربون من أداء الضرائب وبالتالي تقنين حصولهم على الشهادة الجبائية التي تخول لهم المشاركة في الصفقات العمومية.

وأضافت فتاح العلوي، في الرد على السؤال الكتابي للمستشارين البرلمانيين خالد السطي ولبني علوي، عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أن هذه الإجراءات تعززت بإصدار مذكرة تنظيمية، صادرة بتاريخ 28 يوليوز2017، ترسخ مبدأ المساواة مع باقي الشركات الوطنية في الوثائق اللازمة للمشاركة في الصفقات العمومية، للحد من أية محاولات لاستدامة الامتيازات الممنوحة.

وأوضحت المسؤولة الحكومية أن هذه الإجراءات الجديدة تشمل شهادات رقم المعاملات المصرح به والمصادقة على الحصيلة والوضعية الجبائية القانونية، مشيرة إلى أن المذكرة التنظيمية الجديدة أكدت أنه “من أجل تسهيل وتوحيد مساطر تسليم الشهادات للشركات الموطنة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، فإن الحصول عليها يتم بناء على قاعدة طلب مقدم من لدن المعنيين بالأمر”، مبرزة أن “التحفيزات الضريبية المتعلقة بالضريبة على القيمة المضافة أصبحت تمنح في إطار القانون العام”.

إضافة إلى ذلك، تضيف الوزيرة، وفي إطار رقمنة مساطر الحصول على الشهادات الجبائية الضرورية للمقاولات للمشاركة في الصفقات العمومية ومن أجل نيل هذه الشهادات، أصبح من الضروري على المقاولات المعنية الإدلاء بإقراراتها؛ فلا يمكنها إتمام تلك المساطر والحصول على الشواهد وغيرها من الوثائق متى كانت وضعيتها الجبائية غير سليمة، تؤكد وزيرة الاقتصاد والمالية.

وتابعت فتاح العلوي، في السياق نفسه، وأنه في إطار توسيع الوعاء الجبائي وكذا المساهمة في تحقيق المنافسة الشريفة بين الفاعلين المعنيين وأيضا تكريس مبداً العدالة الجبائية، كشفت وزيرة الاقتصاد والمالية أن المديرية الجهوية للضرائب قامت، منذ سنة 2018، بتسوية ملفات تمت بشكل حبي للمقاولات الكبرى الموطنة بالأقاليم الجنوبية والتي تمارس نشاطاتها أيضا خارج المجال الترابي لهذه المنطقة.

وشملت التسوية، تضيف الوزيرة، رقم الأعمال المحصل عليه من خارج هذه الأقاليم، وذلك بالاعتماد على المعطيات والمعلومات المتأتية من مبالغ الصفقات العمومية، ومن بيانات خصوم الضريبة على القيمة المضافة، وأيضا من خلال استغلال المعلومات التي وفرها المكتب الوطني للصيد.

وأضافت فتاح العلوي أن مصالح المديرية العامة للضرائب، فيما يخص عمليات المراقبة الجبائية، تقوم بها عن طريق التدقيق في الوثائق أو عبر التحقيق الميداني، والتي تكلل غالبا بإبرام اتفاقيات ودية بين الإدارة الجبائية والملزمين وباستخلاص الواجبات الضريبية المترتبة عنها.

وفي الأخير، خلصت نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية، إلى أن المديرية العامة للضرائب تمكنت من تسوية الوضعية الجبائية لبعض المقاولات التي تحاول التهرب من أداء الضرائب عبر اتخاذ مقرات صورية لها بمختلف مدن الأقاليم الجنوبية؛ بينما تمارس نشاطاتها حقيقة جزئيا أو كليا خارج المجال الترابي لهذه المنطقة، التي يقى عددها جد محدود، حسب الوزية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى