الرئسيةثقافة وفنونرأي/ كرونيك

رحيل الفنان أحمد جواد…. معركة الواحد الوحيد

فجري
بقلم فجري الهاشمي

حين قرر المرحوم الفنان المسرحي احمد جواد ان ينهي مشواره في هذه الحياة بتلك الطريقة الماساوية فقد ذهب الرجل لوحده ليخوض معركة الواحد.

لماذا لم يشرك احمد جواد في معركته زملاءه في الميدان وجمعياته المتعددة؟

فالتوصل الى حل بمعركة يشارك فيها الكثرة انجع من خوضها واحدا ووحيدا.

هل ما اقدم عليه المرحوم احمد جواد يعكس وضعا اصبحنا نعيشه في المغرب والمتمثل في تراجع النضال الجماعي وفقدان الثقة فيه بعد ان تسربت الى ثقافتنا قيم جديدة تسيطر عليها الفردانية وتعني البحث عن اقرب السبل لحل مشكلي فقد يكون بالنسبة للجهة التي تهمني ان تتعامل معي كفرد فذلك اقل ضررا من مشاكل المجموع.

لقد اصبح الاعتقاد السائد(بعد ان خبا التوهج النضالى وماتت طاقاته بل وذابت في مسارب المصالح الذاتية والفئوية)، بان النضال الجماعي قد يساهم في تعطيل الحلول فحين يكون العدد كبيرا فان الدولة عاجزة عن الحل ولذلك يتم تشجيع الحلول الفردية على حساب الحلول الجماعية.

هل بادر المرحوم الى خلق تضامن معه في معركته من طرف زملاءه في محيطه؟

ام انه اقتنع بانه لم تعد فائدة من ذلك ولذلك قرر ان يخوض المعركة لوحده وكانه يسمعهم يقولون له(اذهب انت وربك فقاتلا انا هنا لقاعدون).

هل بهذه الماساة المؤلمة التي اقدم عليها (والتي تتطلب شجاعة عاليةجدا) اراد ان يلقن زملائه درسا لعلهم يستفيقون؟

ام يمكن ان يكون قد يئس منهم ومن تهافتهم وانتهازيتهم ولكنه اراد ان يوقض ضميرهم؟

سنرى ماذا سيحدث رغم ان (العربون باين) حين رفض مرشحان (لجائزة الكتاب التي تمنحها وزارة الثقافة) اقتسام الجائزة مناصفة كما قررت اللجنة .

وذلك يعرفنا بالوضع الذي وصلنا اليه مع تعميم ثقافة واقتصاد الريع ويوضح لنا لماذا وضع احمد جواد حدا لحياتة لقد اصبح الجو خانقا.وبدون ان اعطي امثلة اخرى مؤلمة اقول:

لقد مات الرجل من اجل العيش الكريم فلتلفه الرعاية الالاهية برحمتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى