الرئسيةرأي/ كرونيكرياضة

هل ينتصر إبداع إلتراس الرجاء والوداد على “عويل” المنخرطين

عبد اللطيف فدواش

لا تيقضوها من مخدعها، فتصحى لتأكل أخضركم وأحمركم، ولا ترحم صغيركم ولا كبيركم، فتبتلع البلاد والعباد.

نعم إنها الفتنة، نائمة لعن الله من أيقضها، ولعن الله من روج لها، ووقف خلفها.

إن خرجات “منخرطي” الوداد والرجاء ببلاغات، قبل يومين من موعد ديربي البيضاء، وبمضامين الاستفزاز، والحقد، ونشر السموم، هي الفتنة بعينها.

مباراة الوداد والرجاء، ستلعب في مستطيل مركب محمد الخامس، بين لاعبي الفريقين، وستنتهي بنتيجة ما، انتصار أحد الفريقين، الرجاء المضيف أو الوداد الضيف وفي أحسن الحالات بالتعادل، كباقي مباريات الفريقين مع باقي الفرق، والتي تكون أكثر قوة أحيانا، كالمواجهات مع الجيش الملكي أو أولمبيك آسفي.

لكن المتأمل يلاحظ أن بعض المسيرين، خاصة عزيز البدراوي، ومنخرطي الناديين يريدون صب الزيت على النار، وإيقاض الفتنة.

وهنا التساؤل سيطرح نفسه لماذا، وفي هذا الظرف بالذات، ظل ارتفاع الأسعار وغلاء المواد الأساسية، قبل ومع شهر الصيام، قرر البدراوي رفع ثمن ولوج الملعب لمتابعة ديربي الرجاء الوداد.

تساؤل يطرح نفسه، لأن البعض اعتبره استفزازا لجمهور الوداد، لأن رفع السعر بالنسبة لجمهور الرجاء يدخل في باب مساندة فريقهم، الذي يعاني من ضائقة مالية.. لكن لماذا يفرض على جمهور الوداد؟

لكن مع ذلك، فإن الأمر يتعلق بمباراة في كرة القدم، ومن يحب فريقه، سيدفع الثمن، من أجل المساندة والتشجيع، والتنافس الإيجابي بتيفوات تبهر العالم، وتذكرهم بالجمهور المغربي في مونديال قطر، وفي مباريات محلية وقارية، للأندية المغربية التي أبدعت جماهيرها في التميز، واستحقت الثناء والتشجيع.

لكن، للأسف خرجات منخرطي نادي الوداد ونادي الرجاء، ببلاغات، وتفنن بعض الصحافيين، للأسف، الموالين لهذا الفريق أو ذاك، في عناوين ذات مضامين أقرب إلى اللغة الحربية منها إلى اللغة الرياضية، قبل المباراة سيساهم لا محالة في تأجيج الجماهير، جماهير أرهقتها البطالة وغلاء الأسعار، ما يجعلنا نتساءل ماذا يريد منخرطو الفريقين.

كان بالأحرى على منخرطي الوداد أن يتجاهلوا الرفع من أثمنة تذاكر ديربي البيضاء، واستمرار إغلاق المنطقة 6 بمدرجات محمد الخامس من طرف الشركة المكلفة بصيانة الملعب، ويطالبون جماهير الفريق الأحمر بالتحلي بالروح الرياضية، ومساندة الفريق الأخضر، الذي يعاني الضائقة المالية، لأن وجود الوداد مقرون بوجود الرجاء، وقوة الوداد في قوة الرجاء، وهما، معا، قاطرة كرة القدم المغربية، وخير ممثل لها، إضافة إلى نهضة بركان، والجيش الملكي، والفتح، وسابقا جمعية الحليب والكوكب المراكشي، في المنافسات القارية والجهوية.

أما الحديث عن “الزون” 6 فلا يمكن لعاقل أن يطرح موضوعه، لأن إغلاقه جاء حماية لأرواح الجماهير، ومن الجماهير نفسها، بعد نشر فيديو يوضح خطورة الأمر، فيما أن الدعوة إلى إغلاق “الزون” 7، مجرد مزايدة، لأن لا علاقة للرجاء بقرار الإغلاق.

وكان على منخرطي الوداد، ومن منطلق حرصهم الشديد على “ترسيخ القيم الرياضية السامية، والحفاظ على المكتسبات الكبيرة التي حققتها بلادنا خلال السنوات الأخيرة بتنظيمها لأحداث رياضية فاق إشعاعها كل ما كان متوقعا له، ليبلغ صيتها أعلى مراكز القرار السياسي والرياضي في العالم”، أن يساهموا بدورهم في تكريس هذه المكتسبات وهذا الإشعاع ببيان عاقل، ودون صب الزيت في النار، وإثارة قضايا مكان نقاشها على مستوى الأجهزة المسؤولة على الرياضة وكرة القدم، بدل الهمز واللمز والغمز، عبر الإشارة إلى محاباة المسؤولين عن الكرة للرجاء، في إشارة منهم إلى تغيير قرار لجنة الانضباط والذي يهم معاقبة الرجاء بخوض لقاء الديربي من دون جمهور.

فبغض النظر عن قرار اللجنة التأديبية التابعة للعصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، والذي جاء مخالفا لقرار اللجنة التأديبية التابعة للجامعة، وهو القرار الذي جاء بعد حلها، فإن لا طعم لديربي البيضاء دون جمهور، يتحف ويبدع.

كما أن رجاحة العقل تفرض تجاوز بعض الكلمات التي تؤجج الخلافات مثل “محاولة فاشلة”، و”مسيرين فاشلين”، لأن ذلك، وفي ظرف مثل هذا يساهم في تأجيج الصراع وقد يؤثر على الجماهير، في مباراة من هذا الحجم، وهنا سأستعير جملة من بيانك “الناري” على حد تعبير الصحافة “الحربية” للأسف أنها “جاءت كأفعال محفزة تقوم مقام الوقود المصبوب على نار متقدة، لا ندري لأي مدى قد يُصيب لهيبها إن استعرت و طارت شراراتها”، أليس هذا من بلاغكم؟؟.

وبخصوص “استغلال حب جماهير الوداد لفريقها من أجل توفير السيولة الكافية لدفع الأجور والفواتير وعودة المياه و”الكهرباء” لمجاريها، أتساءل هنا ما العيب في ذلك، اليوم للرجاء وغدا للوداد، وما أحوجنا لفرق قوية وطنيا وقاريا، تسعد المغاربة، وتسير على خطى المنتخب الوطني، وتكرس إنجازاته التاريخية.

هذا عن منخرطي الوداد، أما بلاغ منخرطي الرجاء، فحدث ولا حرج، فلا يختلف لغة عن بيان منخرطي الوداد، بل إنهم يحملونهم كل مصائب كرة القدم الوطنية، بما في ذلك ما اعتبروه “هزالة منحة النقل التلفزي”.

بل وفي مفارقة عجيبة يقول البلاغ إن التاريخ يسجل استفادة الوداد من ازدواجية المهام وتضارب المصالح، في إشارة إلى تحمل رئيس الفريق الأحمر لرئاسة العصبة الوطنية، متناسين أن الرجاء تحملت هذه المهمة ولسنوات، وأحيانا، كان مسؤولوها يبسطون سيطرتهم على جميع الأجهزة المسؤولة على كرة القدم الوطنية، وهذا ليس عيبا، ولكن إثارته، اليوم، يدخل في باب ما ورد في بيانكم “أضحت جدران مواقع التواصل الاجتماعي كل مرة تتقاطر بدموع البكاء والعويل من فرط الإسهال الذي يصيب البعض في التسابق على التشاكي والتباكي من خلال بلاغات استباقية”.

في الأخير، نتمنى أن ينتصر إبداع التراس الوينرز والغرين بويز والإيغلز، في ديربي البيضاء، على عويل “المنخرطين”، ويتنافس الجمهور الأخضر والأحمر في إبداع مظاهر الفرجة ليتناقلها عشاق كرة القدم عالميا، ويخرج الجميع يدا في يد، مهما كانت النتيجة، إبداع ينسينا حرةب السيوف التي أصبحت تشهدها أحياء البيضاء بين محبي الفريقين، وأحينا بين محبي الفريق الواحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى