مجتمع

قصة خبرية: مي حليمة “المعيشة قاصحة”

على غير عادتها .تخطو بتثاقل قفة بين خطواتها لتتنفس بصعوبة ..وجه قمحي بتجاعيد كثيرةووشم رقيق ..تدرك ان الزين الى مشى يبقاو حروفه ..تتأبط قفة بلاستيكي بالية فقدت لونها ووهي ترتعش تحكم قبصتها على بزطام جلدي أسود به بضع دريهمات بالكاد جنتها من تقاعد غير مريح.

واصلت الخطى وهي تسترج شريط ذكريات زمن ولى زمن كان الزوج يعفيها من كل هذا الثعب أو الرحلة التي تستغرق وقت طويلا من علاماتها البارزة العياء ..الصمت النظرات الحزينة ..لابد ان تاخد ركنا من زاوية الزقاق محطة استراحة قبل بلوغ السوق العشوائي، الذي أخد من وسط العمارات مقرا له رغم ما يحدثه من فوضى وصراخ ومخلفات وبقايا المعروضات من فواكه وخضر وفواكخ ولحوم بيضاء وحمراء وسمك السردين الشعبي المجبر على غالبية الأسر شراءه بأثمنة غير معقولة لتسمع لازمة “جوج بحورا والسردين غالي ام الحوت الابيض لا حق لنا فيه ” .

واصلت مي حليمة الخطو وسط لبابها البني وشعيرات صارت حمراء اللون بعد زمن من غبش مشيب تطل بوقار..بلغت السوق وجالت بين دروبه اامتشابكة جولة فيها العناق واللقاء والحسرة عما تبخر من شحمة اجمال بيضاء …تعود من حليمة وهي تمني النفس بوجبة غذاء تضمن شحن الجسم النحيف بطاقة تكفي لتساعدها على المشي والكلام والاحلام والانتظار …

تخرج مي حليمة السوق لا شيء يشغل بالها سوى ان الغلاء في العديد من المواد الاساسية أصبح يؤرق الاسر المعوظة فتقول في نفسها “المعيشة قاصحة ” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى