اقتصادالرئسية

شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد مع الصين..الجزولي:50 اتفاقا للتبادل الحر ستحول المغرب لمنصة نحو أسواق واعدة

جرى مساء أمس الثلاثاء بشنغهاي تقديم مختلف الامتيازات التي يتيحها المغرب للمستثمرين الأجانب، والمؤهلات التي تجعل من المملكة وجهة متميزة كحاضنة صناعية ومالية، لمجتمع الاعمال الصيني، ممثلا بأكبر شركات البلد.

وبهذه المناسبة أشار الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية محسن الجزولي، في كلمة خلال ندوة “موروكو ناو” تحت شعار “الصين-المغرب: ربط اقتصاداتنا من خلال التجارة والاستثمار” إلى العلاقات الممتازة بين المغرب والصين، والتي تعتبر امتيازا يشكل الأساس للارتقاء بالتعاون الثنائي لمستويات أعلى.

وقال إن “الصين والمغرب يتقاسمان تاريخا عريقا، مدعوما بقيادة الملك محمد السادس، وفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ”، مذكرا بالشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد، التي تم توقيعها بمناسبة زيارة الملك للصين سنة 2016، والتي عززت العلاقات الدبلوماسية الممتازة بين البلدين نحو آفاق جديدة.

وسجل الجزولي أن هذه المبادرة كان لها أثر في تمهيد الطريق لمزيد من الاستثمارات الصينية بالمغرب، مشيرا في هذا السياق لمدينة محمد السادس طنجة تيك التي تضم أكبر منطقة صناعية بالمغرب وافريقيا.

وأوضح أن المشروع حاليا يمثل “نجاحا كبيرا”، ذلك أن العديد من الشركات الصناعية الصينية بصدد الاسنقرار بالمدينة، مؤكدا أن المغرب يقدم آفاق واعدة للشركات الصينية.

ولفت في هذا السياق إلى مكانة المغرب كشريك تنافسي موثوق، يتوفر على العديد من المؤهلات، من بينها الطاقة الخضراء الأقل تكلفة في العالم، والموارد البشرية ذات الكفاءة العالية، والموارد الطبيعية الغنية.

وأكد الجزولي أن الشبكة الكبيرة المكونة من أكثر من 50 اتفاق للتبادل الحر، وقعها المغرب مع أهم الشركاء الاقتصاديين، ستلعب دور منصة نحو أسواق تضم حوالي 2 مليار مستهلك، مبرزا الموقع الاستراتيجي للمملكة بالقرب من أوروبا كبوابة مميزة للقارة الإفريقية.

وأضاف الوزير أنه تم مؤخرا إغناء هذه المؤهلات بإطار قانوني، من خلال اعتماد تدابير جديدة لتحفيز المستثمرين، مشيرا إلى وجود فرص استثمارية كبيرة بين المغرب والصين في صناعة السيارات، لا سيما في مجال سيارات الطاقة الجديدة.

من جهته، سلط علي صديقي، المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات الضوء على الامتيازات التي يقدمها المغرب من حيث الاستقرار والتنافسية والآفاق بالنسبة للشركات.

وقال إن المغرب بلد مستقر يتوفر على رؤيتة الخاصة للتنمية، مؤكدا على قوة أسس الاقتصاد الكلي بالمغرب، والذي تضاعف ناتجه المحلي الإجمالي ثلاث مرات خلال العشرين سنة الأخيرة.

ولفت إلى أنه من أجل تعزيز أساس اقلاعه الاقتصادي، عمل المغرب على تعزيز بنيته التحتية، والارتقاء لطليعة المشهد الإفريقي من حيث حداثة وفعالية هذه البنية التحتية، مشيرا في هذا الصدد لميناء طنجة المتوسطي كأكبر ميناء للحاويات بإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.

وأضاف المسؤول أن المغرب نجح أيضا في إرساء منظومة عالية الجودة لصناعة السيارات، والذي يبلغ رقم أعمالها على مستوى الصادرات حاليا أكثر من 10 مليار دولار، مسلطا الضوء على قطاعات أخرى من بينها النسيج وصناعة الطيران.

وكان المشاركون في هذه الندوة أيضا على موعد مع عرض حول القطب المالي لمدينة الدار البيضاء، الذي يعتبر حاليا أكبر حاضنة مالية واعدة بإفريقيا.

وشددت هذه الندوة المنظمة بشنغهاي، أكبر حاضنة مالية بالصين، على أن المغرب يتقدم بثقة في طريق تعزيز مكانته كحاضنة صناعية ومالية يتعين على الشركات الصينية أن تتجه نحوه لتعزيز آفاقها في الأسواق الكبيرة.

ورحب عدد من ممثلي الشركات الصينية الحاضرة في هذه الندوة بتنظيم هذا اللقاء، مؤكدين أنه يتعين على البلدين إعطاء الدفعة اللازمة للشراكة الاستراتيجية التي تم توقيعها سنة 2016.

وبعد شنغهاي، سينتقل الجزولي لبكين لعقد عدة لقاءات عمل مع صناع القرار الرئيسيين في الاقتصاد الصيني. كما سيعقد اجتماعات ثنائية رفيعة المستوى مع مسؤولين رسميين بالبلد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى