المعتقل المجاوي وضعوني بين خيارين نغرق الزفزافي أو يغتصبوا بناتي وزوجتي
المجاوي: “هددوني باغتصاب زوجتي وابنتاي وارغموني على الهتاف: عاش الملك”
قال المعتقل محمد المجاوي أثناء مثوله أمام المحكمة بداية الأسبوع، أن أعضاء الفرقة الوطنية بالدار البيضاء وضعوه بين خيارين لاثالث لهما أن يشتغل معهم بهدف الكيل للزفزافي عبر إلصاق تهم لهذا الأخير، أو أنهم سيقومون باغتصاب ابنتيه ومن بعدهما زوجته، محمد المجاوري لم يتمالك نفسه وهو يسرد ماتعرض له، من تعذيب نفسي فأجهش بالبكاء الحارق.
وأكد المجاوي أنه عندما تم نقله من كوميسارية الحسيمة وهو لا يدري وجهته بعد، قال له الضابط الذي اركبه السيارة التي ستقله: “ودع بناتك اولد القحبة”، ليوحي إليه أنه سيتم اقتياده الى مكان مجهول، أو ربما الى تصفيته بحيث لن يستطيع أن يرى ابنتيه مجددا.
كما سرد المجاوي حكاية التعذيب النفسي الذي مورس عليه في كوميسارية الحسيمة، اذ أمره أحد ضباط الشرطة بقول عاش الملك ليتجنب التعذيب، فردّد المجاوي “عاش الملك”، غير أن ذاك الضابط عاد إليه، يأمره من جديد لكي يهتف “عاش الملك”، قائلا له: ” اولد القحبة ما كتقولهاش من قلبك”، وتساءل المجاوي: كيف لهؤلاء يحاكموننا حتى على ما تضمره دواخلنا، وليس ما نقوله بلساننا فقط، وأي قانون يجيز لهم ممارسة كل هذا التعذيب علينا.
في نفس السياق تساءل المجاوي أمام المحكمة عن سر وجود شخص ينتمي الى اسرة التعليم اسمه عبد الصمد الزياني والملقب ب “عوصعوص”، داخل الطائرة التي أقلته من الحسيمة الى الدار البيضاء، وأوضح المجاوي أن هذا الشخص، وجدناه في الطائرة عندما تم اركابنا، وكان يلتقط لنا الصور ويطلق ضحكات تشفٍ فينا، وطالب المجاوي بمعرفة من سمح لهذا الشخص القيام بتصويرهم في تلك الحالة، وما علاقته برجال الامن، وهو يعرفه أنه مجرد زميل له في مهنة التعليم. وكان المعتقل أشرف اليخلوفي كان تساءل نفس السؤال في المحكمة عند عرضه يوم أمس، اذ تساءل بدوره عن سر وجود هذا الشخص في الطائرة التي أقلتهم الى الدار البيضاء، ويصورهم ويستفزهم بضحكاته.
كما تحدث المجاوي بمرارة عن الوضع الذي يعيشه المغرب حاليا، وقال، لا يحز في نفسي هذه الردة الحقوقية فقط، بل ما يحزّ في النفس أكثر هذا السكوت المروع عن هذا الوضع الخطير، الذي اصبحت فيه ادنى حقوق الانسان مستباحة.
وأضاف المجاوي أنه كان يشعر بالألم والخوف على مستقبل ابنائه وأبناء وطنه، عندما كان يسأل التلاميذ في القسم عن امنياتهم، فيكون جواب أغلبهم، أن امنيتهم أن يهاجروا الى أوربا، ولا احد يتحدث عن أنه يتمنى أن يصبح طبيبا او مهندسا او مدرسا كما هو شأن التلاميذ الصغار. وأردف المجاوي قائلا: إنه أمر محزن وفضيع أن لا يبق حلم الهجرة حكرا على الشباب فقط، بل أصبح حلما للطفل والرضيع والمسن والشيخ، وهذا ناقوس خطر اذا لم يتم الانتباه اليه، سيفتح المستقبل على المجهول.