الرئسيةثقافة وفنوندابا tv

فيلم محاكمة السبعة من شيكاغو.. صرخة من أجل العدالة والحرية + فيديو وصور

هذه المادة يتم إنجازها بشكل مشترك بين ّدابا بريس” ومجموعة عشاق الفن السابع التي يديرها الكاتب عبد العزيز كوكاس.

حلقة اليوم:

فيلم محاكمة السبعة من شيكاغو.. صرخة من أجل العدالة والحرية

الكوكاس
بقلم الاعلامي والكاتب عبدالعزيز كوكاس

فيلم يتحدث عن مرحلة تاريخية ويجسد قلب الصراع بين قيم الحرية والعدالة والدكتاتورية والكبت، هو أيضا فيلم ممهور برؤية سينمائية باذخة حيث تقول الصورة بوجع ومرح أحلام وانكسارات مرحلة مهمة من التاريخ المعاصر لأمريكا ما بعد موجة الاغتيالات الكبرى، صرع مرير بين ممثلي الدفاع عن القيم الإنسانية الكبرى والقادة السياسيين والعسكريين الذين يستخدمون العدالة والأمن لصالحهم، صراع بين الحرب والسلام، العدالة والعنصرية، الديمقراطية والاستبداد وقليلا من السخف أيضا لدى الطرفين.

 

 

في فيلم “The Trial of the Chicago 7” يحاول المخرج آرون سوركين إعادة تمثيل جزء من الحياة الواقعية في الدراما السياسية الأمريكية وسط قاعة المحكمة، من خلال المحاكمة الفيدرالية لثمانية سياسيين راديكاليين بارزين، التي بدأت في سبتمبر 1969 وامتدت لسنة. كان من بينهم توم هايدن أحد مؤسسي حركة الطلاب من أجل مجتمع ديمقراطي، يبيز آبي هوفمان، جيري روبين سيئ السمعة وبوبي سيل زعيم حزب الفهود السود.

اتهم الثمانية بالتآمر على الدولة والتسبب في أعمال شغب اندلعت في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي عام 1968 في شيكاغو. ويرى سوركين أن المشهد السخيف لمحاكمتهم – بما في ذلك السلوك غير السوي للقاضي الرئيس جوليوس هوفمان (فرانك لانجيلا) جزءا مصغرا من أعمال العنف والبارانويا التي سادت المجتمع الأمريكي في ذلك الوقت. والتي بدأت باغتيالات القس الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور وروبرت كنيدي في ربيع عام 68، وينتقل بشكل متكرر من المحاكمة إلى أعمال الشغب، ولا يغفل عدد القتلى الذي خلفته حرب فيتنام.

يهتم فلم “محاكمة شيكاغو 7” بالسياسة كما تجلت يومها في الشوارع وفي أروقة السلطة. يجلب مشهدا من نقاش المدعين العامين (يلعبهما جي سي ماكنزي وجوزيف جوردون ليفيت) في مكتب جون ميتشل (جون دومان)، المدعي العام الجديد لريتشارد نيكسون، الذي يرى في اتهامات المؤامرة وسيلة للانتقام من كل مناهضي الحرب.

في الصف الآخر يقف المتهمون موحدين في معارضة الحرب، يختلفون في الأسلوب والتكتيكات والاستراتيجية. ديفيد ديلينجر (جون كارول لينش) من دعاة السلام والنضال المدني، في حين يفضل سيل (يحيى عبد المتين الثاني) ورئيس فريق شيكاغو بانثرز فريد هامبتون (كلفن هاريسون جونيور) أساليب أكثر عنفا في المواجهة. غالبا ما يبدو هوفمان، الذي يلعب دور مهرج أشعث على خلاف مع هايدن، فيما يلعب إيدي ريدماين دور الصوت الرصين للعقل في النضال من أجل رفع الظلم والمطالبة بالعدالة وتوقيف حرب مدمرة.

تأتي قسوة الفيلم من الطريقة التي يجمع بها المخرج بين ممثلي الدفاع عن القيم الإنسانية الكبرى والقادة السياسيين والعسكريين الذين يستخدمون العدالة والأمن لصالحهم، صراع بين الحرب والسلام، العدالة والعنصرية، الديمقراطية والاستبداد وقليلا من السخف أيضا لدى الطرفين.

من المحتمل أن فترة الستينيات كانت كما وردت في فلم شيكاغو 7، وإن اعتمد المخرج على محاضر المحاكمة لكن نادرا ما نقتنع بأن للفلم علاقة كبيرة بما كان عليه الحال في الواقع. لم يكن سوركين واقعيا أبدا، لغته الفلمية ذات حساسيته بلاغية، إنه يمسرح الواقع بفنية عالية، وإن تلقى هجوما نقديا عنيفا من النقاد في بداية عرض الفلم أغلبها من المحافظين.

بعد تحربته عام 1992 في كتابة سيناريو فيلم “قليل من الرجال الطيبين” (A Few Good Men) الذي لعب دور البطولة فيه جاك نيكلسون وتوم كروز وأخرجه روب راينر، والذي رُشح لأربعة جوائز أوسكار، نجح سوركين في هذا الفلم المذهل في جمع مجموعة رائعة من فناني الأداء والتمثيل، فيما مارس حق الكاتب المسرحي التاريخي. ونجح فلمه “محاكمة شيكاغو 7” في تقديم سرد ممتع، ليصفعنا بالسؤال المحوري: ماذا يحدث للديمقراطية عندما تواجه سلطة الدولة القمعية المعارضة الشعبية؟

فوضى عارمة وصاخبة. مأساة ومهزلة في المجتمع كما في السياسة، صخب وعنف متبادل، وتطرف يدفع نحو المزيد من التطرف.


حلقة السبت القادم: “بيكا PK” فيلم هندي يحكي قصة فضائي يكتشف غرابة العالم الإنساني وزيفه

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى