حول العالم

احتجاجات باريس تخرج عن السيطرة واعتقال 187 شخصا

تصاعدت وتيرة العنف في العاصمة الفرنسية باريس ،أمس، وسط تظاهرات لأصحاب «السترات الصفراء» ومحاولات لدخول شارع الشانزليزيه تصدت لها الشرطة بخراطيم المياه وقنابل الغاز، وتحولت إلى معارك كر وفر .

واعتقلت الشرطة أكثر من 187 شخصا خلال التظاهرات الاحتجاجية، خلال ثالث مظاهرة ينظمها المحتجون الغاضبون من رفع أسعار الوقود.

وحشدت السلطات الفرنسية آلافا من أفراد الشرطة، تصدوا لأكثر من 75 ألف متظاهر، وأسفرت المواجهات عن إصابة 65 شخصا، بينهم 11 من قوات الأمن، وفقا للشرطة.

وتصاعدت المواجهات بعد الظهر، عندما أقدم عدد من المتظاهرين على حرق سيارات وسط باريس، قابلتها الشرطة بإطلاق قنابل غاز مسيل للدموع.

وذكرت الحكومة الفرنسية أن قوات الأمن وجدت عبوات ناسفة مع عدد من المتظاهرين، بينما أعلنت عن تمسكها بالحوار مع المحتجين واحترامها لحرياتهم.

وتجمع متظاهرون داخل قوس النصر في باريس، بينما أزال آخرون الحواجز التي وضعتها الشرطة لحماية تمثال الجندي المجهول، وسط أجواء مشحونة.

كما اندلعت النيران في الشانزليزيه إثر عمليات إحراق السيارات من قبل المتظاهرين، الأمر الذي استدعى إعادة استخدام خراطيم المياه من قبل الشرطة

.
وكتب عدد من المتظاهرين عبارات مثل «السترات الصفراء ستنتصر» على بعض الجدران في المدينة.
وتعبيرا عن استيائه، قال أحد المتظاهرين: “المواطنون يعانون في المعيشة حتى نهاية الشهر. نحن نعمل كثيرا وندفع الكثير من الضرائب. لقد سئمنا من الأمر”.

وقال آخر: “القوة الشرائية لدينا بدأت بالتلاشي يوما بعد يوم، ومن ثم الضرائب. الدولة تطلب منا التقنين في الإنفاق، ولكنهم يعيشون فوق المستوى المتوسط بأموالنا”.

من جهته قال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب إنه تم اعتقال أكثر من 100 متظاهر، فيما قامت إدارة النقل في مدينة باريس بإغلاق 7 محطات لمترو الأنفاق تحسبا للاحتجاجات العنيفة.

وكتبت الإدارة على موقعها الرسمي أنه تم أمس إغلاق 3 محطات في شارع الشانزليزيه («فرانكلين روزفلت» وجورج 5» و»كليمانسو») وكذلك محطتي «كونكورد» و”تيوليري” بالإضافة إلى محطة «شارل ديغول إيتوال» الواقعة في الساحة أمام قوس النصر، ومحطة «أرجنتين» الواقعة بالقرب من نفس المكان.

من جهتها أفادت قناة «ال سي ا» التلفزيونية بأن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير ومدير شرطة باريس والمسؤولين الآخرين قد وصلوا إلى شارع الشانزليزيه، حيث رحبوا برجال الشرطة الذين سيقومون بضمان الأمن أثناء الاحتجاجات الجماهيرية. وقالت وسائل الإعلام الفرنسية في وقت سابق إن نحو 6 آلاف من رجال الشرطة سيضمنون الأمن أثناء الاحتجاجات في باريس. أما وزير الداخلية كريستوف كاستانير فأعلن أن شرطة باريس ستنشئ ما يسمى بـ «منطقة تحت الإشراف» وسط باريس وستضع داخلها كاميرات المراقبة وستقوم بأعمال تفتيش المحتجين.

ولأكثر من أسبوعين، أغلق محتجو السترات الصفراء الطرق، وأحرقوا عجلات السيارات، رافعين شعارات بينها المطالبة بإقالة رئيس البلاد إيمانويل ماكرون.

هذا وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سابقا أن السلطات الفرنسية تتفهم مطالب المحتجين، لكنها لا تنوي تغيير سياستها في هذا المجال. كما توعد بزيادة النفقات على موارد الطاقة وبتخفيض حصة الطاقة الذرية بمقدار 50% بحلول عام 2035.

ويقوم ماكرون وزوجته حاليا بزيارة إلى بوينس آيرس للمشاركة في أعمال قمة العشرين «جي 20» المنعقدة هناك.

مواقف السياسيين

أعلن المرشح السابق للانتخابات الرئاسية اليساري جان لوك ميلانشون أنه لن يشارك في التظاهرة في الشانزيليزيه السبت لكنه سيتوجه إلى مرسيليا ليشارك في مسيرة تضم “نقابات ومتمردين من أجل السكن والسترات الصفراء وطلابا في المرحلة الثانوية”.

أما اليميني نيكولا دوبون إينيان فقد أعلن اول أمس أنه سيكون مع المحتجين في باريس.

وأكد رئيس حزب الجمهوريين (يمين) لوران فوكييه أنه سيتوجه «للقاء» المتظاهرين في دائرته، بينما طالبت زعيمة اليمين القومي مارين لوبن بحل الجمعية الوطنية. وتوجه الرئيس الاشتراكي السابق فرنسوا هولاند للقاء المحتجين والإشادة بحصيلة أدائه، ما أثار غضب ماكرون.

ومن بوينوس آيرس سخر الرئيس الفرنسي من “الذين هم على الأرجح سبب الوضع الذي نعيشه أكثر مما هي الحكومة التي تولت السلطة قبل 18 شهرا”.

المصدر: وكالات

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى