السينما…”قصة الجانب الغربي”: كيف ينبت الحب في قلب صراع وحشي وقاتل؟ + فيديو وصور

هذه المادة يتم إنجازها بشكل مشترك بين ّدابا بريس” ومجموعة عشاق الفن السابع التي يديرها الكاتب عبد العزيز كوكاس.

حلقة اليوم:

فيلم “قصة الجانب الغربي”: كيف ينبت الحب في قلب صراع وحشي وقاتل؟

 

ما الذي يدفع مخرجا كبيرا من حجم ستيفن سبيلبرغ، صاحب الروائع السينمائية الكبرى والحاصد لجائزتي أوسكار، لإعادة إخراج “قصة الجانب الغربي” West Side Story التي تحتل مكانا رمزيا ضمن مسرحيات برودواي الموسيقية الرائعة، وتم تحويلها إلى الشاشة لأول مرة عام 1957، وإعادة إبداع مسرحية شكسبير الشهيرة “روميو وجولييت” في نموذج جديد وسط التعصب العنصري الذي انتشر مع عنف الشوارع السائد بين عصابات الأحداث بنيويورك؟

إنه سحر أسلوبه بالذات، وزاوية التقاطه لمسرحية قديمة جدا وإعادة إخراجها في قالب فني مبهر، حيث تتحد موسيقى ليونارد برنشتاين وكلمات ستيفن سونديم وكتابة آرثر لورانس، وتصميم رقص جيروم روبنز في فيلم نموذجي.

تدور قصة الفلم حول عصابة من اليافعين الإيرلنديين الذين يتقاتلون مع مجموعة من البورتوريكيين في مانهاتن، بين أنياب صراعهما الدموي تبرز علاقة حب بين عشيقين توني وماريا، كل واحد منهما ينتمي إلى العصابتين المتصارعتين، كانت “الطائرات” عصابة من الشباب البيض الذين يقاتلون عصابة “أسماك القرش” البورتوريكية بهدف السيطرة على الجانب الغربي في مانهاتن.

نجح الضابط كروبكي والملازم شرانك في توقيف إحدى المناوشات بين العصابتين، وأخبرا زعماءهما بضرورة توقيف اقتتالهما لأن الحي الذي يتقاتلان من أجل بسط نفوذهما عليه، سيتم هدمه لبناء مركز لينكولن.

اقترح زعيم عصابة الطائرات تحديد زمان ومكان لاقتتال العصابتين. يقترح على صديقه توني إقناع أفراد العصابة لسحق أسماء القرش. يرفض توني.. في الجهة الأخرى تبرز ماريا، أخت زعيم عصابة أسماك القرش برناردو، المخطوبة لصديقه تشينو وهي تتمرد على الأعراف وتريد رسم مستقبلها بنفسها.. في إحدى الرقصات المحلية، يلتقي توني وماريا، تنشأ بينهما علاقة عشق ساحرة. وهو ما أغضب برناردو، الذي وافق على مبارزة ضد توني.

يتفق العشيقان على موعد من أجل الهروب من النار، لكن الأحداث تتطور بسرعة، يقتل توني مرغما أخ معشوقته برناردو، يلح على تسليم نفسه إلى الشرطة، لكن ماريا تحاول منعه، فهي لا تريد خسارة أخيها وعشيقها.

تمكن سبيلبرغ من تقديم حي منهاتن في الأربعينيات كمنطقة حرب، المباني مدمرة، الأنقاض والأوساخ والغبار المتطاير في كل مكان. يبدو الحي وكأنه كابوس حقيقي. في هذه البيئة المحاطة بالدمار، تستعرض قوتهما العصابتان المتنافستان: الطائرات وأسماك القرش، وهما يرقصان في انسجام تام مع دقة الباليه.

يتم استغلال هذا الانفصال بذكاء من قبل سبيلبرغ، حيث يتم تصوير مشاهد الحركة والمطاردة في أماكن مغلقة، مما سمح له بإظهار وحشية هذا العالم.

كما سلط الضوء على التناقض في الرومانسية التي تزدهر بين توني وماريا، وهي بساطة خادعة في الحب المتقاطع مع النجوم التي تعوض الوجود العنيف لهذه الشخصيات.

لقد نجح المخرج الرائد في طرح موضوع “روميو وجولييت”، على خلفية صاخبة من صراع وحشي بين العصابات البورتوريكية والأمريكية الشابة المتنافسة، جعلته مزيجا وحشيا ورقيقا، كتلة متناقضا من العنف والرومانسية. حب في ظل حرب حتى الموت.

 

ترقبوا الحلقة القادمة السبت المقبل وفيلم أعجبني مع “الخيط الوهمي”