الرئسيةسياسة

سيون أسيدون: الرباط أمام فرصة تاريخية لتصحيح خطأ التطبيع.. ونتنياهو لن يتمكن من القضاء على حماس

قال المناضل المغربي في حركة بي دي آس المغرب، وعضو الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، سيون أسيدون، ّلا توجد اتفاقيات لا يمكن إلغاؤها، لنفرض جدلاً أن السلطات المغربية لم تكن تتوقع حين توقيع هذه الاتفاقيات مع دولة الاحتلال الصهيوني أن الأوضاع ستتطور، وسيكون على الأقل محرجاً. هناك الآن طريقان: طريق استدراك الأخطاء من جهة، ومن جهة أخرى طريق "تعميق الجريمة"، إذ يعلق البعض الآمال على انتصار وهمي لجيش الاحتلال على المقاومة الفلسطينية".

جاء ذلك، في حوار أجرته “عربي بوست” مع سيونـ حيث أكد، أن السلطات المغربية لن تحصد “من تعنتها في التشبث بالتواطؤ مع المجرمين إلا المزيد من الإحراج والشجب من الجماهير الواسعة، ودون أي استفادة من الأرباح المزعومة في حل قضية الصحراء”.

وتابع سيون في الحوار ذاته بالقول: إنه و “تحت ضغط قوي من الرأي العام، أنقذت السلطات المغربية آنذاك ماء الوجه والشرف بطرد ممثل دولة الاحتلال وإغلاق مكتب الاتصال. وكان ذلك لأسباب أقل خطورة بكثير مما عليه الوضع الآن. اليوم مرت 15 سنة على قرار إغلاق غزة وتحويلها إلى أكبر سجن في الهواء الطلق، ومرت الآن أسابيع على قرار المحتلين تطويقها وإحكام إغلاقها وعلى حرمان الشعب الفلسطيني في غزة من جميع وسائل العيش والقيام بأخطر الجرائم في القانون الإنساني الدولي، ويتعلق الأمر بإبادة جماعية وتطهير عرقي، في محاولة يائسة لإعادة نسخ نكبة 1948. كل هذه عناصر إضافية لمراجعة الموقف المغربي. وباب تصحيح الخطأ لا يزال مفتوحاً، من خلال الخروج من اتفاقية أبراهام”.

في السياق ذاته، وفي معرض جوابه عن سؤال ل”عربي بوست” عن ما إذا كان سماح السلطات بالمغرب بالتظاهر ألا تنطوي على موقفها من المجازر ورفضها، أم هي مجرد تنفيس، قال عضو الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، بجملة واحدة: “هل يمكن بناء سد أمام البحر؟ توازن المغرب هزيل، ولن يتحمل ما يمكن أن يتولّد من عاصفة، وبالتالي اختارت السلطة أن تسلك طريق المسايرة والانتظار، بينما هي فرصة ما زالت مفتوحة للتدارك بالتجاوب مع تعبير الجماهير المغربية عن سخطها. هي فرصة للتراجع عن اتفاقيات أبراهام.”

مؤكدا، أنه و “مع تراكم الأخطاء المرتكبة أضحت فعلاً دبلوماسية الدولة المغربية أقل تأثيراً مما كانت عليه في أي وقت مضى. وأدت ثمن تغيبها عن الأدوار التي كانت تطمح أن تلعبها في القضايا الكبرى في المنطقة؛ ومنها طبعاً قضية فلسطين. ولا أظن أن باب العودة بسهولة إلى الوضع السابق”.

إلى ذلك، قال سيون، “إن صانعي التاريخ هم الشعوب، وانتصار الشعب الفلسطيني في 7 أكتوبر/تشرين الأول فتح مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة. والمعركة الحالية ستحدد إعادة ترتيب الأوضاع فيها”، و مسترسلا “لم نعرف بعد هل حماقات نتنياهو ستؤدي إلى فتح جبهات جديدة في هذه الحرب. من الواضح أنه ستترتب على مثل هذا التطور أوضاع يمكن أن تصل إلى توسيع ميدان الحرب إلى خارج المنطقة بدخول قوى بقيت إلى حد الآن خارج المشاركة المباشرة”.

إن ما هو أكيد يقول سيون الذي يعرف أيضا في اوساط اليسار المغربي باسم المعطي، “ما هو أكيد هو أن العدوان الصهيوني على غزة لن يتمكن من الوصول إلى أهدافه. لا في إعادة نكبة جديدة ولا في “مَحوِ حماس”، مشيرا، انه وبالتالي “فالأوضاع ستطرح أمام السلطات المغربية نفس المعادلة. لكن هذه المرة في ظروف ستزيد عليها صعوبة الاختيار. ولا يمكن التكهن بهذا الاختيار. ما هو مؤكد أن رافضي التطبيع سيكونون في موقف أقوى لمواجهة أي تطور لأي موقف للسلطات منهم”.
المصدر: عربي بوست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى